تعرف مساجد مدينة تيزنيت إقبالا كبيرا للمصلين من كلا الجنسين خلال صلاة التراويح لتوفرها على قراء شباب يتم استقدامهم من المدارس العلمية العتيقة المنتشرة في عموم تراب الاقليم لما يمتازون به من أصوات شجية يؤدون بها قراءات قرآنية يستحسنها المرتادون للمساجد ويتميز شهر رمضان بالإقبال اللافت للمواطنين على المساجد بمختلف المدن حيث تعرف ارتفاعا واضحا في أعداد المصلين في كل الصلوات الخمس وكذا في صلاة التراويح وما يزيد من هذا التميز الرمضاني إقبال العنصر النسوي من مختلف الأعمار على المساجد لاسيما في... صلاة التراويح بل هناك من تحرص منهن على مرافقة زوجها أو احد أقاربها لشهود قيام الليل وصلاة الصبح في المساجد ورغم ازدياد عدد النساء المقبلات على الصلاة في المساجد خلال السنوات الأخيرة، لاسيما في هذا الشهر الفضيل فإن مشاكل ضيق الأجنحة المخصصة لهن أو انعدامها ببعض المساجد ما تزال مطروحة وبدون حل كما هو الحال بمسجد السنة بتيزنيت حيث عمدت الجمعية القائمة على رعاية شؤون المسجد تخصيص فضاء خارج المسجد أحيط بالعديد من الحصائر إلا أن السلطات المحلية رفضت الاجراء وأمرت بإزالة الحصير ورغم هذا الاجراء لم يمنع النساء من الحضور لأداء هذه الشعيرة التعبدية المتميزة خلال شهر رمضان ، لكن يبقى مع ذلك مشكل ضيق المكان المخصص لصلاة النساء مشكلا مطروحا خاصة في شهر رمضان دون غيره من الشهور وهو الامر الذي يلجا إليه القائمون كمبرر لعدم إضافة أجنحة أو توسيع الموجود منها أما ما يخص جناح الرجال فيعرف هو الاخر اقبالا على أداء صلاة العشاء والتراويح في حين يفضل آخرون الذهاب ولو مسافات لمساجد أخرى حيث يطمئنون لقراءات أئمتها وفي مسجد السنة يتناوب على إمامة المصلين خلال صلاة التراويح مقرئين يتعلق الامر بالمقرئ سعيد المستطيع ( مكفوف) من مواليد أزيلال بأكمرور سنة 1978 حافظ لكتاب الله عن طريق السمع عند أخيه وانتقل لتلقي علم بعض القراءات عند أحد الشيوخ بالرباط لكن لما جاء دور التكوين والوظيفة لم يتم دراسته للقراءات السبع وإن كانت له رغبة أكيدة ونية صادقة رغم إعاقته أن يتم دراسته في مجال القراءات ويستعين سعيد المستطيع في دراسته ومراجعاته على حاسوبه المتميز الذي يتخاطب معه ويقرأ له ما بالشاشة وهو أمر يساعده على التخلص من مساعدة اي شخص آخر في مجال الدراسة وإن كان ليس بشكل كلي وقد تلقى المستطيع تعليمه الاولي بمدينة بني ملال لينتقل بعدها لدراسة المرحلة الثانوية إلى مدينة تمارة وأتم المرحلة الجامعية بالرباط ليعين بمدينة تطوان ثم انتقل بعدها لمدينة تيزنيت لتكون له فرصة إمامة الناس في صلاة التراويح بمسجد السنة بتيزنيت منذ سنة 2008 وخلال رمضان الحالي التحق به أحد الشباب من باب وتعاونوا على البر والتقوى لأن صلاة التراويح في فصل الصيف تكون فيها حرارة شديدة وعن ذلك يقول المستطيع اخترنا أن نتعاون فيما بيننا لإمامة الناس ابتغاء الاجر والثواب في هذا الشهر الفضيل وبخصوص ليلة القدر هناك شعور لا يمكن أن يوصف لأنه صعب أن يصفه قلم وأن يصفه لسان لما في هذه الليلة من نفحات ربانية ونسأله سبحانه أن يتقبل من الجميع ويناوب مع سعيد المستطيع في الامامة محمد بوعزة من مواليد 1992 الساكن بجماعة سيدي عبد المومن بمدينة شيشاوة الذي حفظ القرآن الكريم بالمدرسة العتيقة بأربعاء رسموكة بإقليم تيزنيت وهو ابن 9 سنوات وانتقل إلى معهد التعليم العتيق بطنجة لدراسة العلوم الشرعية التي قضى منها 6 سنوات من أصل 9 سنوات مدة الدراسة بالمعهد وقد تم أختياره هذه السنة لإمامة الناس بمسجد السنة لكونه حاصلا على جائزة محمد السادس في حفظ القرآن الكريم كاملا وفي موضوع ذي صلة ومع حلول شهر رمضان تجددت معاناة ساكنة المدينة القديمة بتيزنيت وخاصة السكان القاطنون بأحياء إضلحة، أولبيض، بوييغد في أداء صلاة التراويح خصوصا مع تأخر عمليات إصلاح وترميم المسجد الذي أغلق منذ سنتين وهوما اضطر الكثيرين منهم لقطع مسافات طويلة من أجل الصلاة في مساجد أخرى أو الاكتفاء بالصلاة بجناح المدرسة العتيقة المجاورة للمسجد المغلق مما يعني القبول بالازدحام في غياب تام لشروط النظافة و التجهيزات و الأفرشة وهو ما يطرح على المسؤولين والجمعية المشرفة على رعاية شؤون المسجد الاسراع بعملية الترميم وتوفيرالشروط الضرورية لأداء شعيرة الصلاة في جو من الطمأنينة والخشوع.// عن جريدة التجديد عدد يوم الجمعة 19 غشت 2011 / 18 رمضان 1432 عبدالله القصطلني