غريب أمر هؤلاء ماذا يريدون منا بعد أن آبتاعوا كرامتنا ومرغوها في التراب ؟ هل يريدون منا أن ننتحر ونترك لهم البلاد؟ لكنها أيضا بلادنا ، هل ذنبنا أننا وضعنا مصيرنا بين أيدي هؤلاء ؟ مناسبة هذا الكلام ما تعرضت له إحدى الأدميات وتدعى حكيمة بيحة من جريمة بشعة جراء الإعتداء عليها من طرف جمركيين ،كان بإمكاننا أن نسميها مواطنة لكن لما نضحك على انفسنا حين ننعتها بلفظة مواطنة، أين أنت يا جمعيات حقوق الإنسان ؟ ويا جمعية حقوق المرأة ؟ ويا جمعية الكوريطي ؟ حسب شكاية آبنها تعرضت لآعتداء نتج عنه وفاتها بمعنى أن الأمر فيه إن وإن تستلزم التحقيق ولكن لا تحقيق فتح حتى الأن بل لم يسمح حتى بدفنها وجماعة الفنيدق رفضت تسليم أسرتها شهادة الدفن أية إهانة هذه لمغاربة العهد الجديد ... عهد الحكامة الجيدة ... وحقوق الإنسان... والديمقراطية... والشعارات الخاوية ... هؤلاء الناس يتعاطون التهريب أو الكوطراباندو أو بلغة أصح تجارة بزاز لكن هل العيب في هؤلاء ؟ كلا وفروا العمل الشريف والكرامة للناس بعدها آقتلونا إن شئتم ؟ لكن لما تجرمون في حقنا ونحن لا نجد كسرة الخبز ؟ هل تعتقدون أن المغاربة أكباشا ؟ من هذا الذي يفضل أن تداس كرامته في معبر تنهال فيه الزراوط على الرؤوس وتسود فيه الرشاوي بالعلالي وتزدحم فيه الأجساد بقسوة وتداس فيه الكرامة الأدمية ؟ كلا أي مغربي مهما كان لن يقبل بذلك ولكنه الفقر قبحه الله وحرقة البطالة ومرارة العيش. ببساطة المغاربة حين يعبرون الضفة الأخرى أي باب سبتة ... ضفة في نفس البلد لكنها تابعة لبلد أخر فهم يعاملون على الأقل بشكل أقل شراسة من نظرائهم وإخوانهم بنو جلدتهم الذين لم يترددوا في آستعراض رجولتهم على آمرأة ، هاي المرجلة على رأي الراحل صدام ... مرجلة بزي الدولة ... زي الجمركيين... كم أساؤوا لك أيتها الدولة المسكينة وجعلوك مشجبا يعلقون عليه جرائمهم؟ قضية حكيمة بيحة التى توفت على ايدي رجال الجمارك المغاربة تجسد الظلم الحقيقي إنها مثلها مثل الآلاف بل الملايين الذين يعتبرون في عداد الأموات مادام أنهم يعانون ضنك العيش ومرارة الواقع وحلكة المستقبل وآتساع الهوة بين الفقراء والأغنياء كلهم شهداء في نظري حتى وإن كانت السلطات تعتبرهم أحياء في شهادة الحياة وعمليات الإحصاء الرسمية . غير ان مكمن الغرابة حقا هو أنه إذا كان البعض يتحدث عن التقتيل اليومي والحياتي المعيشي للمغاربة فالبعض يتحدث عن سان فلانتان أو عيد الحب فبعض المنابر الإعلامية لم يبقى لها غير الحب في الحسبان وكأننا آكتفينا من كل شيء وبقي لنا عيد الحب ؟ ياسادة آحتفلوا به أنتم في فيلاتكم الفاخرة وملاهيكم الليلية وقرعوا الأنخاب وتبادلوا الورود الحمراء وأضفوا لذلك البوناني وعيد الميلاد وبوسة حلوة على الخد اما نحن فمساكين ومتخلفون (يا حبيبي نت مقطع مبهدل ما لاقي ما تاكول وقليك آحتفل بعيد الحب ) على كل لك الله يا شهيدة الخبز اما هم فلهم الله أيضا ولا حول ولا قوة إلا بالله . [email protected]