جدعون ليفي: نتنياهو وغالانت يمثلان أمام محاكمة الشعوب لأن العالم رأى مافعلوه في غزة ولم يكن بإمكانه الصمت    أحمد الشرعي مدافعا عن نتنياهو: قرار المحكمة الجنائية سابقة خطيرة وتد خل في سيادة دولة إسرائيل الديمقراطية    مؤامرات نظام تبون وشنقريحة... الشعب الجزائري الخاسر الأكبر    الاعلام الإيطالي يواكب بقوة قرار بنما تعليق علاقاتها مع البوليساريو: انتصار للدبلوماسية المغربية    الخطوط الملكية المغربية تستلم طائرتها العاشرة من طراز بوينغ 787-9 دريملاينر    مؤتمر الطب العام بطنجة: تعزيز دور الطبيب العام في إصلاح المنظومة الصحية بالمغرب    استقرار الدرهم أمام الأورو وتراجعه أمام الدولار مع تعزيز الاحتياطيات وضخ السيولة    السلطات البلجيكية ترحل عشرات المهاجرين إلى المغرب    الدفاع الحسني يهزم المحمدية برباعية    طنجة.. ندوة تناقش قضية الوحدة الترابية بعيون صحراوية    وفاة رجل أعمال بقطاع النسيج بطنجة في حادث مأساوي خلال رحلة صيد بإقليم شفشاون    أزمة ثقة أم قرار متسرع؟.. جدل حول تغيير حارس اتحاد طنجة ريان أزواغ    جماهري يكتب: الجزائر... تحتضن أعوانها في انفصال الريف المفصولين عن الريف.. ينتهي الاستعمار ولا تنتهي الخيانة    موتمر كوب29… المغرب يبصم على مشاركة متميزة    استفادة أزيد من 200 شخص من خدمات قافلة طبية متعددة التخصصات    حزب الله يطلق صواريخ ومسيّرات على إسرائيل وبوريل يدعو من لبنان لوقف النار    جرسيف.. الاستقلاليون يعقدون الدورة العادية للمجلس الإقليمي برئاسة عزيز هيلالي    ابن الريف وأستاذ العلاقات الدولية "الصديقي" يعلق حول محاولة الجزائر أكل الثوم بفم الريفيين    توقيف شاب بالخميسات بتهمة السكر العلني وتهديد حياة المواطنين    بعد عودته من معسكر "الأسود".. أنشيلوتي: إبراهيم دياز في حالة غير عادية    مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات.. تل أبيب تندد وتصف العملية ب"الإرهابية"    الكويت: تكريم معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية كأفضل جهة قرآنية بالعالم الإسلامي    هزة أرضية تضرب الحسيمة    ارتفاع حصيلة الحرب في قطاع غزة    مع تزايد قياسي في عدد السياح الروس.. فنادق أكادير وسوس ماسة تعلم موظفيها اللغة الروسية    شبكة مغربية موريتانية لمراكز الدراسات    المضامين الرئيسية لاتفاق "كوب 29"    ترامب الابن يشارك في تشكيل أكثر الحكومات الأمريكية إثارة للجدل    تنوع الألوان الموسيقية يزين ختام مهرجان "فيزا فور ميوزيك" بالرباط    خيي أحسن ممثل في مهرجان القاهرة    الصحة العالمية: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة    مواقف زياش من القضية الفلسطينية تثير الجدل في هولندا    بعد الساكنة.. المغرب يطلق الإحصاء الشامل للماشية    توقعات أحوال الطقس لليوم الأحد        نادي عمل بلقصيري يفك ارتباطه بالمدرب عثمان الذهبي بالتراضي    مدرب كريستال بالاس يكشف مستجدات الحالة الصحية لشادي رياض    الدكتور محمد نوفل عامر يحصل على الدكتوراه في القانون بميزة مشرف جدا    فعاليات الملتقى العربي الثاني للتنمية السياحية    ما هو القاسم المشترك بيننا نحن المغاربة؟ هل هو الوطن أم الدين؟ طبعا المشترك بيننا هو الوطن..    ثلاثة من أبناء أشهر رجال الأعمال البارزين في المغرب قيد الاعتقال بتهمة العنف والاعتداء والاغتصاب    موسكو تورد 222 ألف طن من القمح إلى الأسواق المغربية        ⁠الفنان المغربي عادل شهير يطرح فيديو كليب "ياللوبانة"    الغش في زيت الزيتون يصل إلى البرلمان    أفاية ينتقد "تسطيح النقاش العمومي" وضعف "النقد الجدّي" بالمغرب    المغرب يرفع حصته من سمك أبو سيف في شمال الأطلسي وسمك التونة    قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في محيط السفارة الإسرائيلية    المخرج المغربي الإدريسي يعتلي منصة التتويج في اختتام مهرجان أجيال السينمائي    حفل يكرم الفنان الراحل حسن ميكري بالدار البيضاء    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحرضان: لم نفعل شيئا يستحق غضب الملك علينا

كشف المحجوبي أحرضان، رئيس الحركة الشعبية، أن إهانة حزبه بدأت عندما اقترح الوزير الأول المعين إسناد حقيبة الشغل للعنصر، وعلل ذلك بأن عباس فجر فضيحة النجاة، وأراد أن يتولى العنصر تجفيفها. ونفى أحرضان أن تكون الحركة قد اقترحت أسماء للاستوزار، مؤكدا أنهم رفضوا عرض الفاسي لنوعية الحقائب المقترحة والأسماء المرشحة لها.
ماذا وقع في موضوع الحكومة، كنتم حتى آخر لحظة ضمن الأغلبية، ثم تحولتم فجأة، ومن دون سابق إنذار، إلى ضفة المعارضة، ماذا وقع بالضبط؟
نحن كنا في الأغلبية لأننا دائما مع مصلحة المغرب والمغاربة، وعبرنا دائما عن استعدادنا للمشاركة من كل المواقع في حل مشاكله.. نحن لم نسرق ولم نخطف وليس في بطوننا ما يجعلنا نخاف... ولكننا نصبر من أجل مصلحة البلاد، ونريد أن نصل في يوم من الأيام لتولي المسؤولية.. أكثر من ذلك، فالحركة الشعبية واجهت كل الصعاب على الرغم من أنهم كانوا يريدون تشتيتها، لكننا نجحنا في لم شملها ورد الصفعة للأعداء... وأردنا من خلال لم شمل العائلة الحركية أن تكون قوة في خدمة المغاربة، وهذا هو واجبي شخصيا لأنهم فرقوا بيننا بالباطل حتى صار إخوة الأمس أعداء اليوم.
- لكن ماذا وقع حتى خرجتم من الحكومة الحالية؟
نحن كنا ضمن الأغلبية، على الرغم من أنه بعد الانتخابات تمت تنحية بعض مناضلي الحزب، الذين تم إخبارهم ليلة ظهور النتائج بأنهم ناجحون، ليتم إعلامهم بعكس ذلك في اليوم الموالي.
- تقصد أن هناك تزويرا؟
لست أدري، لكن من غير المعقول أن تخبر مرشحا بنجاحه اليوم، وفي الغد تقول له نحن آسفون إنك لم تنجح... إنه العبث بعينه، فمثل هذه الممارسات اعتدناها في عهود سابقة وليس اليوم.
- أعلنت النتائج وصنفتم في المرتبة الثالثة، ودخلتم في مفاوضات مع الوزير الأول ثم توقف كل شيء، ماذا وقع؟
بعد ظهور نتائج الانتخابات وتعيين الوزير الأول، قبلنا الدخول إلى الحكومة، وقلنا بتطبيق المنهجية الديمقراطية، التي تقتضي أن يحصل الحزب الثاني على رئاسة مجلس النواب وعلى مناصب وزارية تلائم وزنه السياسي، حسب النتائج التي حصل عليها. وأحب أن أشير إلى أنه ليس همنا أن نكون وزراء، لأن من أرادوا أن يكونوا وزراء فهم كذلك اليوم، ومن خططوا للحصول على مناصب معينة فقد حصلوا عليها.
- هل كنت تحضر المشاورات مع عباس الفاسي؟
لا أبدا، لماذا أحضر... نحن اجتمعنا وفوضنا امحند العنصر لتمثيلنا ونقل مواقفنا إلى عباس الفاسي.
- كم مرة التقى فيها ممثلو الحركة مع الوزير الأول في إطار المشاورات؟
لست أدري.
- بعد خروج الحزب إلى المعارضة، قلتم إن الوزير الأول همشكم طوال جولات المشاورات السابقة لتشكيل الحكومة، وإنه لم يكن يستدعيكم، وإنه كان يغلب منطق الكتلة في هذا الموضوع؟
أؤكد للجميع أن الأمور كانت عادية إلى حدود اليومين الأخيرين، وعباس الفاسي وعد العنصر خلال لقاءاتهما برئاسة مجلس النواب. وقال له بالحرف إن «رئاسة مجلس النواب هي لكم ولو ندابزو»... وهذا كان تصريحا رسميا منه، غير أن شيئا مما وعد به لم يحصل.
- كيف وعدكم الوزير الأول برئاسة مجلس النواب ولم يف بوعده؟
هذا السؤال وجهوه إليه أنتم عله يجيبنا عن طريقكم.
- لكن كيف فسرتم أنتم هذا التراجع؟
أنا لم أفهم... كل ما أعرفه أنني إن قلت كلمة أتشبث بها، لأن الرجل هو الكلمة.
- عباس الفاسي يقول إن لائحة الوزراء التي قدمها للأحزاب تسلمها من المستشار الملكي مزيان بلفقيه؟
هداك شغلو وماشي شغلي أنا... الملك قال لنا إن الوزير الأول هو عباس الفاسي، ونحن نتعامل معه انطلاقا من هذه الصفة.
- لكن الوزير الأول لم يستطع التوفيق بين مطالب الأحزاب فلجأ إلى السلطات العليا؟
قلت لك ذلك شأنه وليس شأني أنا... فليتحمل مسؤوليته. ونحن عندما رفضنا العرض الذي قدم لنا، قلنا إننا نرفض العرض الذي قدمه لنا الوزير الأول المعين، أما الديوان الملكي فبعيد عن كل هذه الأمور، وعباس الفاسي اعتاد دائما وأبدا التستر وراء الديوان الملكي، والواقع أنه لم يتحمل مسؤوليته... لقد بحث عن أغلبيته ووجدها.
- كيف وجد الأغلبية والحكومة الحالية هي حكومة أقلية؟
لقد وجد الأغلبية وهو الآن وزير أول...
- واقعيا، ليست هناك أغلبية في حكومة عباس الفاسي؟
ماتخافوش عليه غادي يلقاها... ويعرف أين يجدها.
- من بين ما اعترضت عليه الحركة في عرض الوزير الأول استوزار أشخاص من خارج الحزب باسمها؟
هنا أحب أن أوضح أن عزيز أخنوش هو شخص قريب منا، وأعيد قولها من جديد، ونحن كنا على اتصال دائم معه، وقلنا إنه إذا حصلنا على وزارة المالية فإننا سنمنحها لعزيز أخنوش.. وهذه الأمور، حتى نكون صرحاء، صرحنا بها قبل أن تظهر لائحة الوزراء التي قدمت إلى الأحزاب، وكان ضمنها اسم عزيز أخنوش الذي منحت له وزارة الفلاحة باسم الحركة الشعبية. نحن فكرنا في أخنوش قبل ظهور اللائحة، فأخنوش ليس هو المشكلة. أما بالنسبة لأمينة بنخضرا، فهي امرأة جيدة لكنها ليست حركية.
لو أرادونا أن نشارك في الحكومة لما فعلوا معنا ما فعلوا، فنيتهم قد ظهرت، والحمد لله على ذلك.
- ما هي المشكلة إذن؟
المشكلة هي الإهانة التي لم ولن أقبلها، كما لم يقبلها الحركيون كلهم.
- من الذي أراد إهانة الحركة؟
أنت تبحث عن «جوا منجل»... المهم أنهم أعطونا عرضا ونحن لم نقبله.
- كنتم قدمتم لائحة الأسماء التي تريدون استوزارها إلى عباس الفاسي؟
لم نبلغ هذه المرحلة، فنحن لم نقدم أية لائحة إلى أي أحد، وهذا ما لم يرد فهمه الكثيرون.
- بعض المسؤولين قالوا إن الحركة رفعت سقف مطالبها، ولم يكن بالإمكان مناقشتها في كل ما تطلب؟
هذا كذب... فهم لم يمنحونا ردا حتى نرفع السقف، وبالتالي لم تكن هناك قاعدة للتفاوض. جوابنا كان واضحا، فعندما التقى العنصر الوزير الأول الذي قدم له العرض المتضمن للمناصب التي ستحصل عليها الحركة والأسماء التي ستمثلها، أبلغنا العنصر بالأمر، وأخبرنا بأنه طلب منه الرد على العرض قبل منتصف الليلة نفسها، لذلك دعينا إلى اجتماع عاجل للمكتب السياسي الذي صوت جميع أعضائه سريا برفضهم لعرض الوزير الأول. وبناء عليه، كان جواب الحركة هو رفض عرض الفاسي. وانصبت ملاحظاتنا على ثلاث نقط هي رئاسة مجلس النواب ونوعية الحقائب المسلمة للحزب وكذا الأسماء التي سيتم استوزارها، وقلنا إنه إذا كان الرد قابلا للنقاش حول واحدة من هذه النقاط الثلاث فإننا سنفاوض.
- ما هي الوزارات التي طلبتموها؟
طلبنا وزارة الفلاحة والصحة والصناعة التقليدية والشبيبة والرياضة، أو الصيد البحري، وعموما طلبنا الإشراف على وزارات من شأنها أن تجعلنا على اتصال دائم بالمواطنين...
- هذا إلى جانب رئاسة مجلس النواب؟
نعم، بكل تأكيد...
- ولم يكن هناك جواب طبعا؟
الجواب الوحيد الذي حصلنا عليه كان عندما منحت للعنصر وزارة التشغيل... الإهانة بدأت من هنا..
- كيف بدأت الإهانة من هنا؟
«الفاسي فجر فضيحة النجاة اللي مازال ما صفاتش والعنصر يمشي يجفف»، كان عليهم على الأقل تركه في منصبه كوزير للفلاحة... هذا غير معقول.
- بعض المسؤولين قالوا إن المقترح جاء من القصر، وبالتالي لم يكن مقبولا أن تصوت الحركة برفض مقترحات القصر، الذي كان رد فعله هو إبعادكم واتخذ قرار اتجاهكم إلى المعارضة؟
ألا يعرفنا الملك... لو أراد الملك إبعادنا لاستدعانا وأخبرنا بذلك، والحال أنه لم يفعل ذلك.. الملك قال لنا إن الوزير الأول هو عباس الفاسي ودعانا للتفاوض معه... ونحن عندما رفضنا العرض، قلنا إننا نرفض عرض الوزير الأول ولم نقل إننا نرفض عرض الملك.
- لكنكم عودتموهم دائما على قبول ما يمنح لكم، فالحركة بالنسبة لهم ابنة المخزن وستقبل بكل ما يملى عليها وتنفذه؟
أعتقد أن موقفنا الحالي لن يجعل أحدا يلومنا. لامونا بالأمس، واليوم لم يعد هناك من سبب لذلك. فهل هناك من شخص عانى مع المخزن مثلي؟
- تقصد عندما قسم لك الحسن الثاني الحزب؟
لأنني قلت لا... وها أنا جمعت الحزب اليوم.
- وهل سيعيد التاريخ نفسه؟
المثقفون والمفكرون يقولون دائما إن التاريخ يعيد نفسه.
- يقال إنكم لجأتم إلى التصويت السري على المقترح المقدم لكم داخل المكتب السياسي في سابقة من نوعها في تاريخ الحزب، حيث لم يسبق لكم أن عرضتم مثل هذه الأمور على أنظار الهياكل الحزبية، وطلبتم رأيها في الموضوع، ما رأيكم؟
تعيبون علينا دائما ما تسمونه بالفوضى، وتتهموننا بالتفرد في اتخاذ القرارات، وها نحن نطبق الديمقراطية التي تدعوننا إليها... ألم يعجبكم هذا الأمر أيضا؟
لابد أن أشير في هذا الإطار، إلى أن هناك أشخاصا يحبوننا وهناك أشخاص آخرون يكرهوننا، وهذا أمر طبيعي، فمن يحبوننا معروفون، ومن يكرهوننا ويحاربوننا معروفون أيضا، فهم إما المدفوع لهم من أجل ذلك، أي «المخلصين»، وإما الذين يملكون صحفا، وإما الخائفون... وأؤكد أن مبتغى هؤلاء لن يحصل مطلقا لأنه يلزمهم ألف عام لكي يفعلوا ذلك وليس غدا... لأننا نبني المغرب ولا نسعى إلى تخريبه.
- وكيف ستدبرون أموركم الآن في المعارضة؟
المعارضة ليست شيئا غريبا ولا جديدا علينا، فنحن كنا دائما فيها، وشخصيا كنت دائما أمارس المعارضة ولو من موقع الأغلبية.
- لكن في الواقع أنتم قضيتم وقتا طويلا في الحكومة؟
ماذا قضينا... «عشرة دريال ديال الحكومة»، هذا كل ما قضيناه من حيث المستوى.
- لكن من الناحية العملية كنتم فيها؟
نحن لم نكن نسعى إلى المشاكل، وكنا نسعى دائما إلى حل الأمور بطريقة سلمية، وكلما توترت الأوضاع نصعد إلى الجبل ونحمل السلاح، ونحن لا نريد الآن أن نصل إلى هذه الوضعية، ولكن لا نريد أن نكون أيضا أيتاما في بلدنا... ولا نريد أن يقضى على تراثنا وثقافتنا الأمازيغية.
- أنت تعني أن هذه الحكومة هي حكومة «الفاسيين» ضد الأمازيغ؟
لن نحكم عليها الآن، ولكن إن زاغت عن الطريق فنحن لها... نحن نحارب الفساد ولا نحارب الأشخاص، فإذا اشتغلت الحكومة الحالية بالطريقة المطلوبة، فإنها ستريحنا وتريحني أنا شخصيا لأنها ستساعدني على قول «الله يهنيكم» للحركيين.
- هل اخترتم المعارضة أم فرضت عليكم؟
أحرضان لم يفرض عليه أحد شيئا في حياته.
- ولكنهم لم يجيبوكم على المذكرة التي قدمتموها إليهم؟
لهلا يجاوبو كاع...
- وفي المقابل تلقى حزب الاتحاد الاشتراكي جوابا على مذكرته التي ضمت تقريبا نفس الملاحظات التي أبديتموها أنتم؟
عباس أجاب الاتحاد الاشتراكي لأنهم أبناء عمه..
هل ترون أن عباس الفاسي فضل الاتحاد الاشتراكي عليكم؟
- إنهم إخوة... وينتمون جميعا إلى الكتلة... صحيح أنهم يتصارعون لكن لا أحد منهم أراد الخروج من الكتلة.
- لكن من الناحية العملية الناس اختاروكم ووضعوكم في المرتبة الثالثة كي تكونوا في الحكومة؟
شكرا كثيرا لأنك قلت إن الناس اختارونا... وأنا أقول للناس إنهم لم يريدونا ولم يريدوا اختياركم.
شخصيا، كنت أرغب في أن نكون في المعارضة، ولا أخفيكم أنها كانت رغبتي قبل كل هذه المشاكل، لأن الأمور غير منسجمة... الآن نحن في المعارضة والأمور كلها واضحة، وها هي الحكومة لهم ونتمنى أن يفعلوا شيئا...
- هل ستنسقون مع العدالة والتنمية؟
ولم لا.
- هذا الأمر لم يظهر عند التصويت على رئيس مجلس النواب، إذ كان باستطاعتكم توجيه رسالة قوية إلى عباس الفاسي من خلال التنسيق بينكم وبين العدالة والتنمية وآخرين، وبالتالي عرقلة انتخاب رئاسة مجلس النواب؟
هذه الحكومة هي حكومة صاحب الجلالة، ونحن لا نريد عرقلتها.
- بعض الحركيين يعتبرون أنك أنت من حرضتهم على الاتجاه إلى المعارضة خصوصا عندما قلت لهم أن «يكونوا رجالا»، بمعنى أنك أنت هو صاحب قرار خروج الحركة من الأغلبية إلى المعارضة؟
أنا لا أتهرب من مسؤوليتي في هذا الباب، كما لم أتهرب يوما من مسؤوليتي في كل القرارات التي أتخذها، وأؤكد أنني مرتاح بصعود الحزب إلى المعارضة لأنها فرصة لجمع الحركة من جديد بأطرها ومناضليها... والحكومة «اللي ما تجيب لينا والو ما عندنا ما نديرو بيها»، فنحن لسنا «حوانتيا» حتى نصير سماسرة الحكومات...
- تقصد أن الحزب سيبنى في المعارضة؟
الحزب بني في المعارضة في وقت سابق، غير أن العمل لم يتمم بعد. هناك قضية الأمازيغية وقضايا العالم القروي، ومجموعة أخرى من القضايا التي يجب أن ينكب عليها المغرب...
- هل مازلت تدافع عن نظرية ريميل لوفو بأن الفلاح المغربي هو المدافع عن القصر؟
أنا نفسي فلاح أحرث وأحصد وأتمنى سقوط الأمطار.
- كيف ستمارسون المعارضة ضد أشخاص حكمتم معهم مدة طويلة؟
سأقول لك ما تقوله الضفدعة في هذا الإطار «الما فيه فيه».
- يروج أن بعض النواب الحركيين قرروا الالتحاق بفريق فؤاد عالي الهمة؟
الله يهنيهم إلى مشاو. فؤاد عالي الهمة مغربي كجميع المغاربة، ويجب ألا يتعدى الحدود.
- وما هي هذه الحدود؟
الحدود هي أن الملك ملك الجميع وليس ملك عالي الهمة أو ملك أحرضان فقط...
- هل تتوقع أن نرى فديك (جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية) أخرى؟
وماذا أعطى الفديك الأول حتى يعطي الفديك الثاني.
- أعطى الانشقاق للحركة؟
حاشا...
- الخطيب كان رافضا تحالفك مع اكديرة في جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية؟
الخطيب كان يعترض على حالة الاستثناء.
- حتى الحزب لم يكن يريدك أن تمضي إلى الفديك؟
وأنا أردت أن أمضي فيه... فلم لا أفعل.
- ولم تنجح التجربة؟
لا شيء نجح منذ ذلك الوقت.. هل نجح شيء آخر برأيك؟ لا أعتقد.
كان الفقيه مولاي العربي العلوي يقول لي مثلا غريبا، كان يقول «أنتم في البئر وتريدون الصعود قبل الوصول إلى القعر». فمن أراد الصعود يجب عليه أن يبلغ القعر أولا، وما أتمناه الآن هو أن نصل إليه، لكن أحد الأصدقاء قال لي إن هناك بعض الأشخاص يريدون مواصلة الحفر...
- ألا تخشى على الحركة بعد كل الذي وقع؟
ما يهمني هو المغرب، أما الحركة فما هي إلا هيئة سياسية.
- هل صحيح أنكم وجهتم رسالة استعطاف إلى الملك بعد خروجكم من الحكومة؟
لا أبدا، ولماذا نوجه رسالة استعطاف للملك.
- ربما خشيتم أن يكون خروجكم للمعارضة هو نتيجة غضب الملك عليكم؟
نحن لم نفعل شيئا للملك حتى يغضب منا، وإن غضب منا فهذا يعني أنه يحبنا، لأن الإنسان لا يغضب إلا على الناس الذين يحبهم.
- عندما استقبلك الملك بعد ظهور نتائج الانتخابات، ما هي طبيعة الحديث الذي دار بينكما؟
قلت بعض الحقائق والأسرار للملك. وأعتبر أنه من واجبي أن أقول للملك ما أراه خطرا على مستقبل المغرب، وهذا ما فعلت بالضبط.
- هل يمكن أن نعرف بعضها؟
غير ممكن، وكل ما يمكن أن أقوله أن مذكراتي على وشك الانتهاء وستكشف الكثير من هذه الحقائق.
- يروج أن العنصر هو من كان يرغب في لقاء الملك، وأنك صممت على الذهاب بدلا عنه؟
استدعي العنصر لمقابلة الملك، وهو من أخبره بأن رئيس الحزب هو أحرضان، وبالتالي هو من يجب أن يمثل الحركيين في هذه المناسبة.
- هل صحيح أنك وضعت اسم ابنك ضمن لائحة الاستوزار التي كنتم ستقدمونها للوزير الأول؟
ابني مغربي، ونحن لم نقترح أحدا. وأقول إن ابني لم يفعل شيئا يجعله يخجل من نفسه، كما لم يفعل والده شيئا يخجله... نحن نقبل كل طلب استوزار يقدم لنا من أطر الحزب كيفما كان.
- لكن كان يفترض أن يقدمه المكتب السياسي وليس أنت؟
نحن لم نقدم أحدا.
- وهل كانت لك النية لاقتراحه؟
ولم لا.. أنا أقترح كل «المزيانين» وابني منهم، ولكنني لم أقترحه على الرغم من ذلك. وما أتمناه هو أن يكون وزيرا من الغد حتى يخدم بلده لأنه مغربي وعائلته لم تخن المغرب. ومتمنيات كل شخص أن يخلفه أبناؤه، ومتمنياتي أنا لا تخرج عن هذا الإطار، إلا أننا لم نصل إلى هذا المستوى بعد.
- لكن هذا كلام يروج عن بعض الحركيين؟
في الحياة كلها، هناك «الجراد والجران»، والحركة حتى هي فيها بعض «المفلسين» كما في باقي الأحزاب.
- ألا ترى أن التشكيلة الحكومية تبين عن نية لتحقير الأحزاب، إذن ما جدوى الانتخابات إذا ضمت الحكومة 11 وزيرا تقنوقراطيا؟
هناك شيء غير مفهوم... شخصيا لم أفهم شيئا. كل شيء تغير فجأة ولم يعد من داع للبحث عن الأسباب.
- البعض قال إن ذكاءك السياسي خانك هذه المرة عندما «ضربت على الطاولة» في وقت لم يكن مناسبا؟
أنا لم أضرب الطاولة، وإذا ضربت فإنني أضرب رجلا وليس طاولة.
التاريخ يشهد أننا واجهنا حزب الاستقلال عندما أراد فرض الحزب الوحيد، لأنهم قتلوا أتباعنا واختطفوهم وأرادوا أن يغيروا الواقع المغربي، ولو تركناهم يفعلون ما أرادوا في ذلك الوقت لما نعم المغرب بالاستقرار الذي يعيشه اليوم ولكانت الحرب مستمرة بين المغاربة إلى اليوم.
في وقت سابق أراد الحسن الثاني أن يعيد إلى الواجهة بعض الأشخاص، فكانت تجربة التناوب، وفي ذلك الوقت استدعانا الحسن الثاني وطلب منا أن ندخل في تجربة التناوب التوافقي، نحن إذن قبلنا الدخول في هذه التجربة، أي تجربة التناوب، التي تعني أن لكل دوره، فأين دورنا نحن إذن؟
المهم دخلنا تجربة التناوب مع اليوسفي، وعند حلول موعد الانتخابات قيل لنا إنه سيعتمد النظام اللائحي لقطع الطريق على أعيان القبائل، وهذا تصريح رسمي صدر عن اليوسفي، وأعاده اليازغي بعده، وأعيان القبائل هم نحن... فهذه إهانة، بل أكثر من إهانة.
- ولماذا قبلتم النظام اللائحي، رغم علمكم بأنكم أنتم المستهدفون منه إلى جانب الإسلاميين؟
أنا لم أقبل أبدا نظام اللائحة، ولكن لم يكن لي جهد فقد كنت وحدي من يواجهه.
- لكنكم كنتم في الحكومة ساعتها؟
أش من حكومة... كان عندي وزير ونصف.. أهذه هي الحكومة؟
- لكنك ترى الآن ماذا أعطى هذا النظام اللائحي، 63 في المائة من المواطنين لم تشارك في الانتخابات؟
بالفعل، وكثيرون أيضا ضمن المشاركين رموا أوراق بيضاء... وهذا يعني أن أعيان القبائل الذين أريد قطع الطريق عليهم أعطوا جوابهم على كل تلك التفاهات... هذا كل ما في الأمر. ""
الفرق بيننا وبين العدالة والتنميةأنهم يصلون العصر في وقته ونصليه نحن مع العشاء
- هل يمكن أن نرى تحالفا بين الحركة والعدالة والتنمية؟
أنا تحالفت مع العدالة والتنمية منذ زمن، وعندما كنت في الحركة الوطنية الشعبية، حيث شاركنا وإياه في عدة مظاهرات...
- لكن الحزب تغير الآن، ودخل إليه الإسلاميون؟
نحن أيضا مسلمون.... وسأحكي لك قصة هنا. كنا سنشارك في مظاهرة من أجل دعم كوسوفو، وقبل ذلك التقينا في بيت الخطيب، وعندما أردنا الذهاب قالوا لنا إنه يجب أن ننتظر حتى تمر صلاة العصر، ولما انتظرنا حتى صلوا العصر لم نصل إلا عند حدود المغرب... ولما أخذت الكلمة قلت لهم إننا كلنا مسلمون «غير واحد كيصلي فالعصر والآخر كيجمعهم حتى للعشاء»، وهذا هو الاختلاف الوحيد.
- إذن يمكنكم التنسيق مع العدالة والتنمية في المعارضة استعدادا لحكومة مقبلة يمكن أن تجمعكم معا؟
ممكن، ولم لا. وقد التقينا معهم وناقشنا عدة أمور، ولكننا لم نستقر على رأي رسمي لحد الآن.
- يمكن أن تتخيل هذا السيناريو، حكومة تقودها الحركة الشعبية والعدالة والتنمية في 2012؟
ممكن، بل ممكن جدا..
- عارضت حزب الاستقلال في فترة معينة، هل يمكن أن يعيد التاريخ نفسه من جديد؟
خلال المؤتمر الأخير للحزب، قلت كلمة وجهت فيها رسالة إلى حزب الاستقلال الذي كان أمينه العام حاضرا بيننا، إذ قلت «هاهي يدينا مديناها ليكم إلا بغيتو نتصالحو... مابغيتوش وبغيتو المعركة حنا موجودين ليها»، وحتى الآن إذا أرادوا المعركة نحن مستعدون لها.
يجب أن يعملوا على تطور المغرب ويعطى الاهتمام اللازم للبادية والقبائل...
- أنت تدافع عن القبيلة في زمن الديمقراطية والمساواة؟
أنا تعلمت الديمقراطية في القبيلة، ولن نصل إلى الديمقراطية التي تعيشها القبائل والجماعات القديمة. وبدون القبائل لا وجود للمغرب...
- أنتم تتحدثون عن القبيلة وعن العالم القروي، فلم لم تعملوا على دعمه وتطويره، خصوصا وأنكم كنتم تشرفون على وزارة الفلاحة؟
اسألوا وزير الفلاحة إذن، أما أنا فبيتي مفتوح للجميع...
- جيلك السياسي كله تقاعد تقريبا، فمتى يتقاعد أحرضان سياسيا؟
أحرضان قاطع السياسة منذ زمن، وهو الآن «كيدير الوطنية ماشي السياسة».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.