شن الطيران الحربي الإسرائيلي في ساعة مبكرة من فجر أمس الثلاثاء، ولليوم الثاني على التوالي، غارتين جويتين على قطاع غزة، مخلفا ثلاث إصابات في صفوف المواطنين الفلسطينيين.ونقلت وكالات الأنباء عن مصادر طبية فلسطينية قولهم إن ثلاثة فلسطينيين أصيبوا بجروح, بعد أن قصفت طائرات حربية إسرائيلية من طراز "إف 16 " بصاروخين منطقة الأنفاق برفح جنوب قطاع غزة. وقالت مصادر محلية إن القصف أدى إلى اندلاع حريق مهول في المكان وبث حالة من الترقب بتكرار القصف في صفوف المواطنين، الذين يقطنون المناطق السكنية المجاورة للأنفاق. كما قصفت طائرات الاحتلال ورشة حدادة في حي الزيتون بمدينة غزة, مما أدى إلى تدميرها دون الإبلاغ عن وقوع إصابات. ويأتي القصف الإسرائيلي الجديد بعد ساعات من إعلان جيش الاحتلال عن سقوط صاروخ فلسطيني في النقب الغربي جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 ووسط تبادل الاتهامات بتسريب أنباء بشأن صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، قللت الحركة ورئيس الحكومة الإسرائيلية من احتمالات إنجاز الصفقة، التي تتحدث عنها وسائل الإعلام، باعتبارها شبه محسومة. وفي الأثناء، نفت مصادر فلسطينية ومصرية وصول الأسير الإسرائيلي، جلعاد شاليط إلى مصر رفقة وفد من حركة حماس. ففي إسرائيل، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه لا توجد صفقة حتى الآن، وأنه لا يعرف إن كانت سترى النور. غير أن صحيفة هآريتس الإسرائيلية أكدت أن معظم أعضاء حكومة نتنياهو سيصادقون على صفقة جلعاد شاليط في حال إتمامها، وأشارت إلى اللقاء الذي يعقد أمس الثلاثاء، في القاهرة بين وفد من حركة حماس والوسيط الألماني. من جانبها، أكدت مصادر في حماس في تصريح لصحيفة الحياة اللندنية أن ملف صفقة الأسرى لم ينجز بعد، معتبرة الحديث عن قرب إبرامها وإطلاق سراح الجندي المخطوف في غزة جلعاد شاليط تفاؤلاً في غير موضعه. على أنه في الوقت نفسه، ذكرت تقارير أن الحكومة الإسرائيلية ترفض إطلاق سراح 4 سجناء تصفهم بأنهم "مسؤولين عن قتل أكثر من 150 شخصاً" ووردت أسماؤهم في القائمة التي تطالب حماس بالإفراج عنهم، وفقاً للإذاعة الإسرائيلية. من جهته، قال النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي، سيلفان شالوم، إن إسرائيل لن تفرج عن أمين سر فتح في الضفة الغربية، مروان البرغوثي، وعن أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطيني، أحمد سعدات، في إطار الصفقة لإطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط. وفي مصر، نفى مسؤولون مصريون وفلسطينيون وصول شاليط إلى الأراضي المصرية برفقة وفد من حركة حماس، وفقاً لوكالة الأنباء الإيطالية "آكي". ونقلت "آكي" عن مصادر قولها إنه جرى الاتفاق على أن تشمل الصفقة معتقلين من مدينة القدس، أما المعتقلين من أصحاب الإحكام العالية جداً فإنه سيصار إلى إبعادهم إلى دول مثل النرويج وسويسرا وسوريا واليمن وقطر. وقالت المصادر "في ما يتعلق بالأسرى من الداخل الفلسطيني (إسرائيل) فإنه سيجري الإفراج عنهم وفق جدول زمني وضمانات يجري الاتفاق عليها". وعلى صعيد ذي صلة، التقى وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في جلسة مباحثات، يرجح أن تكون تناولت الصفقة التي تنشط فيها ألمانيا إلى جانب مصر. ولأول مرة منذ بداية المفاوضات قال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز للقناة الإسرائيلية الثانية إن هناك تقدما في التفاوض للإفراج عن شاليط، وأعرب عن أمله بأن تنهي هذه المفاوضات القضية، وتصل لنتيجة إيجابية. وكشف مسؤول فلسطيني من جهته أن وسطاء ألمانا يجرون مفاوضات اللحظة الأخيرة بين حماس وإسرائيل كل على حدة برعاية مصرية في القاهرة، لإنهاء صفقة تبادل الأسرى التي يرجح أن تخرج إلى حيز التنفيذ في الأيام الخمسة المقبلة. في السياق وصل وفد من حماس برئاسة القيادي في الحركة محمود الزهار, إلى القاهرة قادما من قطاع غزة، لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين، يفترض على نطاق واسع أنها مرتبطة بالتمهيد للصفقة. وقال أحمد بحر في الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى الفلسطينيين قبالة مقر الصليب الأحمر الدولي في مدينة غزة "أبشر أهالي الأسرى باقتراب إتمام الصفقة، فالأخبار مبشرة بشأنها، وستكون النتائج مرضية إن شاء الله".