توصلت " العلم" أخيرا بنسخة من بيان لعائلة الضحية حكيمة بيحة موجه للرأي العام والمسؤولين يذكر فيه بحادث تعرض الضحية المرحومة حكيمة بيحة "شهيدة الخبز" يوم الاثنين 1/2/2010 على الساعة العاشرة صباحا بالمركز الحدودي لباب سبتة لاعتداء. ويشير البيان ذاته إلى اتهام أحد الجمركيين وثلاثة آخرين قاموا بالاعتداء على الضحية أفضى إلى إلى إصابتها بشلل نصفي ونزيف حاد في الدماغ اضطر معه الجناة- حسب البيان- إلى حملها في حالة غيبوبة تامة بعيدا عن مسرح الجريمة للتخلص منها رفقة أعوانهم و تم بعد ذلك نقلها بواسطة سيارة إسعاف نحو مستشفى الفنيدق ومنها إلى مستشفى سانية الرمل بتطوان حيث لفظت أنفاسها بعد أسبوع من وضعها بالعناية المركزة. وأمام هذه النازلة استنكر أبناء وإخوة وأخوات حكيمة بيحة هذه السلوكات "الماضوية" ، ويطالبون المصالح الإدارية المركزية بالتدخل الفوري والعاجل لفتح تحقيق موضوعي ونزيه في طبيعة هذه الجريمة كما تقول عائلة الضحية، وتدعو كافة الضمائر الشريفة والحية وكل التنظيمات السياسية والحقوقية والمدنية والإعلامية للتضامن معها من أجل فضح المؤامرات الهادفة إلى طمس معالم هذه الجريمة. وكانت عائلة الضحية، التي ووري جثمانها الثرى أخيرا بعد مسيرة احتجاجية قد رفضت تسلم جثتها من المستشفى المدني بتطوان، وطالبت على لسان محاميها الحبيب حاجي، الكاتب العام لجمعية الدفاع عن حقوق الإنسان، النيابة العامة "بإجراء تحقيق" حول الاتهام الذي وجهته إلى أربعة أفراد من رجال الجمارك. وحسب أقوال أحمد، ابن الضحية، فإن أمه، تبادلت الكلام مع رجال الجمارك صبيحة يوم 25 يناير الماضي، في حدود العاشرة صباحا، وأضاف الابن أن رجال الجمارك، أدخلوا أمه بعد ذلك إلى حجرة توجد بمركز العبور، وضربوها فوقعت أرضا وجرى إخراجها من الغرفة، وحملها عدة أشخاص وهي فاقدة الوعي، واتصلوا برجال الإسعاف، ولم يخبر أي أحد العائلة بالأمر، وأكد الابن أن أخته شرعت في المساء تبحث عنها في المقاطعات والمستشفيات، وأخبرت بمستشفى الفنيدق أنها مرت من هناك ونقلت إلى مستشفى آخر لخطورة حالتها. و أكد أطباء مكلفون بمتابعة حالتها الصحية أن الضحية تعرضت لنزيف دماغي حاد أفقدها القدرة على الحركة والنطق. من جانب آخر، قال أحد المسؤولين من باب سبتة" إننا لم نشاهد أي سيارة إسعاف تلج مركز العبور، الأمر الذي يفيد بعدم وقوع أي حالة اعتداء". نفس الكلام أكده مسؤول آخر، اعتبر أن "حالة اعتداء مثل هذه، في حال وقوعها بأي من مواقع المعبر، لا يمكنها أن تحجب عن الأنظار باعتبار المركز منطقة حدودية". ولم يستبعد نشطاء حقوقيين، من جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان، أن تكون "بعض النسوة العاملات في مجال التهريب القوتي، سخرن من قبل رجال الجمارك، من أجل نقل المواطنة حكيمة بيحة، إلى خارج نقطة العبور، عبر الممرات المخصصة للمتبضعين من أسواق سبتة، التي عادة ما تعرف استعمال العنف من قبل بعض العناصر الجمركية. وأضافت بعض المصادر "إن بعض النسوة بحكم ارتباطهن بالتهريب القوتي، يجري تسخيرهن من قبل بعض رجال الجمارك لأغراض شتى، مقابل غض الطرف عنهن في مزاولة نشاطهن، ومن ثمة لا يستبعد أن تكون بعض النسوة حملن حكيمة إلى خارج مركز العبور، واتصلن بسيارة الإسعاف، حتى لا يثار انتباه سلطات المركز من أمن واستعلامات ومخابرات مدنية وعسكرية، ويتساءلون عن كيفية وصول الضحية بعد نحو ثلاث ساعات إلى المستشفى بتطوان مرورا من مستشفى الفنيدق. وعلمنا أخيرا من بعض المصادر المطلعة أن قضية الضحية المرحومة حكيمة بيحة بيد السلطة القضائية للنظر في تفاصيلها والوقوف على حقائقها.