يوميات حملة انتخابية 4 اليوم الرابع إذا كان اليوم الثالث للحملة الانتخابية قد تميز بالحضور اللافت لحزب العدالة والتنمية، فإن اليوم الرابع قد تميز بالحضور القوي لملصقات وزارة الداخلية التي تدعو الناخبين للمشاركة المكثفة في اقتراع 25 نونبر المقبل من أجل المساهمة في "مغرب التغيير" ويأتي ذلك عقب ما لمسته الجهات المعنية، أن المشاركة في هذه الانتخابات ستسجل أدنى مستويات لها. خاصة وأن الأحزاب لم تساهم من خلال الأسماء المرشحة في تكريس الخطاب الرسمي للدولة الذي يرمي إلى "تجديد النخب" والرقي بالعمل السياسي، من أجل إفراز نخب سياسية فاعلة تتحمل مسؤولياتها بكل شجاعة، نخب لها تصور استراتيجي للتنمية، وفي نفس الوقت غير ملوثة بماض أسود، ولكن "لمن تقرأ زبورك يا داود". الهفوة التي ارتكبتها السلطات المحلية أثناء هذه الحملة التحسيسية، هو عدم احترام المقتضيات القانونية المنصوص عليها في مدونة الانتخابات، والتي تمنع وضع الملصقات الدعائية في غير الأماكن المخصصة لها، وذلك عن طريق إلصاقها في الجدران وواجهات بعض المحلات التجارية. لقد كان على السلطات المحلية أن تكون قدوة في هذا المجال حتى لا تترك "الحبل على الغارب" للأحزاب المتنافسة من أجل تعليق ملصقاتها بنفس الطريقة المخالفة للقانون، وهو الأمر الذي بدأ يطفو على السطح تدريجيا من خلال إلصاق المنشورات الانتخابية بواجهات العمارات والمحلات التجارية، ويمكن أن يتطور الأمر نحو الجدران. اليوم الرابع من الحملة الانتخابية تميز بالنزول المكثف للائحة "الحمامة"، حيث تمكن وكيلها من إعادة الروح إليها، بعد أن استطاع إقناع بعض الأعضاء الذين انشقوا عنه بالعودة لمساندة لائحته، كما تمكن من استقطاب أغلب المنسحبين من الحزب العمالي (جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان) كما لوحظ انتشار مكثف للدكاكين الانتخابية بمعظم الأحياء، وتجنيد العشرات من المكلفين بتوزيع المنشورات الانتخابية، كما نزل وكيل اللائحة بنفسه ليقوم بجولة في بعض الأحياء الهامشية مثل المطار، وحجار العروسة. لتنطلق الحملة بالنسبة "للأحرار" بشكلها الطبيعي المعتاد عليه، وإن كان هؤلاء قد قرروا عدم المغامرة بتنظيم تجمع خطابي إلا في الأيام الأخيرة من الحملة. تميز هذا اليوم كذلك، بالنشاط الذي عقدته الفدرالية الديمقراطية للشغل (الجناح النقابي للاتحاد الاشتراكي) الذي حضره الكاتب العام للنقابة ذ. عبد الرحمن العزوزي، الذي دعا جميع المنضوين تحت لواء هذه المنظمة من أجل التعبئة لإنجاح هذه المعركة الانتخابية عن طريق مساندة الأحزاب التقدمية والديمقراطية، والمشاركة المكثفة في عملية التصويت، من أجل قطع الطريق على سماسرة الانتخابات وأصحاب الأموال الحرام. إلى جانب ذلك اختار وكيل لائحة "السنبلة" محمد أحجام أن يكون أول ظهور له عبر شاشات التلفزيون، حيث حل ضيفا على إحدى القنوات المغربية ليشرح للناخبين البرنامج الانتخابي لحزب الحركة الشعبية. في الوقت الذي لم يلاحظ فيه أي حضور للائحته سواء من خلال المنشورات أو تنظيم لقاءات مباشرة مع الناخبين. من جهة أخرى بدأ الرأي العام يتساءل عن الإجراءات التي ستقوم بها الجهات الوصية على مراقبة نزاهة العملية الانتخابية، خاصة أمام الظهور المكثف لاستعمال المال الملاحظ من خلال كراء عدد كبير من الدكاكين وتجنيد المئات من موزعي المنشورات، واستخدام العشرات من السيارات، والتي تفوق ميزانيتها السقف المسموح به قانونا. على الجهات المعنية أن تكون يقظة وتنخرط بكل مسؤولية في هذا العهد الجديد، من أجل اتخاذ كافة التدابير التي من شأنها عدم الإخلال بسلامة الانتخابات، حتى يحس المواطنون بأنهم مقبلون فعلا نحو "مغرب التغيير" بالرغم من أن بعض الوجوه المرشحة لا تبشر بذلك. سليمان الخشين