عاد الرئيس السوداني عمر حسن البشير الى الخرطوم بعد زيارة قصيرة لمصر اجتمع خلالها بنظيره المصري حسني مبارك.وكان البشير قد وصل الى القاهرة في وقت سابق من يوم الاربعاء في ثاني زيارة يقوم بها خارج السودان منذ اصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه في الرابع من اذار/ مارس الجاري. ويتهم البشير بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في اقليم دارفور الذي يشهد حربا اهلية منذ ست سنوات. وقال وزير الخارجية السوداني دينغ الور الذي رافق البشير الى القاهرة ان السودان سيحاكم المسؤولين الحكوميين الضالعين في جرائم دارفور في محاكم على ارضه. واضاف الور انه "تم تعيين مدع سوداني خاص بدارفور، وانه الآن يجمع المعلومات الضرورية لمتابعة بعض المسؤولين السودانيين"، لكنه لم يذكر اية اسماء. وقال وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط بهذا الصدد انه هناك موقف عربي مصري أفريقي لا يقبل الأسلوب الذي تناولت به محكمة الجناية الدولية وضعية الرئيس السوداني. ودعا ابو الغيط مجلس الامن الدولي الى "عقد اجتماع عاجل وطارىء بهدف اتخاذ قرار في طلب تفعيل المادة 16 من النظام الأساسي للمحكمة لتأجيل تنفيذ قرار التوقيف". وقال وزير الخارجية السوداني ان حكومته ما زالت "تقوم بتقدير موقف" في ما يتعلق بمشاركة البشير في القمة العربية التي تعقد في الدوحة في 30 مارس آذار الجاري، مشددا على ان "ذلك يختلف تماما عن السفر الى مصر واريتريا." ومن جهته، قال رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني ان بلاده تتعرض لضغوط من اجل عدم استقبال البشير لدى احتضانها القمة العربية الاسبوع المقبل. وقال الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني لقناة الجزيرة القطرية ان البشير قد يعتقل اذا غادر السودان. "هناك ضغوط (علينا) لكنكم تعرفون قطر." الا ان وزير الخارجية المصري قال في القاهرة إن مصر لا ترى أي مشكلة في حضور البشير قمة الدوحة. من جانبه، قال وزير الخارجية السوداني إن السودان لا يزال يدرس مسألة مشاركة الرئيس البشير في القمة. وكانت هيئة علماء السودان قد أصدرت فتوى دينية تحظر على البشيرالسفر إلى خارج السودان لحضور القمة العربية في الدوحة. وكانت أول رحلة للبشير إلى خارج السودان منذ صدور مذكرة الاعتقال بحقه الى ارتيريا. يذكر أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو قد دعا الدول الأعضاء في الأممالمتحدة الى إلقاء القبض على الرئيس السوداني وقال إنه يكفي أن يخرج البشير من الأجواء السودانية الى الأجواء الدولية ليقبض عليه بموجب مذكرة الاعتقال.