ومنتصر الخطيب في إطار أنشطة مهرجان أنوال الثقافي السنوي الذي تنظمه الثانوية الإعدادية أنوال بتطوان في دورته السادسة، والذي ينظم ما بين الفاتح والثامن من يونيو 2013 تحت شعار "الحياة المدرسية ومفردات التنمية البشرية (المبادئ والمقومات)"، و يقوم على مجموعة من الأنشطة تتنوع ما بين العروض الفنية والمسرحية والمعارض اليدوية والمقابلات الرياضية والزيارات التضامنية والموائد الأدبية والثقافية، كان جمهور المشاركين على موعد مساء الأربعاء 5 يونيه ابتداء من الساعة الخامسة مساء مع حفل تكريم مربي الأجيال الأستاذ الدكتور حسن الوراكلي (بارك الله في عمره)، حيث تم تكريمه في احتفالية متميزة وراقية بقاعة محمد عبد الكريم الخطابي بمؤسسة الثانوية الإعدادية وذلك بعرض تجربته الأدبية من خلال شهادات وقراءات في أعماله توجت بتوقيع كتابه الأخير "فيوض". وتكريم الشخصيات التي تركت بصمات في مجال عملها وتخصصها، هو تقليد أصبح سنة متبعة بمهرجان أنوال الثقافي السنوي، وهكذا وبعد استقبال مكرمنا الفاضل الدكتور حسن الوراكلي والوفد المرافق له بمكتب مدير المؤسسة الأستاذ عبد العزيز محيو، انطلق الحفل بقاعة العروض بكلمة لمدير المؤسسة ثم تلاوة آيات بينات من القرآن الكريم وتحية العلم الوطني. وفي بداية الاحتفالية تم عرض لوحة فنية مسرحية حملت عنوان "أبو الفنون" من أداء تلاميذ المؤسسة وهو عرض يتحدث عن علاقة المسرح بباقي الفنون من موسيقى وشعر وسينما ورقص. بعدها عرض الدكتور محمد المعلمي ورقة حول التجربة الأدبية للدكتور حسن الوراكلي حيث وقف على تجليات هاته التجربة من خلال ما حوته من قيم تربوية وتعليمية وما تميزت به من جمالية الأدب الإسلامي الراقي ممثلا لذلك بنماذج من كتابات الدكتور المكرم معتبرا أن تجربة أستاذه الدكتور حسن الوراكلي الأدبية خاصة والعلمية عامة هي شجرة قبل أن تستوي على حالها اليوم كانت في البدء بذرة تفتقت ثم نبتت ونمت وترعرعت ثم أزهرت وأثمرت ولما أينعت ذللت قطوفها تذليلا لتغدو في متناول العلماء والباحثين وطلبة العلم، بعدها عرض الدكتور المعلمي لقطوف من الإنتاج الأدبي للمكرم تمحورت حول الشعر المغربي والعربي ثم الأندلسي والإسباني ثم النثر بأجناسه: القصة وفن الترجمة وفن التقديم والعرض والمراجعة وفن الرسالة والمقامة والحوار وفن المقالة والخاطرة. وفي ختام كلمته أجمل الدكتور المعلمي القول في عصارة القطوف التي عرضها حول التجربة الأدبية للمكرم والتي جعلها فوائد وعبر ودروس ينبغي تمثلها من طرف الأجيال الناشئة، وهي: المداومة على تلاوة القرآن الكريم وضرورة صقل الموهبة بالمطالعة المستمرة وتعزيز المقرر الدراسي بالمطالعة الحرة وأهمية مكتبة المؤسسة في تحسين مستوى التلاميذ الدراسي وأهمية حضور الندوات والمحاضرات في الارتقاء بمستوى التلاميذ الثقافي وأهمية التعود على الكتابة يوميا حتى تصبح عادة والاطلاع على الصحف والمجلات المطبوعة والمعروضة عبر الانترنت وإتقان اللغات الأجنبية بغية الاطلاع على الثقافات الإنسانية وإقامة علاقات طيبة مع الأساتذة وأن تبنى هذه العلاقة على المودة والرحمة والاحترام وترشيد الوقت واستثماره فيما ينير العقل ويزكي النفس ويطهر القلب ويسدد السلوك. بعد هذا قدم الأستاذ والأديب والمسرحي رضوان احدادو شهادة في حق المكرم باعتباره صديق الطفولة ورفيق الدراسة عرض في تلك الشهادة للعلاقة التي جمعته بالدكتور المكرم حوالي ستة عقود من الزمن كانت كلها جد واجتهاد وتحصيل للعلم حيث اعتبر هذه العلاقة رحلة علمية مازالت متواصلة إلى الآن وهو الآن بصدد توثيقها في سيرة ذاتية حملت عنوان "ذاكرة الأمكنة" ستعرف الصدور قريبا. بعدها أعطيت الكلمة للدكتور المكرم حسن الوراكلي الذي قدم خالص شكره لمدير المؤسسة وطاقمها التربوي على هذه الاحتفالية التكريميه لشخصه معتبرا أن الإنسان مهما ارتقى في درجات العلم فهو لا يزال في مرحلة الطلب؛ أي يحمل صفة طالب علم، ومتى قال أنه قد علم فقد جهل، ثم وقف عند الدلالات التي يحملها اسم الثانوية الإعدادية أنوال تجسد لمعركة أنوال التاريخية في المقاومة الريفية بقيادة المجاهد عبد الكريم الخطابي، موجها الحديث إلى جمهور التلاميذ بضرورة تمثل معاني الهوية الإسلامية وقيم العزة والبطولة والوطنية التي يحملها هذا الإسم، ليقف بعدها مع توجيه توصيات لأبنائه التلاميذ بمرافقة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة علما وتعلما وجعل الكتاب رفيقهم في درب التحصيل، ليعرض بعدها لكتابه فيوض وهو رسالات إلى ابنته المغتربة آنذاك في طلب العلم، وقد أهدى نسخا منه إلى مكتبة المؤسسة داعيا التلاميذ إلى قراءته وتمثل ما يحمله من قيم تربوية وتعليمية هادية وبانية. وفي ختام كلمة المكرم تم توشيحه بوسام ودرع أنوال وقدمت له هدايا رمزية سلمها له كل من الدكتور محمد المعلمي والدكتور رضوان احدادو والدكتور جمال علال البختي وولديه براء ونسيبة. إن مهرجان أنوال الثقافي يعد بحق من بين أهم المهرجانات المدرسية بأكاديمية جهة طنجةتطوان وما الشعارات الذي يحملها إلا دليل على الأهداف النبيلة التي يتوخى غرسها في قلوب الناشئة، نتمنى له الاستمرارية والنجاح .