في بادرة هي الأولى في العالم العربي وجه الوزير المغربي عباس الفاسي آعتذاره للشعب المغربي قائلا بكلام يغلب عليه الأسى والأسف " أيها المواطنون بصفتي رئيسا للحكومة المغربية مصارحتكم بأمر هام ... أريد أن اقول لك إنني حزين لإخفاقات حكومتي ... لقد آرتكبنا جريمة كبرى في حقك... إننا نقولوها بكل صراحة نحن عاجزون عن الوفاء بآلتزاماتنا آتجاهكم ... إننا لم نزد الوضع إلا سوءا وآنحذارا وآنحطاطا ... إن ضميري يعذبني منذ أن عينت وزيرا اولا بعد آنتخابات ساد فيها الفساد وقاطعها نصف المغاربة ... أيها الشعب الصبور المكافح إنني أعلن أمامك مجموعة من الخطوات أبرئ بها ذمتي وأنقذ بها ماء وجه حكومتي " الوزير الأول المغربي الذي كان محط آنتقادات عنيفة من طرف الصحافة الوطنية ونشطاء الأنترنيت بدا حزينا مهموما وهو يقدم تشخيصا دقيقا للواقع المغربي الذي وصفه في الكثير من الأحيان بالواقع الرديئ والمخزي ، غير أن الوزير عباس منذ إعلانه آستقالة الحكومة أضحى بطلا في عيون الكثير من المغاربة البؤساء ومثالا يحتدى به في العديد من الدول التي يسود فيها الفساد وإنعدام العدالة ، يقول المعطي وهو فلاح بئيس من دوار بني قرفادة معلقا على خبر الإستقالة " الحقيقة أني لم أتوقع أن يكون السيد عباس شجاعا إلى هذه الدرجة ... أعتقد أن ضمير عباس آستيقظ مثل بقية الوزراء وفضلوا التنديد بالواقع المزري عن طريق الإستقالة " وأضاف " حقا عباس رجل الموسم " اما حميد وهو ماسح أحذية ويلقب بالخنُونة فقد قال " في الواقع كل المؤشرات كانت تشير في آتجاه الإستقالة الجماعية للحكومة ... فقد ضربت المغرب كارثة حقيقية والسلطات تبدوا عاجزة عن مد يد المساعدة للناس ... إنه أمر محزن " وتساءل هو الأخر بحزن شديد " وماذا جنينا من حكومة عباس وغيرها من الحكومات ؟ إنك ترى الواقع البئيس الذي نحيا فيه ... إننا أقل مرتبة من الحيوان... الأفضل ان نظل بلا حكومة ..." عباس في ندوته الصحفية وجه آعتذارا للشعب بالنيابة عن حكومته وقدم جملة من التدابير طالت كل شيء ولم تسثثني أي شيء ، الوزير تكلم عن حرية الصحافة والتعبير في المملكة وقال " إني حزين للمضايقات التي يتعرض لها الصحفيون ونشطاء الأنترنيت ... وإنني ضد سياسة تكميم الأفواه... و تعدد الأفكار والأراء سمة من سمات الديمقراطية الحقة" وفي سؤال وجهه الصحفي عبد العالي أشرنان للوزير عن التعليم أدمعت عينا الوزير عباس وكاد يجهش بالبكاء غير أنه تمالك نفسه قائلا " أن يحصل المغرب مؤخرا على الرتبة 106 من اصل 150 فهي فضيحة مجلجلة وعار وجب مسحه فورا بالبحث عن المسؤولين وتقديمهم للمحاكمة بتهم لا تقل عن تهم الخيانة العظمى " ثم آنتقل الوزير للحديث عن الكوارث التي يعرفها المغرب حاليا من فيضانات وآنهيارات طينية فقال " لقد صرحت منذ بداية الكارثة أنه يجب أن تعلن حالة الطوارئ في البلاد ويتم إرفاق حالة الطوارئ بتعبئة شاملة لقوات الجيش بدل الإقتصار على إرسال وحدات ضعيفة وغير مجهزة لعمل الإشهار ..." وعن الفقر قال عباس " أيها الفقراء إني حزين لأجلكم ... إني أشعر بجوعكم وفقركم إنه ليس من العدالة بمكان أن تستمر الفجوة إتساعا بين الغني حد التخمة والفقير حد العظم وإننا أخلاقيا بحكم المسؤولية ملزمون بالدفاع عن آحتياجاتكم الضرورية وضمان الشغل الكريم لكم ولهذا قررت بشكل لا رجعة فيه من خلال مرسوم نافذ بتخفيض رواتب الوزراء للنصف ومنع السيارات الفارهة اللهم سيارات الخدمة الحكومية والإكتفاء بلباس واحد وموحد ... كما قررنا إنشاء صندوق خاص يمول من آقتطاعات الوزراء والنواب الذين لا يؤدون واجبهم على أكمل وجه ..." وعن القضاء قال الوزير " نعم القضاء حر ونزيه ومستقل لا يميز بين فقير وغني وبين مواطن ووزير " ثم أكمل كلامه وفي كل مرة كان يطأطأ رأسه آعترافا بالأوضاع الكارثية التي وصلت إليها البلاد غير ان احد الصحفين خلق المفاجأة بسؤال جريئ فقال " المعروف سيادة الوزير أن عائلة الفاسي تحتكر مناصب المسؤولية في الدولة ألا يعتبر ذلك ظلما في حق المغاربة ؟ " رد الوزير بأسف " منذ أن قررت عقد الندوة الصحفية أردت ان اكون صريحا معكم الصراحة تقتضي قول الحق .... نعم نحن نحتكر المناصب السامية مامعنى أن تتحول الحكومة بكاملها إلي ضيعة للفاسي ؟ وعليه وفقا للقيل والقال وإعمالا لمبدأ الكفاءة والنزاهة وتكسيرا لقاعدة الإحتكار قررت بشكل لا رجعة فيه إبعاد جميع أحفادي وأصهاري عن مناصب المسؤولية " ولم تنتهي مفاجأت عباس السوبرمان عن هذا الحد حيث أعلن عن مفاجأة مدوية حول آستقالة الحكومة وختم كلامه قائلا " كفانا ضحكا على الشعب ... لقد آنتهى كل شيء ..." فجأة آستيقظت من النوم وقلت " ليت الحلم كان حقيقة ...." [email protected]