تكشف صلاة التراويح في مساجد المغرب كل سنة عن مواهب جديدة من القراء الشباب الذين يستقطبون أعدادا كبيرة من المصلين. وتعمد المندوبيات الاقليمية للشؤون الإسلامية في مختلف المدن على توزيع هؤلاء المشاهير بكل مدينة في رمضان على أكبر المساجد فيها والتي تستطيع استيعاب الأعداد الكبيرة من المصلين. وأغلب هؤلاء القراء لا تتجاوز أعمارهم 40 سنة ومنهم من لا يتجاوز عمره 13 سنة. وتحتضن مساجد جهة الدارالبيضاء الكبرى أغلب مشاهير قراء التراويح في شهر رمضان، وتستقطب هذه الأسماء، التي برزت بقوة في السنوات الأخيرة، ما معدله 50 ألفا إلى 70 ألف مصل يوميا، في كل مسجد، في حين يفوق العدد 100 ألف في ليلة القدر في بعضها مثل مسجد الحسن الثاني، حيث تزدحم المساجد بأعداد المصلين والمصليات، وتضيق جنباتها والساحات المجاورة بهم، لهذا يضطر العشرات إلى الحضور مبكرا وتناول وجبات الإفطار في الفضاءات المجاورة لهذه المساجد. وذكرت مصادر مسؤولة بمندوبية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لجهة الدارالبيضاء الكبرى، أن أزيد من 32 قارئا متميزا يؤم الناس في صلاة التراويح هذه السنة موزعين على أهم مساجد العاصمة الاقتصادية التابعة للمندوبيات الإقليمية الإحدى عشر. وعلى رأسهم القارئ المعروف عمر أيت عزيز القزابري، بمسجد الحسن الثاني، والقارئ العيون الكوشي بمسجد أناسي، وعبد العزيز الكرعاني بمسجد القاضي عياض، وعبد الهادي الكنوني بمسجد كاريان سنطرال، ومحمد الإراوي بمسجد الألفة، وزكريا الراقبي بمسجد قباء(تيط مليل )، وحمزة الزياد بمسجد السالمية، وهشام الحسناوي بمسجد الكوثر، ومحمد الطيب الركيبي بمسجد السنة، وعبد الهادي انعينيعة بمسجد الأمنية بدار بوعزة، وحميد كثير بمسجد بوسكورة، ومحمد أدلال بمسجد الرضوان (المحمدية) وغيرهم..، لكن القارئ مصطفى الغربي بمسجد الشهداء يظل في نظر الكثيرين هو شيخ القراء؛ لأنه كان من أوائل الأئمة والقراء الذين استقطبوا الآلاف من المصلين في تراويح رمضان، حيث أثر صوته الشجي بشكل قوي في إقبال الشباب على القرآن والمساجد خاصة في رمضان، قبل أن يظهر مشاهير الشباب القراء المعروفين الآن بالعاصمة الاقتصادية. ويجذب جيل جديد من مشاهير قراء التراويح الآلاف من المصلين، بأهم مساجد المدن المغربية، خاصة بمدن مراكش وفاس وطنجة وأكادير..، ويجمع هؤلاء بين الحفظ، والعلم، والإتقان في الأداء والصوت الجميل، الدي يحدث الخشوع في النفوس، ويزيد من درجات التدبر أثناء صلاة القيام.لما يعرف عن المغاربة سعيهم لصلاة التراويح خلف الأصوات الحسنة العذبة. وقد اشتهرت مساجد مراكش بوجود أزيد من 10 أئمة قراء متميزين فيها، ومنهم الشيخ أسامة محمد بمسجد الإمام مالك، والقارئ أبو أسامة عبد الحق بمسجد بوعكاز، وعبد الإله فوزي بمسجد الوحدة الرابعة، وعبد الصمد ملوك بالمسجد الجديد، وعبد العالي الفيلالي بمسجد الرحمة، وعبد القادر فتوح بمسجد الوحدة الخامسة، ومحمد وديع بمسجد الكتبية، وإبراهيم أبو الكرم بمسجد إيلسيل...، فيما يعد الشيخ عبد الرحيم النبولسي بمسجد أمة الله أكثر شهرة من بين قراء المدينة الحمراء. أما بمدينة طنجة فيعد القارئ حجاج العلمي بمسجد بدر، والشيخ سيدي المصطفى البويحياوي بمسجد العمرة أكثر شهرة، وفي مساجد أكادير الشيخ الحسين بوسكسو، والقارئ حجاج العلمي والشيخ سيدي المصطفى البويحياوي...، وبمساجد الرباط و سلا، القارئ حسن مسيمك والشيخ أحمد الخالدي... يذكر أن عشرات المقرئين وحفظة كتاب الله يتقدمون كل سنة أمام المندوبيات الإقليمية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمختلف المدن المغربية، قصد استظهار حفظهم للقرآن الكريم وسلامة قراءتهم أمام لجنة منح رخص صلاة التراويح وتقييم المقرئين..، وفق شروط ومعايير تحدد من هو الأصلح والأنسب لإمامة الناس في صلاة التراويح. وأكدت مصادر مطلعة ل التجديد أن عملية المراقبة تمتد إلى ما بعد منح الرخص، لمتابعة مدى التزام الأئمة المكلفين بصلاة التراويح بالالتزامات التي يوقع عليها الإمام المكلف، وتأتي في مقدمتها حسب محدثنا إمامة المصلين في صلاة التراويح دون مصحف وبرواية ورش، والإلمام بختم القرآن الكريم كاملا في شهر رمضان...