شنت قوات الاحتلال الاسرائيلي فجر الخميس حملة اعتقالات ضد قادة حماس في الضفة الغربية اسفرت عن اعتقال 10 منهم ردا على فشل مفاوضات صفقة الجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شاليط. واوضحت المصادر ان بين المعتقلين عدة نواب من حركة حماس اعضاء في المجلس التشريعي الفلسطيني واعضاء من قيادتها العسكرية في الضفة الغربية. ففي نابلس في شمال الضفة الغربية اعتقل الجيش ناصر الدين الشاعر نائب رئيس الوزراء سابقا في حكومة حماس فضلا عن ثلاثة مسؤولين كبار من الحركة هم رأفت نصيف وعدنان عصفور وعصام الاشقر. وفي منطقة رام الله اعتقل الجيش النائب عبد القادر فقهاء والمسؤول السياسي فرحات الاسعد ورئيس بلدية مدينة البيرة المجاورة جمال الطويل. واعتقل نائب اخر هو ايمن ضراغمة في منطقة جنين شمالا. كما اعتقل ثلاثة نواب اخرين هم خالد طفش وعزام سلهب ونزار رمضان في بيت لحم والخليل (جنوب). وقال الجيش الاسرائيلي في بيان انه اوقف "عشرة من كبار الكوادر في قيادة حماس في الضفة الغربية"، مضيفا ان الموقوفين كانوا يعملون على "توطيد قوة ونفوذ" حركة حماس في الضفة الغربية. وتمت هذه الاعتقالات اثر فشل المفاوضات التي جرت بين حماس واسرائيل بوساطة مصرية من اجل الافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز في غزة لقاء اطلاق سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين المسجونين في اسرائيل. وقال صلاح البردويل احد مسؤولي حركة حماس ان الاعتقالات تهدف الى الضغط على الحركة من اجل ان تتنازل في المفاوضات حول تبادل الاسرى. وقال في تصريح اورده موقع حماس على الانترنت "كل هذه الاجراءات القمعية محاولات مكشوفة للضغط على حركة حماس ودفعها لتقديم تنازلات وانجاز صفقة تبادل الاسرى بدون ثمن"، مشددا على ان "هذا الامر مرفوض ولن ينجح في ابتزاز مواقف الحركة". وقامت اسرائيل بعد اسر الجندي شاليط عند تخوم قطاع غزة في حزيران/يونيو 2006، باعتقال العشرات من مسؤولي حماس في الضفة الغربية وما زال 36 من نواب الحركة بينهم رئيس المجلس التشريعي عزيز الدويك معتقلين. وعلى نفس الصعيد اكدت مصادر اسرائيلية الاربعاء ان الحكومة الاسرائيلية المستقيلة برئاسة ايهود اولمرت شكلت لجنة لدراسة السبل الكفيلة بالتنكيل بالاسرى الفلسطينيين المحسوبين على حركة حماس ردا على فشل المباحثات بين الطرفين حول صفقة الجندي الاسرائيلي الاسير لدى فصائل المقاومة غلعاد شليط. وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي الاربعاء ان اولمرت قرر اقامة لجنة خاصة تتعلق بدراسة امكانيات زيادة الضغط على حماس لاجبارها على تليين موقفها بالنسبة لقضية شليط. وحسب الاذاعة فان من بين مقترحات التنكيل وضع اسرى حماس في شروط اعتقال مشابهة لشروط اعتقال شليط من حيث الاعتقال الانفرادي ومنع الزيارات سواء للعائلة او للصليب الاحمر الدولي ومنع الاتصال بالخارج ومنع الاضاءة الليلية عن زنازينهم. وحسب المصادر الاسرائيلية فان اللجنة الاسرائيلية ستقدم الاحد القادم سلسلة من اساليب التنكيل الاضافية التي ستمارس على الاسرى الفلسطينيين المحسوبين على حماس بعد فشل صفقة التبادل. من جانبه، استنكر نادي الاسير الفلسطيني قيام حكومة الاحتلال بتشكيل اللجنة لتشديد الاجراءات بحق الاسرى وتحديدا الاسرى الذين شملتهم القائمة المقدَمة من قبل حركة 'حماس' لاغراض التَبادل. واعتبر النادي، في بيان له، ان اللجنة الجديدة تزيد من معاناة الاسرى المعيشية، مؤكدا ان مصلحة السجون الاسرائيلية تخالف القانون الدَولي الانساني في تعاملها مع الاسرى، وقال انه ينظر 'بخطورة بالغة للتوجهات الجديدة للحكومة الاسرائيلية والتي لن تنال فقط من الاسرى، وانَما ايضا من عائلاتهم وذويهم'. ودعا النادي كافَة المنظمات والمؤسسات الحقوقيَة العاملة المحلية والدولية الى الوقوف عند مسؤولياتها لردع 'هذه الاجراءات والتوجهات الفاشية لحكومة الاحتلال التي ستُعرض حياة المئات وربما الآلاف من اسرانا للخطر الشَديد'. ودعا الى المشاركة الواسعة في الاعتصام المقرر تنظيمه يوم الاثنين المقبل في مقر الصَليب الاحمر بالبيرة عند الساعة الحادية عشرة صباحا للتضامن مع الأسرى والتنديد بالممارسات الاسرائيلية. واعلنت حماس الاربعاء توقف جولة المفاوضات بشأن صفقة الجندي الاسرائيلي غلعاد شليط، محملة اسرائيل مسؤولية افشالها. وقال صلاح البردويل، الناطق باسم الحركة في مؤتمر صحفي عقده في مدينة غزة: 'قدمنا قائمة بمطالبنا لمصر في مباحثات التبادل التي بدات قبل ثلاثين شهرا ولم نضف عليها اي جديد ولن نتنازل عن اي بند فيها لاتمام صفقة التبادل'. وجدد البردويل في تصريحاته التاكيد على مطالب فصائل المقاومة الآسرة لشليط بالافراج عن 450 اسيرا فلسطينيا من ذوي الاحكام العالية كخطوة اولى ومن ثم الافراج عن الاطفال والنساء والوزراء والنواب في المرحلة الثانية. واتهم البردويل اسرائيل بالمماطلة وافشال الجهود المصرية الرامية لاتمام صفقة التبادل، مقللا في الوقت نفسه من اهمية التهديدات الاسرائيلية لحركة حماس ولقطاع غزة بتشديد الحصار، قائلا 'لن ترهبنا تلك التهديدات ولن تدفعنا للتنازل عن شروطنا وعن اسم واحد من اسماء الاسرى'. ودعا البردويل مصر لاعلان موقفها النهائي من تلك الصفقة، واعلان وتسمية الجهة التي عطلت جهود اتمامها، كما طالب ابناء الشعب الفلسطيني بالصمود في وجه تلك التهديدات. وكانت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس قد هددت في وقت سابق برفع سقف مطالبها لعقد صفقة تبادل للاسرى مع اسرائيل للافراج عن الجندي الاسرائيلي. وحملت الكتائب، في بيان صحافي، الحكومة الاسرائيلية المسؤولية الكاملة عن تعطيل الصفقة، متهمة اياها باعتماد اسلوب المراوغة والمماطلة والعجز عن اتخاذ القرار المناسب 'لانها غير معنية باتمام الصفقة'، واضافت 'ان العدو الصهيوني لم يقدم اي عرض جديد مؤخرا، وكل ما حاول ايهود اولمرت (رئيس الوزراء الاسرائيلي المستقيل) ترويجه اعلاميا في الايام الاخيرة هو مناورة لاهداف سياسية داخلية ولامتصاص الاحتجاج الشعبي داخل الكيان.. اما في حقيقة الامر فلم يكن في هذا التحرك اي طرح جديد يدل على نية فعلية لانجاز اتفاق صفقة التبادل'. وشددت كتائب القسام على ان 'تعنت ومماطلة الصهاينة في هذا الملف لن يدفعانا للارتباك او التراجع او التنازل عن اي شرط من شروطنا التي وضعناها لتبادل الاسرى، وان كان لنا من موقف جديد فسيكون برفع سقف مطالبنا وليس العكس'. ولا بد من الذكر انه بعد فشل الجهود المصرية بإبرام صفقة تبادل للاسرى بين حركة 'حماس' واسرائيل، وخروج رئيس الوزراء الاسرائيلي المستقيل ايهود اولمرت بمؤتمر صحافي يؤكد فيه على عدم تنازل بلاده عن مطالبها، وعدم استجابتها لمطالب حماس، اتجهت الانظار الي ما بعد فشل صفقة التبادل. وكانت اسرائيل اعلنت عن قرارها مواصلة حصارها وتشديده على اهل قطاع غزة، الى ان توافق حماس على الافراج عن شليط. وقالت مصادر اسرائيلية 'ان الجيش سيتخذ سلسلة اجراءات وصفها بالشديدة على كافة معابر ومداخل قطاع غزة، وكذلك تقليل كميات المعونات الغذائية وخاصة الوقود والغاز'. واوضحت المصادر ان تلك الاجراءات جاءت بناء على قرار من الحكومة الاسرائيلية للضغط على حركة حماس والفصائل المقاومة للتنازل عن مطالبهما والافراج عن الجندي الاسير شليط. ولا بد من الاشارة الى ان عضو الكنيست الاسرائيلي اريه الداد هدد في وقت سابق، باغتيال رئيس الحكومة المقالة فى غزة اسماعيل هنية فى حال عدم الافراج عن الجندى الاسرائيلي الاسير لدى حركة حماس بعد مهلة معينة. ويذكر ان المحادثات بين حماس واسرائيل دخلت طريقا مسدودا بسبب رفض اسرائيل الافراج عن 450 سجينا فلسطينيا يؤدون عقوبات طويلة بالسجن طالبت بهم حماس مقابل الافراج عن شليط. وقالت مصادر اسرائيلية 'ان اولمرت اعترض على الافراج عن من نسقوا التفجيرات الاكثر دموية بحافلة ومقهى التي قتلت عددا كبيرا من الاسرائيليين منذ اندلاع انتفاضة فلسطينية في عام 2000'. وقال وزير العدل الاسرائيلي دانييل فريدمان للصحافيين بعدما عقد اولمرت اجتماعا مغلقا مع حكومته الثلاثاء 'وصلت مطالب حماس الى درجات - في تقييمنا - لن تقبلها اي حكومة اسرائيلية'.