بايتاس: الحكومة تتابع عن كثب أوضاع الجالية المغربية المقيمة بلبنان    بذل عمل جديدة لعناصر الجمارك "توضح تراتبية القيادة" شبه العسكرية    غارات إسرائيلية عنيفة على ضاحية بيروت وتقارير إعلامية تتحدث عن استهداف هاشم صفي الدين    الشرطة توقف مروج كوكايين في طنجة    فاتح شهر ربيع الآخر 1446 ه يوم السبت 5 أكتوبر 2024    المندوبية السامية للتخطيط تُعلن انتهاء عملية تجميع معطيات إحصاء 2024:    استئنافية الناظور تدين متهما بالاتجار بالبشر وتنظيم الهجرة السرية بالسجن النافذ    المياه المعدنية "عين أطلس" لا تحترم معايير الجودة المعمول بها    رسميا: فيفا يعلن عن موعد انطلاق مونديال كرة القدم سيدات تحت 17 في المغرب    قلعة أربعاء تاوريرت بالحسيمة.. معلمة شاهدة على تاريخ الريف    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الحسيمة.. عائلة من افراد الجالية تتعرض لحادثة سير خطيرة على طريق شقران    المنظمة العالمية للملاكمة تقرر إيقاف الملاكمة الجزائرية إيمان خليف مدى الحياة    إسبانيا على وشك خسارة استضافة مونديال 2030 بعد تحذيرات الفيفا    مومن: قائمة المنتخب المغربي منطقية    أسعار النفط العالمية ترتفع ب 5 في المائة    الملك يهنئ رئيس الحكومة اليابانية الجديدة    "مجموعة العمل من أجل فلسطين": الحكومة لم تحترم الدستور بهروبها من عريضة "إسقاط التطبيع" ومسيرة الأحد تؤكد الموقف الشعبي    "درونات" مزودة بتقنية الذكاء الاصطناعي لمراقبة جودة البناء    بايتاس: الحكومة تتابع عن كثب أوضاع الجالية المغربية المقيمة بلبنان        مشروع هام لإعادة تهيئة مركز جماعة "قابوياوا"    الركراكي يساند النصيري ويكشف هوية قائد المنتخب    بايتاس يلوم الجفاف على عدم تحقيق نسبة نمو كبيرة للاقتصاد المغربي    الركراكي: الانتظام في الأداء أهم المعايير للتواجد في لائحة المنتخب المغربي    فتح باب الترشيح لجائزة المغرب للكتاب 2024        عبد اللطيف حموشي يستقبل المستشار العسكري الرئيسي البريطاني للشرق الأوسط وشمال إفريقيا    أخبار الساحة    أعترف بأن هوايَ لبناني: الحديقة الخلفية للشهداء!    مهرجان سيدي عثمان السينمائي يكرم الممثل الشعبي إبراهيم خاي    قراصنة على اليابسة    مقاطع فيديو قديمة تورط جاستن بيبر مع "ديدي" المتهم باعتداءات جنسية    جائزة نوبل للسلام.. بين الأونروا وغوتيريس واحتمال الإلغاء    "جريمة سياسية" .. مطالب بمحاسبة ميراوي بعد ضياع سنة دراسية بكليات الطب    استدعاء وزراء المالية والداخلية والتجهيز للبرلمان لمناقشة تأهيل المناطق المتضررة من الفيضانات    بسبب الحروب .. هل نشهد "سنة بيضاء" في تاريخ جوائز نوبل 2024؟    إطلاق مركز للعلاج الجيني في المملكة المتحدة برئاسة أستاذ من الناظور    الذكاء الاصطناعي والحركات السياسية .. قضايا حيوية بفعاليات موسم أصيلة    مؤتمر علمي في طنجة يقارب دور المدن الذكية في تطوير المجتمعات الحضرية    سفير إسرائيل بالأمم المتحدة:الرد على هجمات إيران سيكون قريبا    القطب الرقمي للفلاحة.. نحو بروز منظومة فلاحية رقمية فعالة    الرئيس الإيراني: "إذا ردت إسرائيل سيكون ردنا أقسى وأشد"    وقفة أمام البرلمان في الرباط للتضامن مع لبنان وغزة ضد عدوان إسرائيل    مندوبية طنجة تعلن عن منع صيد سمك بوسيف بمياه البحر الأبيض المتوسط        إطلاق مركز للعلاج الجيني في شيفيلد برئاسة أستاذ مغربي ببريطانيا    مقتل صهر حسن نصر الله في قصف دمشق    المغرب يشرع في فرض ضريبة "الكاربون" اعتبارا من 2025    مستقبل الصناعات الثقافية والإبداعية يشغل القطاعين العام والخاص بالمغرب    مغربي يقود مركزاً بريطانياً للعلاج الجيني    الرياضة .. ركيزة أساسية لعلاج الاكتئاب    الزاوية الكركرية تواصل مبادراتها الإنسانية تجاه سكان غزة    دراسة: التلوث الضوئي الليلي يزيد من مخاطر الإصابة بالزهايمر    القاضية مليكة العمري.. هل أخطأت عنوان العدالة..؟    "خزائن الأرض"    موسوعة تفكيك خطاب التطرف.. الإيسيسكو والرابطة المحمدية للعلماء تطلقان الجزئين الثاني والثالث    اَلْمُحَايِدُونَ..!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحرضان: لم نفعل شيئا يستحق غضب الملك علينا

كشف المحجوبي أحرضان، رئيس الحركة الشعبية، أن إهانة حزبه بدأت عندما اقترح الوزير الأول المعين إسناد حقيبة الشغل للعنصر، وعلل ذلك بأن عباس فجر فضيحة النجاة، وأراد أن يتولى العنصر تجفيفها. ونفى أحرضان أن تكون الحركة قد اقترحت أسماء للاستوزار، مؤكدا أنهم رفضوا عرض الفاسي لنوعية الحقائب المقترحة والأسماء المرشحة لها.
ماذا وقع في موضوع الحكومة، كنتم حتى آخر لحظة ضمن الأغلبية، ثم تحولتم فجأة، ومن دون سابق إنذار، إلى ضفة المعارضة، ماذا وقع بالضبط؟
نحن كنا في الأغلبية لأننا دائما مع مصلحة المغرب والمغاربة، وعبرنا دائما عن استعدادنا للمشاركة من كل المواقع في حل مشاكله.. نحن لم نسرق ولم نخطف وليس في بطوننا ما يجعلنا نخاف... ولكننا نصبر من أجل مصلحة البلاد، ونريد أن نصل في يوم من الأيام لتولي المسؤولية.. أكثر من ذلك، فالحركة الشعبية واجهت كل الصعاب على الرغم من أنهم كانوا يريدون تشتيتها، لكننا نجحنا في لم شملها ورد الصفعة للأعداء... وأردنا من خلال لم شمل العائلة الحركية أن تكون قوة في خدمة المغاربة، وهذا هو واجبي شخصيا لأنهم فرقوا بيننا بالباطل حتى صار إخوة الأمس أعداء اليوم.
- لكن ماذا وقع حتى خرجتم من الحكومة الحالية؟
نحن كنا ضمن الأغلبية، على الرغم من أنه بعد الانتخابات تمت تنحية بعض مناضلي الحزب، الذين تم إخبارهم ليلة ظهور النتائج بأنهم ناجحون، ليتم إعلامهم بعكس ذلك في اليوم الموالي.
- تقصد أن هناك تزويرا؟
لست أدري، لكن من غير المعقول أن تخبر مرشحا بنجاحه اليوم، وفي الغد تقول له نحن آسفون إنك لم تنجح... إنه العبث بعينه، فمثل هذه الممارسات اعتدناها في عهود سابقة وليس اليوم.
- أعلنت النتائج وصنفتم في المرتبة الثالثة، ودخلتم في مفاوضات مع الوزير الأول ثم توقف كل شيء، ماذا وقع؟
بعد ظهور نتائج الانتخابات وتعيين الوزير الأول، قبلنا الدخول إلى الحكومة، وقلنا بتطبيق المنهجية الديمقراطية، التي تقتضي أن يحصل الحزب الثاني على رئاسة مجلس النواب وعلى مناصب وزارية تلائم وزنه السياسي، حسب النتائج التي حصل عليها. وأحب أن أشير إلى أنه ليس همنا أن نكون وزراء، لأن من أرادوا أن يكونوا وزراء فهم كذلك اليوم، ومن خططوا للحصول على مناصب معينة فقد حصلوا عليها.
- هل كنت تحضر المشاورات مع عباس الفاسي؟
لا أبدا، لماذا أحضر... نحن اجتمعنا وفوضنا امحند العنصر لتمثيلنا ونقل مواقفنا إلى عباس الفاسي.
- كم مرة التقى فيها ممثلو الحركة مع الوزير الأول في إطار المشاورات؟
لست أدري.
- بعد خروج الحزب إلى المعارضة، قلتم إن الوزير الأول همشكم طوال جولات المشاورات السابقة لتشكيل الحكومة، وإنه لم يكن يستدعيكم، وإنه كان يغلب منطق الكتلة في هذا الموضوع؟
أؤكد للجميع أن الأمور كانت عادية إلى حدود اليومين الأخيرين، وعباس الفاسي وعد العنصر خلال لقاءاتهما برئاسة مجلس النواب. وقال له بالحرف إن «رئاسة مجلس النواب هي لكم ولو ندابزو»... وهذا كان تصريحا رسميا منه، غير أن شيئا مما وعد به لم يحصل.
- كيف وعدكم الوزير الأول برئاسة مجلس النواب ولم يف بوعده؟
هذا السؤال وجهوه إليه أنتم عله يجيبنا عن طريقكم.
- لكن كيف فسرتم أنتم هذا التراجع؟
أنا لم أفهم... كل ما أعرفه أنني إن قلت كلمة أتشبث بها، لأن الرجل هو الكلمة.
- عباس الفاسي يقول إن لائحة الوزراء التي قدمها للأحزاب تسلمها من المستشار الملكي مزيان بلفقيه؟
هداك شغلو وماشي شغلي أنا... الملك قال لنا إن الوزير الأول هو عباس الفاسي، ونحن نتعامل معه انطلاقا من هذه الصفة.
- لكن الوزير الأول لم يستطع التوفيق بين مطالب الأحزاب فلجأ إلى السلطات العليا؟
قلت لك ذلك شأنه وليس شأني أنا... فليتحمل مسؤوليته. ونحن عندما رفضنا العرض الذي قدم لنا، قلنا إننا نرفض العرض الذي قدمه لنا الوزير الأول المعين، أما الديوان الملكي فبعيد عن كل هذه الأمور، وعباس الفاسي اعتاد دائما وأبدا التستر وراء الديوان الملكي، والواقع أنه لم يتحمل مسؤوليته... لقد بحث عن أغلبيته ووجدها.
- كيف وجد الأغلبية والحكومة الحالية هي حكومة أقلية؟
لقد وجد الأغلبية وهو الآن وزير أول...
- واقعيا، ليست هناك أغلبية في حكومة عباس الفاسي؟
ماتخافوش عليه غادي يلقاها... ويعرف أين يجدها.
- من بين ما اعترضت عليه الحركة في عرض الوزير الأول استوزار أشخاص من خارج الحزب باسمها؟
هنا أحب أن أوضح أن عزيز أخنوش هو شخص قريب منا، وأعيد قولها من جديد، ونحن كنا على اتصال دائم معه، وقلنا إنه إذا حصلنا على وزارة المالية فإننا سنمنحها لعزيز أخنوش.. وهذه الأمور، حتى نكون صرحاء، صرحنا بها قبل أن تظهر لائحة الوزراء التي قدمت إلى الأحزاب، وكان ضمنها اسم عزيز أخنوش الذي منحت له وزارة الفلاحة باسم الحركة الشعبية. نحن فكرنا في أخنوش قبل ظهور اللائحة، فأخنوش ليس هو المشكلة. أما بالنسبة لأمينة بنخضرا، فهي امرأة جيدة لكنها ليست حركية.
لو أرادونا أن نشارك في الحكومة لما فعلوا معنا ما فعلوا، فنيتهم قد ظهرت، والحمد لله على ذلك.
- ما هي المشكلة إذن؟
المشكلة هي الإهانة التي لم ولن أقبلها، كما لم يقبلها الحركيون كلهم.
- من الذي أراد إهانة الحركة؟
أنت تبحث عن «جوا منجل»... المهم أنهم أعطونا عرضا ونحن لم نقبله.
- كنتم قدمتم لائحة الأسماء التي تريدون استوزارها إلى عباس الفاسي؟
لم نبلغ هذه المرحلة، فنحن لم نقدم أية لائحة إلى أي أحد، وهذا ما لم يرد فهمه الكثيرون.
- بعض المسؤولين قالوا إن الحركة رفعت سقف مطالبها، ولم يكن بالإمكان مناقشتها في كل ما تطلب؟
هذا كذب... فهم لم يمنحونا ردا حتى نرفع السقف، وبالتالي لم تكن هناك قاعدة للتفاوض. جوابنا كان واضحا، فعندما التقى العنصر الوزير الأول الذي قدم له العرض المتضمن للمناصب التي ستحصل عليها الحركة والأسماء التي ستمثلها، أبلغنا العنصر بالأمر، وأخبرنا بأنه طلب منه الرد على العرض قبل منتصف الليلة نفسها، لذلك دعينا إلى اجتماع عاجل للمكتب السياسي الذي صوت جميع أعضائه سريا برفضهم لعرض الوزير الأول. وبناء عليه، كان جواب الحركة هو رفض عرض الفاسي. وانصبت ملاحظاتنا على ثلاث نقط هي رئاسة مجلس النواب ونوعية الحقائب المسلمة للحزب وكذا الأسماء التي سيتم استوزارها، وقلنا إنه إذا كان الرد قابلا للنقاش حول واحدة من هذه النقاط الثلاث فإننا سنفاوض.
- ما هي الوزارات التي طلبتموها؟
طلبنا وزارة الفلاحة والصحة والصناعة التقليدية والشبيبة والرياضة، أو الصيد البحري، وعموما طلبنا الإشراف على وزارات من شأنها أن تجعلنا على اتصال دائم بالمواطنين...
- هذا إلى جانب رئاسة مجلس النواب؟
نعم، بكل تأكيد...
- ولم يكن هناك جواب طبعا؟
الجواب الوحيد الذي حصلنا عليه كان عندما منحت للعنصر وزارة التشغيل... الإهانة بدأت من هنا..
- كيف بدأت الإهانة من هنا؟
«الفاسي فجر فضيحة النجاة اللي مازال ما صفاتش والعنصر يمشي يجفف»، كان عليهم على الأقل تركه في منصبه كوزير للفلاحة... هذا غير معقول.
- بعض المسؤولين قالوا إن المقترح جاء من القصر، وبالتالي لم يكن مقبولا أن تصوت الحركة برفض مقترحات القصر، الذي كان رد فعله هو إبعادكم واتخذ قرار اتجاهكم إلى المعارضة؟
ألا يعرفنا الملك... لو أراد الملك إبعادنا لاستدعانا وأخبرنا بذلك، والحال أنه لم يفعل ذلك.. الملك قال لنا إن الوزير الأول هو عباس الفاسي ودعانا للتفاوض معه... ونحن عندما رفضنا العرض، قلنا إننا نرفض عرض الوزير الأول ولم نقل إننا نرفض عرض الملك.
- لكنكم عودتموهم دائما على قبول ما يمنح لكم، فالحركة بالنسبة لهم ابنة المخزن وستقبل بكل ما يملى عليها وتنفذه؟
أعتقد أن موقفنا الحالي لن يجعل أحدا يلومنا. لامونا بالأمس، واليوم لم يعد هناك من سبب لذلك. فهل هناك من شخص عانى مع المخزن مثلي؟
- تقصد عندما قسم لك الحسن الثاني الحزب؟
لأنني قلت لا... وها أنا جمعت الحزب اليوم.
- وهل سيعيد التاريخ نفسه؟
المثقفون والمفكرون يقولون دائما إن التاريخ يعيد نفسه.
- يقال إنكم لجأتم إلى التصويت السري على المقترح المقدم لكم داخل المكتب السياسي في سابقة من نوعها في تاريخ الحزب، حيث لم يسبق لكم أن عرضتم مثل هذه الأمور على أنظار الهياكل الحزبية، وطلبتم رأيها في الموضوع، ما رأيكم؟
تعيبون علينا دائما ما تسمونه بالفوضى، وتتهموننا بالتفرد في اتخاذ القرارات، وها نحن نطبق الديمقراطية التي تدعوننا إليها... ألم يعجبكم هذا الأمر أيضا؟
لابد أن أشير في هذا الإطار، إلى أن هناك أشخاصا يحبوننا وهناك أشخاص آخرون يكرهوننا، وهذا أمر طبيعي، فمن يحبوننا معروفون، ومن يكرهوننا ويحاربوننا معروفون أيضا، فهم إما المدفوع لهم من أجل ذلك، أي «المخلصين»، وإما الذين يملكون صحفا، وإما الخائفون... وأؤكد أن مبتغى هؤلاء لن يحصل مطلقا لأنه يلزمهم ألف عام لكي يفعلوا ذلك وليس غدا... لأننا نبني المغرب ولا نسعى إلى تخريبه.
- وكيف ستدبرون أموركم الآن في المعارضة؟
المعارضة ليست شيئا غريبا ولا جديدا علينا، فنحن كنا دائما فيها، وشخصيا كنت دائما أمارس المعارضة ولو من موقع الأغلبية.
- لكن في الواقع أنتم قضيتم وقتا طويلا في الحكومة؟
ماذا قضينا... «عشرة دريال ديال الحكومة»، هذا كل ما قضيناه من حيث المستوى.
- لكن من الناحية العملية كنتم فيها؟
نحن لم نكن نسعى إلى المشاكل، وكنا نسعى دائما إلى حل الأمور بطريقة سلمية، وكلما توترت الأوضاع نصعد إلى الجبل ونحمل السلاح، ونحن لا نريد الآن أن نصل إلى هذه الوضعية، ولكن لا نريد أن نكون أيضا أيتاما في بلدنا... ولا نريد أن يقضى على تراثنا وثقافتنا الأمازيغية.
- أنت تعني أن هذه الحكومة هي حكومة «الفاسيين» ضد الأمازيغ؟
لن نحكم عليها الآن، ولكن إن زاغت عن الطريق فنحن لها... نحن نحارب الفساد ولا نحارب الأشخاص، فإذا اشتغلت الحكومة الحالية بالطريقة المطلوبة، فإنها ستريحنا وتريحني أنا شخصيا لأنها ستساعدني على قول «الله يهنيكم» للحركيين.
- هل اخترتم المعارضة أم فرضت عليكم؟
أحرضان لم يفرض عليه أحد شيئا في حياته.
- ولكنهم لم يجيبوكم على المذكرة التي قدمتموها إليهم؟
لهلا يجاوبو كاع...
- وفي المقابل تلقى حزب الاتحاد الاشتراكي جوابا على مذكرته التي ضمت تقريبا نفس الملاحظات التي أبديتموها أنتم؟
عباس أجاب الاتحاد الاشتراكي لأنهم أبناء عمه..
هل ترون أن عباس الفاسي فضل الاتحاد الاشتراكي عليكم؟
- إنهم إخوة... وينتمون جميعا إلى الكتلة... صحيح أنهم يتصارعون لكن لا أحد منهم أراد الخروج من الكتلة.
- لكن من الناحية العملية الناس اختاروكم ووضعوكم في المرتبة الثالثة كي تكونوا في الحكومة؟
شكرا كثيرا لأنك قلت إن الناس اختارونا... وأنا أقول للناس إنهم لم يريدونا ولم يريدوا اختياركم.
شخصيا، كنت أرغب في أن نكون في المعارضة، ولا أخفيكم أنها كانت رغبتي قبل كل هذه المشاكل، لأن الأمور غير منسجمة... الآن نحن في المعارضة والأمور كلها واضحة، وها هي الحكومة لهم ونتمنى أن يفعلوا شيئا...
- هل ستنسقون مع العدالة والتنمية؟
ولم لا.
- هذا الأمر لم يظهر عند التصويت على رئيس مجلس النواب، إذ كان باستطاعتكم توجيه رسالة قوية إلى عباس الفاسي من خلال التنسيق بينكم وبين العدالة والتنمية وآخرين، وبالتالي عرقلة انتخاب رئاسة مجلس النواب؟
هذه الحكومة هي حكومة صاحب الجلالة، ونحن لا نريد عرقلتها.
- بعض الحركيين يعتبرون أنك أنت من حرضتهم على الاتجاه إلى المعارضة خصوصا عندما قلت لهم أن «يكونوا رجالا»، بمعنى أنك أنت هو صاحب قرار خروج الحركة من الأغلبية إلى المعارضة؟
أنا لا أتهرب من مسؤوليتي في هذا الباب، كما لم أتهرب يوما من مسؤوليتي في كل القرارات التي أتخذها، وأؤكد أنني مرتاح بصعود الحزب إلى المعارضة لأنها فرصة لجمع الحركة من جديد بأطرها ومناضليها... والحكومة «اللي ما تجيب لينا والو ما عندنا ما نديرو بيها»، فنحن لسنا «حوانتيا» حتى نصير سماسرة الحكومات...
- تقصد أن الحزب سيبنى في المعارضة؟
الحزب بني في المعارضة في وقت سابق، غير أن العمل لم يتمم بعد. هناك قضية الأمازيغية وقضايا العالم القروي، ومجموعة أخرى من القضايا التي يجب أن ينكب عليها المغرب...
- هل مازلت تدافع عن نظرية ريميل لوفو بأن الفلاح المغربي هو المدافع عن القصر؟
أنا نفسي فلاح أحرث وأحصد وأتمنى سقوط الأمطار.
- كيف ستمارسون المعارضة ضد أشخاص حكمتم معهم مدة طويلة؟
سأقول لك ما تقوله الضفدعة في هذا الإطار «الما فيه فيه».
- يروج أن بعض النواب الحركيين قرروا الالتحاق بفريق فؤاد عالي الهمة؟
الله يهنيهم إلى مشاو. فؤاد عالي الهمة مغربي كجميع المغاربة، ويجب ألا يتعدى الحدود.
- وما هي هذه الحدود؟
الحدود هي أن الملك ملك الجميع وليس ملك عالي الهمة أو ملك أحرضان فقط...
- هل تتوقع أن نرى فديك (جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية) أخرى؟
وماذا أعطى الفديك الأول حتى يعطي الفديك الثاني.
- أعطى الانشقاق للحركة؟
حاشا...
- الخطيب كان رافضا تحالفك مع اكديرة في جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية؟
الخطيب كان يعترض على حالة الاستثناء.
- حتى الحزب لم يكن يريدك أن تمضي إلى الفديك؟
وأنا أردت أن أمضي فيه... فلم لا أفعل.
- ولم تنجح التجربة؟
لا شيء نجح منذ ذلك الوقت.. هل نجح شيء آخر برأيك؟ لا أعتقد.
كان الفقيه مولاي العربي العلوي يقول لي مثلا غريبا، كان يقول «أنتم في البئر وتريدون الصعود قبل الوصول إلى القعر». فمن أراد الصعود يجب عليه أن يبلغ القعر أولا، وما أتمناه الآن هو أن نصل إليه، لكن أحد الأصدقاء قال لي إن هناك بعض الأشخاص يريدون مواصلة الحفر...
- ألا تخشى على الحركة بعد كل الذي وقع؟
ما يهمني هو المغرب، أما الحركة فما هي إلا هيئة سياسية.
- هل صحيح أنكم وجهتم رسالة استعطاف إلى الملك بعد خروجكم من الحكومة؟
لا أبدا، ولماذا نوجه رسالة استعطاف للملك.
- ربما خشيتم أن يكون خروجكم للمعارضة هو نتيجة غضب الملك عليكم؟
نحن لم نفعل شيئا للملك حتى يغضب منا، وإن غضب منا فهذا يعني أنه يحبنا، لأن الإنسان لا يغضب إلا على الناس الذين يحبهم.
- عندما استقبلك الملك بعد ظهور نتائج الانتخابات، ما هي طبيعة الحديث الذي دار بينكما؟
قلت بعض الحقائق والأسرار للملك. وأعتبر أنه من واجبي أن أقول للملك ما أراه خطرا على مستقبل المغرب، وهذا ما فعلت بالضبط.
- هل يمكن أن نعرف بعضها؟
غير ممكن، وكل ما يمكن أن أقوله أن مذكراتي على وشك الانتهاء وستكشف الكثير من هذه الحقائق.
- يروج أن العنصر هو من كان يرغب في لقاء الملك، وأنك صممت على الذهاب بدلا عنه؟
استدعي العنصر لمقابلة الملك، وهو من أخبره بأن رئيس الحزب هو أحرضان، وبالتالي هو من يجب أن يمثل الحركيين في هذه المناسبة.
- هل صحيح أنك وضعت اسم ابنك ضمن لائحة الاستوزار التي كنتم ستقدمونها للوزير الأول؟
ابني مغربي، ونحن لم نقترح أحدا. وأقول إن ابني لم يفعل شيئا يجعله يخجل من نفسه، كما لم يفعل والده شيئا يخجله... نحن نقبل كل طلب استوزار يقدم لنا من أطر الحزب كيفما كان.
- لكن كان يفترض أن يقدمه المكتب السياسي وليس أنت؟
نحن لم نقدم أحدا.
- وهل كانت لك النية لاقتراحه؟
ولم لا.. أنا أقترح كل «المزيانين» وابني منهم، ولكنني لم أقترحه على الرغم من ذلك. وما أتمناه هو أن يكون وزيرا من الغد حتى يخدم بلده لأنه مغربي وعائلته لم تخن المغرب. ومتمنيات كل شخص أن يخلفه أبناؤه، ومتمنياتي أنا لا تخرج عن هذا الإطار، إلا أننا لم نصل إلى هذا المستوى بعد.
- لكن هذا كلام يروج عن بعض الحركيين؟
في الحياة كلها، هناك «الجراد والجران»، والحركة حتى هي فيها بعض «المفلسين» كما في باقي الأحزاب.
- ألا ترى أن التشكيلة الحكومية تبين عن نية لتحقير الأحزاب، إذن ما جدوى الانتخابات إذا ضمت الحكومة 11 وزيرا تقنوقراطيا؟
هناك شيء غير مفهوم... شخصيا لم أفهم شيئا. كل شيء تغير فجأة ولم يعد من داع للبحث عن الأسباب.
- البعض قال إن ذكاءك السياسي خانك هذه المرة عندما «ضربت على الطاولة» في وقت لم يكن مناسبا؟
أنا لم أضرب الطاولة، وإذا ضربت فإنني أضرب رجلا وليس طاولة.
التاريخ يشهد أننا واجهنا حزب الاستقلال عندما أراد فرض الحزب الوحيد، لأنهم قتلوا أتباعنا واختطفوهم وأرادوا أن يغيروا الواقع المغربي، ولو تركناهم يفعلون ما أرادوا في ذلك الوقت لما نعم المغرب بالاستقرار الذي يعيشه اليوم ولكانت الحرب مستمرة بين المغاربة إلى اليوم.
في وقت سابق أراد الحسن الثاني أن يعيد إلى الواجهة بعض الأشخاص، فكانت تجربة التناوب، وفي ذلك الوقت استدعانا الحسن الثاني وطلب منا أن ندخل في تجربة التناوب التوافقي، نحن إذن قبلنا الدخول في هذه التجربة، أي تجربة التناوب، التي تعني أن لكل دوره، فأين دورنا نحن إذن؟
المهم دخلنا تجربة التناوب مع اليوسفي، وعند حلول موعد الانتخابات قيل لنا إنه سيعتمد النظام اللائحي لقطع الطريق على أعيان القبائل، وهذا تصريح رسمي صدر عن اليوسفي، وأعاده اليازغي بعده، وأعيان القبائل هم نحن... فهذه إهانة، بل أكثر من إهانة.
- ولماذا قبلتم النظام اللائحي، رغم علمكم بأنكم أنتم المستهدفون منه إلى جانب الإسلاميين؟
أنا لم أقبل أبدا نظام اللائحة، ولكن لم يكن لي جهد فقد كنت وحدي من يواجهه.
- لكنكم كنتم في الحكومة ساعتها؟
أش من حكومة... كان عندي وزير ونصف.. أهذه هي الحكومة؟
- لكنك ترى الآن ماذا أعطى هذا النظام اللائحي، 63 في المائة من المواطنين لم تشارك في الانتخابات؟
بالفعل، وكثيرون أيضا ضمن المشاركين رموا أوراق بيضاء... وهذا يعني أن أعيان القبائل الذين أريد قطع الطريق عليهم أعطوا جوابهم على كل تلك التفاهات... هذا كل ما في الأمر. ""
الفرق بيننا وبين العدالة والتنميةأنهم يصلون العصر في وقته ونصليه نحن مع العشاء
- هل يمكن أن نرى تحالفا بين الحركة والعدالة والتنمية؟
أنا تحالفت مع العدالة والتنمية منذ زمن، وعندما كنت في الحركة الوطنية الشعبية، حيث شاركنا وإياه في عدة مظاهرات...
- لكن الحزب تغير الآن، ودخل إليه الإسلاميون؟
نحن أيضا مسلمون.... وسأحكي لك قصة هنا. كنا سنشارك في مظاهرة من أجل دعم كوسوفو، وقبل ذلك التقينا في بيت الخطيب، وعندما أردنا الذهاب قالوا لنا إنه يجب أن ننتظر حتى تمر صلاة العصر، ولما انتظرنا حتى صلوا العصر لم نصل إلا عند حدود المغرب... ولما أخذت الكلمة قلت لهم إننا كلنا مسلمون «غير واحد كيصلي فالعصر والآخر كيجمعهم حتى للعشاء»، وهذا هو الاختلاف الوحيد.
- إذن يمكنكم التنسيق مع العدالة والتنمية في المعارضة استعدادا لحكومة مقبلة يمكن أن تجمعكم معا؟
ممكن، ولم لا. وقد التقينا معهم وناقشنا عدة أمور، ولكننا لم نستقر على رأي رسمي لحد الآن.
- يمكن أن تتخيل هذا السيناريو، حكومة تقودها الحركة الشعبية والعدالة والتنمية في 2012؟
ممكن، بل ممكن جدا..
- عارضت حزب الاستقلال في فترة معينة، هل يمكن أن يعيد التاريخ نفسه من جديد؟
خلال المؤتمر الأخير للحزب، قلت كلمة وجهت فيها رسالة إلى حزب الاستقلال الذي كان أمينه العام حاضرا بيننا، إذ قلت «هاهي يدينا مديناها ليكم إلا بغيتو نتصالحو... مابغيتوش وبغيتو المعركة حنا موجودين ليها»، وحتى الآن إذا أرادوا المعركة نحن مستعدون لها.
يجب أن يعملوا على تطور المغرب ويعطى الاهتمام اللازم للبادية والقبائل...
- أنت تدافع عن القبيلة في زمن الديمقراطية والمساواة؟
أنا تعلمت الديمقراطية في القبيلة، ولن نصل إلى الديمقراطية التي تعيشها القبائل والجماعات القديمة. وبدون القبائل لا وجود للمغرب...
- أنتم تتحدثون عن القبيلة وعن العالم القروي، فلم لم تعملوا على دعمه وتطويره، خصوصا وأنكم كنتم تشرفون على وزارة الفلاحة؟
اسألوا وزير الفلاحة إذن، أما أنا فبيتي مفتوح للجميع...
- جيلك السياسي كله تقاعد تقريبا، فمتى يتقاعد أحرضان سياسيا؟
أحرضان قاطع السياسة منذ زمن، وهو الآن «كيدير الوطنية ماشي السياسة».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.