أبرزت رئيسة اللجنة التحضيرية لمؤتمر الاطراف المتوسطي حول المناخ (ميدكوب 22) ونائبة رئيس مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة آسيا بوزكري أن تنظيم المغرب ل"كوب 22" و"ميد كوب 22"، دليل بارز عن عمق وعي المغاربة بقضايا البيئة ومراهنتهم على الفعل الميداني المجدي. وأضافت السيدة بوزكري، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المغرب بفضل كفاءاته البشرية وحكامته المثلى في تدبير الشأن البيئي وضع استراتيجيات ميدانية ومخططات واعدة لحماية البيئة والاستغلال الامثل للموارد الطبيعية وتشبيك جهود المجتمع، وهو ما تعكسه بجلاء مبادرته في استضافة وتنظيم مؤتمر الاطراف المتوسطي حول المناخ (ميدكوب 22) في يوليوز القادم بطنجة ومؤتمر الاطراف حول المناخ (كوب 22) في مراكش قبل متم السنة الجارية. وأكدت، في هذا السياق، أن المغرب بكل مكوناته الرسمية والمنتخبة والمدنية انتقل في السنوات الاخيرة خاصة من التنظير ووضع التصورات في مجال البيئة الى الفعل الميداني، الذي يقوم على تعزيز الترسانة القانونية الوطنية وربط الوعي البيئي بالتربية والتعليم وجعل البيئة أحد أسس التنمية الشاملة والمتوازنة والمستدامة، وكذا تشبيك جهود الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والثقافي لمواجهة التحديات البيئية. كما أكدت آسية بوزكري أن المغرب جعل من النجاعة الطاقية والاستخدام الأمثل للطاقات المتجددة والبديلة عنصرا مركزيا في حماية المحيط الإيكولوجي والحد من الاحتباس الحراري وترشيد النفقات المسخرة لموارد الطاقة التقليدية، وهو ما جعل منه نموذجا إقليميا ودوليا مع إرساء رؤية شاملة تتماشى مع التوجهات الوطنية المتعلقة بميثاق البيئة والتنمية المستدامة. ورأت، في هذا السياق، أنه قليلة هي الدول عبر العالم التي جعلت من التطور الاقتصادي واحترام البيئة أمران متلازمان لا يجب تغليب أحدهما على الآخر ، معتبرة أن هذه القناعة تعتبر قمة الوعي البيئي العميق وعنصرا جوهريا في بناء المستقبل بكل تمظهراته السوسيو-اقتصادية و التربوية والتنموية. وسجلت أنه من أسباب نجاح المبادرات البيئية على الصعيدين الوطني والجهوي، أفقيا و عموديا، هو التعبئة المكثفة والشاملة للمجتمع المغربي بشكل عام لحماية البيئة وتكريس الوعي بذلك، ونشر المعلومة الكافية والشفافة حول البيئة كمدخل أساسي للتحسيس والتوعية بالمسألة البيئية وإشراك الساكنة المحلية في هذا المنحى الإنساني الراقي. واعتبرت أن نجاح الفعل البيئي وطنيا يقوم على اعتماد مبدأ القرب للتحسيس بالمسألة البيئية والتواصل مع كل شرائح المجتمع على اختلاف طريقة تفكيرهم، وإبراز أهمية انخراطهم في حماية البيئة كمحور أساسي في التنمية، التي لا يمكن ضمان استدامتها الا بامتلاك حس جماعي مجتمعي والقيام بالمبادرات الميدانية الصادقة. من جهة أخرى، أكدت السيد بوزكري أن تنظيم المغرب لمؤتمر (ميدكوب 22) الإقليمي ومؤتمر (كوب 22) الدولي هو فرصة إضافية لإبداع الحلول وطرح المشاريع البيئية الرائدة وإبراز مهارات الابتكار في مجال البيئة واستخلاص الدروس، وتجميع جهود المجتمع الدولي للحد من تداعيات تدهور البيئة في عدد من مناطق العالم ومواجهة تحديات التغيرات المناخية على الحياة العامة في أكثر من دولة. وشددت آسية بوزكري بالمناسبة على وجوب الانخراط الشامل في الحقبة الجديدة التي يعيشها المغرب بثبات وحزم ووعي، في ما يتعلق بتدبير البيئة واستغلال الموارد الطبيعية وجذب استثمارات الطاقات المتجددة والتقليل من استيراد الطاقة، إضافة إلى تشغيل الشباب والحفاظ على البيئة للأجيال القادمة.