في مداخلة له في الندوة الوطنية المنظمة برحاب دار الشباب المقاومة بتيزنيت يومي 1 و2 فبراير الجاري، والمنظمة من قبل الجمعية المغربية لتكامل العلوم، تناول الدكتور إحيا الطالبي المسعودي التأثير العلمي للشيخ يعزى ويهدى والذي امتد إلى أسرته وأحفاده من بعده، حيث عرف عنهم التعليم وحفظ القرآن وخدمته والتألق في أغلب الميادين العلمية فضلا عن الشرف والأخلاق والتزكية، وكانت زاوية أسا إحدى معاقل العلم نبغ في سلالتها علماء كبارا نشروا العلم في كل من الصحراء وأيت بعمران وبونعمان، مشيرا إلى ميادين العلم التي برع فيها هؤلاء كالتربية والتعليم والتوثيق والقضاء والتحكيم القضائي وفي التأليف والتوظيف، مركزا على دوار إكرامن بجماعة بونعمان الذي عرف عن أهله العلم والصلاح والعناية بالقرآن، حيث نبغ منهم في القرن الماضي أزيد من 43 علَما بينهم 9 علماء أجلاء ذاع صيتهم، وما يفوق 34 خافظا للقرآن مشارطا وخطيبا، أما اليوم فقد تخرج منهم أكثر من 52 طالبا من المدرسة العتيقة البونعمانية منهم 18 خطيبا في مساجد متفرقة في ربوع المملكة، هذا فضلا عن نبوغهم في ميدان الاحتفاظ والنسخ والخط كالفقيه سيدي الحافظ رحمه الله، ومن المحدثين العدل الموثق سيدي أحمد العزاوي أطال الله في عمره، وسيدي أبوبكر العزاوي. والدكتور أبوبكر العزاوي، بارك الله في علمه وعمره، العلم الشامخ والمؤلف الموسوعي، رائد الحجاج في العالم العربي، صدرت له عدة مؤلفات، تناولها بالدرس والتحليل ذ فضيل نصيري أحد تلامذته، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: " اللغة والحجاج" و"حوار حول الحجاج" و"الخطاب والحجاج"و "الحجاج والتلفظ" باللغة الفرنسية، والدكتور أبوبكر العزاوي كما ترجم له ذ فضيل نصيري من مواليد البيضاء 1958 حفظ القرآن الكريم على يد والده الحاج محمد العزاوي، درس الفقه والتجويد والنحو وحفظ العديد من المتون العلمية، فضلا عن دراسته النظامية التي توّجها بشهادة البكالوريا شعبة الآداب، لكن طموحه العلمي لم يتوقف عند هذا الحد حيث تابع دراسته بالديار الفرنسية ليحصل منها على دكتوراه في الحجاج بميزة مشرف جدا مع توصية بالطبع سنة 1989 في موضوع: "الروابط الحجاجية والمنطقية في اللغة العربية" تحت إشراف رائد الدراسات الحجاجية اللغوية "أوزفالد ديكرو"، كما حصل على دكتوراه الدولة بالمغرب بميزة حسن جدا سنة 2001، مارس الخطابة والوعظ والإرشاد، وهو الآن يشتغل أستاذا للتعليم العالي بكلية الآداب بجامعة مولاي سليمان بمدينة بني ملال، ورئيس الجمعية المغربية لتكامل العلوم. وفي نفس السياق تناول الدكتور محمد الحاتمي نموذجين من الشعراء الوهداويين، كالبشير بن بلقاسم العزاوي الافراني، والعلامة محمد بن سعيد المرغتي، مبرزا نبوغهما في الشعر ومنافحتهما فطاحل الشعراء في ذلك العصر، مما يبين أصالة العلم والأدب واطرادهما في سلالة آل يعزى ويهدى. ليختتم الملتقى العلمي بزيارة ميدانية لمقابر أيت يعزى ويهدى بضاحية بونعمان كأحد الآثار الماثلة لهذه الأسرة الممتدة في التاريخ والمجال.