رفضت أسرة الضحية حكيمة بيحة، البالغة من العمر 50 سنة، تسلم جثتها، من المستشفى الإقليمي سانية الرمل، وطالبت، على لسان محاميها الحبيب حاجي، الكاتب العام لجمعية الدفاع عن حقوق الإنسان، النيابة العامة "بإجراء تحقيق" حول الاتهام الذي وجهته إلى أربعة أفراد من رجال الجماركالضحية في غرفة الإنعاش قبل وفاتها في شكاية وجهت إلى الجمعية، يفترض أن تكون نسخة منها أودعت يوم الثلاثاء الماضي، لدى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بتطوان وحسب أقوال أحمد، ابن الضحية، فإن أمه، تبادلت الكلام مع رجال الجمارك صبيحة يوم 25 يناير الماضي، في حدود العاشرة صباحا، وأضاف الابن أن رجال الجمارك، أدخلوا أمه بعد ذلك إلى حجرة توجد بمركز العبور، وضربوها فوقعت أرضا وجرى إخراجها من الغرفة، وحملها عدة أشخاص وهي فاقدة الوعي، واتصلوا برجال الإسعاف، ولم يخبر أي أحد العائلة بالأمر، وأكد الابن أن أخته شرعت في المساء تبحث عنها في المقاطعات والمستشفيات، وأخبرت بمستشفى الفنيدق، أنها مرت من هناك ونقلت إلى مستشفى آخر لخطورة حالتها. تمكنت "المغربية" بعد استشارة إدارة مستشفى سانية الرمل، من ولوج غرفة الإنعاش، وتبين لها انطلاقا مما أكده أطباء مكلفون بمتابعة حالتها الصحية، تعرضها لنزيف دماغي حاد أفقدها القدرة على الحركة والنطق، وأنها وصلت إلى المستشفى، في حدود الواحدة من صبيحة اليوم نفسه، المشار إليه. وعاينت "المغربية"، خلال هذه الزيارة، بعد استئذان أفراد من أسرتها، جوانب من جسد الراحلة، وتبين لها وجود آثار كدمات باليد اليمنى. من جانب آخر، قال مسؤول رفيع المستوى من باب سبتة ل"المغربية"،" إننا لم نشاهد أي سيارة إسعاف تلج مركز العبور، ما يفيد بعدم وقوع أي حالة اعتداء". الطرح نفسه أكده مسؤول ثان، اعتبر أن "حالة اعتداء مثل هذه، في حال وقوعها بأي من مواقع المعبر، لا يمكنها أن تحجب عن الأنظار باعتبار المركز منطقة حدودية ". ولم يستبعد نشطاء حقوقيين، من جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان، أن تكون "بعض النسوة العاملات في مجال التهريب القوتي، سخرن من قبل رجال الجمارك، من أجل نقل المواطنة حكيمة بيجة، إلى خارج نقطة العبور، عبر الممرات المخصصة للمتبضعين من أسواق سبتة، التي عادة ما تعرف استعمال العنف من قبل بعض العناصر الجمركية. وأضاف بعض هؤلاء، "إن بعض النسوة بحكم ارتباطهن بالتهريب القوتي، يجري تسخيرهن من قبل بعض رجال الجمارك لأغراض شتى، مقابل غض الطرف عنهن في مزاولة نشاطهن، ومن ثمة لا يستبعد أن تكون بعض النسوة حملن حكيمة إلى خارج مركز العبور، واتصلن بسيارة الإسعاف، حتى لا يثار انتباه سلطات المركز من أمن واستعلامات ومخبارات مدنية وعسكرية، بدليل"، يؤكد هؤلاء النشطاء متسائلين،" كيف وصلت حكيمة بعد نحو ثلاث ساعات إلى مستشفى سانية الرمل مرورا من مستشفى الفنيدق ؟".