خصصت ندوة (زمزم الجمعية) جلستها المنعقدة يوم الجمعة الفارط لفن الرسالة من خلال كتابي الدكتور حسن الوراكلي الحديثي الصدور عن مطبعة تطوان: فُيوض (رسائل أب لابنته المغتربة في طلب العلم) رِقاع (مختارات من مراسلات د. حسن الوراكلي) فبعد كلمة الترحيب والافتتاح لراعي الندوة فضيلة الدكتور حسن الوراكلي، استمع الحضور إلى مداخلات أد. محمد الحافظ الروسي، ود. عرفة بلقات، وذ. محمد أهواري، ود.عبد الواحد بنصبيح، ود. حسن الغشتول، التي تناولت بالدرس والتحليل الرسائل التي ازدانت بها صفحات كتاب (فيوض). وقد فصل الباحثون القول في مضامين الكتاب المتسمة بعمق التفكير وبعد النظر. وشرَّحت لغته المضمخة بأريج الأسلوب القرآني والحديث النبوي الشريف، والمطرزة ببليغ الحِكم والأمثال، وغرر من ديوان الشعر العربي. كما ألقت الضوء على مصادره الثرية، ومنهجيته المُحْكَمة، ومقاصده النبيلة؛ مبرزة في الآن ذاته، ما زخرت به رسائل الكتاب من قيم روحية، ومثل خلقية، ونصائح تربوية، تمثل جميعها زادا ومنهاجا لكل الفتيات المغتربات في طلب العلم. وبعدها، قدم د. عبد السلام بلدريس عرضا قيما عن كتاب (رقاع) الذي عني بجمع مادته ودراستها، فبين أن ما ضمه من رسائل متبادلة بين د. حسن الوراكلي وشيوخ العلم، وأصدقائه، وطلبته، في المشرق والمغرب، تحمل في طياتها لآلئ ذات فوائد علمية وتربوية واجتماعية ونفسية؛ أكسبتها في نهاية المطاف قيمة نوعية تقدم لقارئها شخصية منشئها في ألقها الخلقي، وإشعاعها السلوكي، وحرصها الشديد على نعمتي العلم والمعرفة. وتُوِّجت العروض بفسح المجال أمام الحضور للنقاش، بغية إبداء الرأي، وتقديم الاقتراح النافع. وخلاله أثار المتدخلون، استنادا إلى ما شهدت به العروض، أهمية اعتماد نصوص الكتابين ضمن مقرراتنا الدراسية، تثمينا لمضامينها الغنية بالقيم الدينية والوطنية والإنسانية، وبراعتها الأسلوبية، واستجابة القضايا المُثارة فيها لانتظارات فلذات الأكباد.