الرئيسيةالأخباروطنية 100 ألف مصاب بالزهايمر في المغرب وسط غياب للمراكز المتخصصة أ.ف.ب / . 11.04.2013 11h49شاركأضف تعليق (0) رجال متقاعدون يقارب عدد المغاربة المصابين بمرض الزهايمر مئة ألف شخص وسط غياب مراكز مساعدة طبية عامة ومتخصصين في المجال، وفق شهادات الجمعيات العاملة في الميدان. وعقد نهاية الأسبوع الماضي الملتقى الثاني لدول البحر الأبيض المتوسط حول مرض الزهايمر تحت شعار "شباب اليوم شيوخ الغد" لدق ناقوس الخطر، وتدارس الطرق الأنجع للحد من استفحال هذا المرض الذي لا علاج له.ويقول محمد اوعدي رئيس "الجمعية المغربية للزهايمر والأمراض المشابهة" الناشطة منذ 2011، في تصريح لوكالة فرانس برس "ليست هناك ارقام رسمية لدى وزارة الصحة المغربية لأنها لم تهتم من قبل بالموضوع ولم تجعل الزهايمر من ضمن أولويات الصحة العامة".وأضاف ان "الاحصائيات المتعلقة اليوم بالمغرب تعتمد على تقديرات الجامعة الدولية لمرض الزهايمر، في وقت لا نحصل فيه على خدمات كالاستماع للمرضى وتبادل المعلومات وعرض حالات الزهايمر على اختصاصيين".وتشير تقديرات "الجامعة الدولية للزهايمر" الى ان عدد المصابين بهذا المرض المعروف ايضا بداء خرف الشيخوخة، بلغ سنة 2010 في المغرب 99 ألف مصاب، كما من المحتمل ان يصل عددهم الى 524 ألفا بحلول 2050.من جانبه يعتبر أحمد نعيم رئيس جمعية "أمل مغرب الزهايمر" في تصريحات سابقة للصحافة ان الاعداد الحقيقية لمرضى الزهايمر تفوق تلك المعلنة باضعاف. ويقول "يجب مضاعفة هذا العدد ثلاث او أربع مرات، لأن الكثير من أبناء وعائلات المرضى، او المرضى أنفسهم يخفون المرض بسبب ثقافة الحياء، ولغة المجتمع المستهزئة من المصابين بالخرف".ويؤكد أوعدي الذي أصيبت أمه بهذا المرض في فرنسا وجلبها للعلاج في المغرب سنة 2009، انه شاهد "معاملة سيئة وهجينة للمصابين بهذا النوع من المرض، إضافة الى غياب تام للأطباء والمراكز المختصة". "لهذا السبب أسسنا الجمعية ونحاول استنساخ التجربة الفرنسية المتقدمة في هذا المجال"، وفق اوعدي.لكن الأمر الإيجابي بالنسبة لأوعدي هو ان "العائلات المغربية ما زالت متشبثة بثقافة العناية بالمريض في المنزل، وهي أنسب طريقة لعلاج المصابين بالزهايمر الذين لا يتذكرون الا القليل من ذكرياتهم مع أقاربهم وعائلاتهم، وتسمى ب+المساعدة العائلية+".ورغم ذلك، حسب الجمعيات العاملة في الميدان، يظل غياب الكشف المبكر عن المرض السبب الرئيسي في ارتفاع أعداد المصابين به وتفاقمه في المغرب.وتتطلب المعالجة الشهرية، في حال الكشف المبكر عن المرض، مصاريف تفوق 130 دولارا في المغرب، لكنها تتضاعف كلما تأخر التشخيص، وتزيد معه معاناة العائلات.وتؤكد الدكتورة سمية الراشدي من مصلحة الأمراض النفسية والمتنكسة، التابعة لمديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة المغربية، ان وزارة الصحة تملك استراتيجية تعتبر فيها مرض الزهايمر ضمن "اولويات الصحة العمومية".ومن أولويات هذه الاستراتيجية الحديثة جدا، تكوين أطباء مختصين وإدماج فصول حول صحة الأشخاص المسنين في جامعات الطب، وتوفير الظروف الاستشفائية الملائمة لمرافقة مرضى الزهايمر، ومساعدة عائلات المرضى.ويعد الزهايمر من بين أكثر 20 مرضا مسببا للعجز عبر العالم الى جانب الاكتئاب وارتفاع الضغط، ويصيب خلايا الدماغ مسببا النسيان في مرحلة اولى قبل ان يؤثر على القدرة على الكلام، التعرف على الأشخاص والأمكنة، ليفقد المريض استقلاليته بشكل كلي. ويشكل 70% من حالات الخرف.واشارت الجامعة الدولية للزهايمر، في اخر تقاريرها الصادر في ابريل 2012، الى ان عدد المصابين بلغ 35,6 مليون شخص عبر العالم، متوقعة ان تتضاعف هذه النسبة ثلاث مرات بحلول 2050.ويواكب تضاعف اعداد المصابين، ارتفاع تكاليف علاجهم بأكثر من 604 مليارات دولار، بينما حذرت منظمة الصحة العالمية الدول العربية من تفشي هذا المرض لديها، داعية الى اتخاذ إجراءات طبية احتياطية للحيلولة دون الإصابة به.