يوميات حملة انتخابية 5 اليوم الخامس اليوم الخامس من الحملة الانتخابية كان حافلا بالمفاجآت، أولى هذه المفاجآت؛ هو اختفاء ملصقات وزارة الداخلية التي تدعو المواطنين للمشاركة في التصويت خلال استحقاقات 25 نونبر المقبل، من الجدران، وتم استبدالها بلافتات كبيرة تدعو لنفس الغرض، تم تعليقها بالساحات الرئيسية للمدينة، وهي مسألة تحسب لفائدة السلطات المحلية التي تداركت الخطأ الذي قام به بعض القياد، بسرعة ونجاعة، مما يؤكد أن والي تطوان يشرف على مراقبة العملية الانتخابية بصرامة شديدة. هذه الصرامة بدأت معالمها تتضح بجلاء من خلال تضييق الخناق على مستعملي المال الحرام، حيث بادر إلى توقيف عون سلطة بالمدينة العتيقة (س ح) الذي تم ضبطه يقوم بحملة دعائية لفائدة اللائحة التي تقودها "الشخصية البارزة". إلا أن هذه الصرامة يجب أن تمتد كذلك لتحد من خروقات العديد من اللوائح الانتخابية، كانت أكثرها حدة لائحة "الحمامة" التي أغرقت جدران المنازل بملصقاتها في تحد سافر للمقتضيات القانونية المسموح بها خلال الحملات الانتخابية، والتي يجب عدم وضعها خارج الأماكن المخصصة لها. بل إن أحد الدكاكين بحي بوجراح قام بإقحام عبارة "الدين الإسلامي" وسط صور "الطالبي ومن معه"، وخرج الأمر من حدود الدكاكين ليمتد إلى أكشاك بيع الحلوى الذي وضع أحدها بشارع عبد الكريم الخطابي، إعلانا وسط المنشورات الدعائية الملصقة على الجدار يقول : "مع الطالبي كلشي في أمان الله" . إن كثرة الدكاكين الانتخابية التي يتم استعمالها تطرح أكثر من علامة استفهام، حيث لوحظ إن لائحة معينة تكتري أكثر من ثلاثة محال تجارة داخل الحي نفسه، بل وفي الشارع نفسه، وهذه الدكاكين لا يقوم المشرفون عليها بأي عمل بعد ملء المحل بالملصقات من الداخل والخارج، ثم الانتقال مد أحبال، على شكل "حبل نشر الغسيل" تعلق عليها المنشورات الدعائية وسط الطرقات العمومية، وهي كلها أعمال لا يسمح بها القانون، والتالي تصبح هذه العملية بمثابة ستار لشراء أصوات العاملين بهذه المحال، تحت غطاء قانوني، وهو القيام بالحملة الانتخابية، بل إن العديد من هذه الذكاكين، اتضح بأنه قد تم افتتاحه بدون ترخيص مسبق من السلطات المحلية، ومن ثم يجب مواجهة هذه المسألة بنوع من الصرامة، لضمان المزيد من النزاهة الانتخابية، ولضمان تكافؤ الفرص ما بين المرشحين. إلى جانب الخروقات المذكورة، فإن مدينة تطوان عرفت خلال هذا اليوم حملة مشابهة للحملات الانتخابية التي تتم بالبوادي، حيث جابت حافلات تابعة لحزب "الكتاب" شوارع مدينة تطوان، وترمي منشوراتها فوق الطرقات العمومية. المفاجأة الثانية؛ تتمثل في مغادرة ما أصبح يطلق عليهه G9 أي الأعضاء المنشقون عن حزب الأحرار في اتجاه مدينة مراكش، مباشرة بعد الاتفاق الذي وقع مع وكيل لائحة "الحمامة" والقاضي بمساندته في الحملة الانتخابية، مما أنعاش آمال "الأحرار" ورفع من معنوياتهم، إلا أن هذا الهروب المفاجئ من شأنه أن يهدد بعودة هذه الأخيرة إلى "غرفة الإنعاش". لقد وصلت الحملة الانتخابية إلى يومها الخامس،ولا زال وكلاء اللوائح غير قادرين على طرح برامجهم الانتخابية، والتواصل مع الناخبين بطريقة حضارية، بل حتى التحركات التي يقوم بها وكلاء اللوائح نحو بعض الأحياء لإقناع ساكنتها بالتصويت عليهم، لا تتعدى الوعود بإنجاز برامج تجهيزية لا تدخل في نطاق اختصاص البرلماني، من قبيل صيانة وشق الطرق العمومية وبناء المساجد والمناطق الخضراء...كما يتم اللجوء إلى أساليب خسيسة لاستقطاب بعض الشباب العاطل عن العمل بتقديم الوهمية بتشغيلهم. لقد أصبحت الحملات الانتخابية بتطوان أشبه بالحملات التي تقام في الأسواق الأسبوعية بالبوادي، ولا غرابة في ذلك، فعظم وكلاء اللوائح من العالم القروي. سليمان الخشين.