خلد العالم أمس (السبت) اليوم العالمي لمرض الخرف المعروف ب"الزهايمر"، الذي يعاني منه أزيد من 35 مليون شخص عبر أرجاء المعمور 100 ألف منهم في بلادنا وفق آخر تقرير أصدرته "الجامعة الدولية للزهايمر" في أبريل 2012، ويشكل تخليد هذا اليوم مناسبة للتحسيس بمعاناة هذه الشريحة الاجتماعية وذويهم وبالمجهودات المبذولة لدعمهم في مواجهة مرض مزمن تساهم عوامل متعددة في انتشاره بوتيرة متزايد خلال السنوات الأخيرة مما يستدعي تعبئة جماعية لمجابهته. كما يمثل تخليد يوم عالمي لمرض "الألزايمر" فرصة سانحة للسلطات الصحية وفعليات المجتمع المدني المعنية وأسر المرضى في بلادنا، لاستعراض معاناة هذه الشريحة الاجتماعية والنفسية والمادية مع المرض، إذ يشتكى ذوو المصابين من فقدان هؤلاء القدرة كليا أو جزئيا على تذكر الأشخاص والأماكن وممارسة أبسط الأنشطة اليومية، فهم لا تقوون على المشي أو تناول الطعام أو الذهاب إلى المرحاض بمفردهم، فضلا عن حالات الخوف الشديد والتيه التي تنتابهم على فترات، معاناة تشتد حدتها مع غياب مراكز متخصصة لاستقبال المصابين بهذا النوع من الأمراض وغلاء تكاليف علاجه في بلادنا. في هذا الصدد، يعتبر محمد نعيم رئيس جمعية "مغرب للزهايمر"، أن "من أوجه المعاناة التي يواجهها مرضى "الزهايمر" وذووهم التي تسجلها الجمعية من خلال أغلب الحالات والدراسات، انعدام مراكز لاستقبال هؤلاء المرضى زيادة على غلاء تكلفة الأدوية التي تصل كلفتها إلى أزيد من 1200 درهم لكل مريض شهريا، وهو ما لا تقوى عليه أغلب الأسر في ظل الوضعية الاقتصادية والاجتماعية في المغرب، ما يتطلب تفكيرا جديا في سُبل مساعدة هؤلاء ودعمهم النفسي والاجتماعي في التصدي للمرض". من جهته، يرى محمد أوعدي رئيس "الجمعية المغربية للزهايمر والأمراض المشابهة" أن الإحصائيات المتعلقة بالمغرب تعتمد على تقديرات الجامعة الدولية لمرض الزهايمر، "في وقت لا نحصل فيه على خدمات كالاستماع للمرضى وتبادل المعلومات وعرض الحالات على اختصاصيين". وتشير تقديرات "الجامعة الدولية" أن عدد المصابين ب"الزهايمر"، بلغ سنة 2010 في المغرب 99 ألف مصاب، ويحتمل أن يصل عددهم إلى 524 ألف بحلول 2050"، وأضاف أوعدي أن "الأعداد الحقيقية لهؤلاء تفوق تلك المعلنة بثلاث أو أربع مرات، لأن الكثير أسر المرضى أو المرضى أنفسهم يخفون المرض بسبب ثقافة الحياء وعادات المجتمع المستهزئة من المصابين". وضعية تعلق عليها الدكتورة المتخصصة في أمراض الدماغ والأعصاب أمينة حجاج بالقول إن "هناك ما يفوق 24 مليون مصاب ب"الزهايمر" في العالم وتشير إحصاءات إلى أن هذا العدد سيتضاعف بأربع مرات مع مستهل سنة 2050 ما يعني أن نسب الإصابة ماضية في التطور مع الوقت، وللأسف الشديد ليس هناك إلى حد الآن علاج يشفي من المرض، والأدوية المتوفرة في العالم بأسره هي أدوية _على غلائها_ تنقص من حدة أعراض ليس إلا". ويعد "الزهايمر" من بين أكثر 20 مرضا مسببا للعجز في العالم، بإصابته لخلايا الدماغ مسببا النسيان في مرحلة أولى قبل أن يؤثر على القدرة على الكلام والتعرف على الأشخاص والأمكنة، ليفقد المريض استقلاليته بشكل كلي. وكان المغرب قد استقبل خلال شهر أبريل الماضي بمراكش، مؤتمرا دوليا حول "الزهايمر"، تدارس المشاركون فيه الإشكاليات التي يطرحها مرض الخرف في المنطقة، وخلصوا إلى عدة توصيات من أهمها الدعوة إلى إنشاء مركز دولي مخصص لمرضى "الزهايمر" بالمدينة، يقدم الدعم والمساندة النفسية والاجتماعية للمرضى ودويهم في مواجهة هذا المرض البغيض.