يوميات حملة انتخابية 6 اليوم السادس إلى حدود اليوم السادس من الحملة الانتخابية لاستحقاقات 25 نونبر المقبل ما زال الترقب هو سيد الموقف، والخوف يسيطر على جل وكلاء اللوائح، فلا أحد منهم يجرؤ على الاتصال المباشر بالناخبين ليشرح لهم برنامجه الانتخابي، وإنما يكتفون بتجنيد العشرات من الموزعين ليقفوا بأبواب الدكاكين الانتخابية، أو ليجوبوا شوارع المدينة مخلفين وراءهم الآلاف من النفايات الورقية، ولا سيما بشارع محمد الخامس وساحة مولاي المهدي (توزيع يومي للائحتي الميزان والكتاب) الشيء الذي دفع بالسلطات المحلية إلى تشغيل عدد كبير من الأيدي العاملة التابعة للإنعاش الوطني من أجل جمع هذه المخلفات، وغسل الشارع المستهدف، وهي البادرة التي خلفت ارتياحا في صفوف المواطنين. إن اليقظة والحزم اللذين يبديهما والي تطوان السيد محمد اليعقوبي في تدبير الملف الانتخابي، يستحق التنويه، لا سيما بعدما أوقف عون السلطة التابع لمقاطعة المدينة العتيقة، وأعطى تعليماته لرجال السلطة من أجل معالجة ظاهرة تعليق المنشورات الدعائية في غير الأماكن المخصصة لها، وكذا إقفال جميع الدكاكين غير المرخصة، والأكشاك التي تستخدم في الدعاية الانتخابية، فتم القضاء على هذه الأخيرة بصفة نهائية، فيما تم إقفال خمسة مكاتب انتخابية تابعة للائحة "الحمامة" ودكانين تابعين لحزب "الوردة" ومكتب واحد تابع لحزب المصباح. كما بدأت الملصقات العشوائية تختفي تدريجيا من بعض الأحياء،ولكنها عادت لتبرز من جديد وبحدة، في المدينة العتيقة، ولا سيما في الممر التجاري الرابط ما بين باب العقلة وباب الرواح مرورا بالمصدع والساقية الفوقية، بل حتى صناديق السمك كانت تلصق علبيها الصور الدعائية للمرشحين، مما أثار اشمئزار المواطنين، مما يدعو السلطات المحلية إلى التحلي بالمزيد من اليقظة بخصوص هذه المسألة، خاصة وأن اللائحة المعلومة قد قامت بنشر حبل غسيلها الانتخابي بالقرب من مستشفى الأمراض العقلية، وإلى جانبه العلم الوطني. وعلى هامش محاربة السلطة المحلية لظاهرة الملصقات العشوائية، وقع مساء هذا اليوم اصطدام ما بين أحد المكلفين بالحملة الانتخابية للائحة "الحمامة" وقائد مقاطعة المصلى، الشيء الذي نتج عنه حضور الشرطة القضائية لعين المكان، وتم استدعاء وكيل اللائحة لاستجوابه، وقد انتهت هذه الحادثة إبعاد المتسبب في هذا الشجار عن المكان الذي كان يشغله كمدير للحملة الانتخابية الخاصة بحي الطويلع. باستثناء هذا الحدث مرت الحملة الانتخابية خلال هذا اليوم وفق روتينها اليومي الاعتيادي، وإن كانت لائحة "المصباح" عازمة على كسر هذا الروتين، حيث أعلنت عن تنظيم مهرجانها الخطابي الثاني خلال بداية الأسبوع المقبل، سيترأسه الرباح. تجدر الإشارة، أنني قد تلقيت العديد من الرسائل التي تستفسرني عن اللوائح المؤهلة للفوز بالمقاعد الخمسة، وبخصوص هذا الأمر أعلن بأنني غير مؤهل للقيام بهذه العملية، من جهة، ومن جهة أخرى، إذا غامرت بذلك، فإنه قد يفسر بأنه انحياز لجهة معينة، ومعاداة لجهة أخرى، أو قد يفهم منه أنه يهدف إلى توجيه الناخبين توجيها خاطئا، الشيء الذي قد يتعارض مع المقتضيات المنصوص عليها في مدونة الانتخابات. إننا نطمح أن نعيد المصداقية للعمل السياسي، وأن تمر هذه الانتخابات في جو من النزاهة والشفافية، ولحد الآن أبان السيد الوالي عن حياده الإيجابي في تدبيره لهذا الملف الشائك، فيما تبقى الحملات الانتخابية بعيدا عما كان مؤملا منها، خاصة تأتي مباشرة بعد المتغيرات التي عرفها المغرب بعد إقرار دستوره الجديد، الذي من بين أهم مستجداته تقوية مؤسستي الحكومة والبرلمان. سليمان الخشين لتطوان نيوز