احتضن بيت الصحافة بطنجة ، مساء امس الخميس، مائدة مستديرة حول موضوع (دور الاعلام في إرساء وممارسة الحكامة البيئية) ، المنظمة بتنسيق بين برنامج تدبير وحماية البيئة، والوزارة المنتدبة المكلفة بالبيئة، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي. وأكد رئيس المصلحة الجهوية للبيئة حسين خيدور بالمناسبة أن عقد هذا اللقاء ،الذي حضره وأطره خبراء مؤسساتيون وباحثون وإعلاميون، يسعى إلى تقريب وجهات نظر مختلف المتدخلين في الشأن البيئي من رجال الصحافة والتربية ومسؤولين عن قطاع البيئة وأكاديميين ، من أجل بلورة خطط ميدانية جهوية ووطنية لتعزيز الوعي بقضايا البيئة وخلق جسر للتعاون والتنسيق بين مختلف مكونات المجتمع للتداول في قضايا البيئة كعنصر أساسي لتحقيق التنمية المستدامة. وأضاف أن دور الاعلام في الاستراتيجية الوطنية لحماية البيئة يبقى أساسيا ومفصليا ، باعتبار أنه يشكل أداة تواصلية ناجعة في التوعية والتحسيس والتأثير داخل المجتمع ، مبرزا أن الاعلام المغربي بحضوره الوازن في الساحة الوطنية يعد قاطرة مهمة لإيصال المعلومة البيئية إلى المجتمع وتسليط الضوء على السياسات العمومية والمشاريع والانجازات المتعلقة بالمجال الايكولوجي وتصحيح بعض الاختلالات. من جهته ، قال رئيس المكتب التنفيذي لبيت الصحافة سعيد كوبريت إن تنظيم المائدة المستديرة، بالإضافة إلى أبعاده التواصلية والسعي لتعزيز الوعي المجتمعي بقضايا البيئة وسط الفئات الحية من المجتمع ، ينسجم والابعاد الاصلاحية التي يتبناها المغرب ودينامية التغيير التي تعرفها المملكة على أكثر من صعيد ، مشيرا إلى أن اللقاء يسعى أيضا إلى تكريس قيم التحاور والتشارك وتبادل الرأي حول جوهر القضايا الوطنية من ضمنها مسألة البيئة بأبعادها الاقتصادية والتنموية والاخلاقية والقانونية. وأجمعت باقي المداخلات على أن التعاطي مع القضايا البيئية يقتضي انخراطا مجتمعيا شاملا باعتبارها شأنا مجتمعيا تتداخل فيه المسؤوليات والمبادرات،وتجتمع فيه التوعية المجتمعية وتحضير وتحديد الاستراتيجيات على المدى القصير والمتوسط والبعيد وتربية الناشئة ، مؤكدة أهمية تشبيك الجهود المجتمعية حول البرامج الوطنية من أجل مواجهة التحديات الآنية والمستقبلية وتنوير الرأي العام بكل مكوناته السياسية والثقافية والاقتصادية والتربوية ،وفتح قنوات للتواصل فيما بينها والاستفادة من التجارب الدولية والوطنية الرائدة . وأضاف المتدخلون أن مسالة البيئة أيضا "قضية مجتمع بأكمله " ،وهو ما يستوجب انخراط المجتمع برمته في مسعى حماية البيئة وفضح الممارسات المسيئة للبيئة ، مشددين على ضرورة تحيين وتعزيز الترسانة القانونية لتواكب التغييرات الحاصلة في المجتمع والتحولات الاقتصادية المضطردة التي يعرفها المغرب ، مع دعم البحث العلمي وتأطير تكوينات خاصة برجال الاعلام للنهوض بالشأن البيئي. وتم خلال هذا اللقاء مناقشة تيمات خاصة تهم "دور الاعلام في البيئة" و"تحديد المواضيع ذات الاولوية في اهتمامات الصحافة بالمجال لبيئي " وتقديم مقترحات وتوصيات حول دعم برامج البيئة في الاعلام.