يوميات حملة انتخابية اليوم الثاني: تميز اليوم الثاني للحملة الانتخابية الخاصة بالاستحقاقات التشريعية ليوم 25 نونبر المقبل بنفس البرود الذي ميز اليوم الأول، فباستثناء بعض المنشورات التي وزعها كل من حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والعدالة والتنمية والمؤتمر الوطني الاتحادي، فإن باقي الأحزاب كانت غائبة بصفة كلية عن الساحة الانتخابية، وربما يعزى ذلك إلى أن مقرات الأحزاب ما زالت تعرف اجتماعات ماراطونية للإعداد للحملة الانتخابية، وتوزيع الأدوار ما بين المناضلين، خاصة وأن المطابع لم تفرج بعد كافة المطبوعات المطلوبة. وبالمقابل استقبل وكلاء اللوائح الانتخابية العشرات من سماسرة الانتخابات، الذين يعرضون خدماتهم مقابل مبالغ مالية متفاوتة، منتظرين المرشح الذي سيمنح السعر الأعلى، وربما يجدون ضالتهم في عدد كبير منهم ليأخذوا منهم أموالهم، وبعدها يغيبون عن الأنظار إلى أن تضع الانتخابات أوزارها. من جهة أخرى بدأت تطفو على السطح بعض الدكاكين الانتخابية بمجموعة من الأحياء، ولا سيما الهامشية التي تشكل مركزا لتفريق المنشورات الانتخابية على الناخبين، والتي أصبحت من التقاليد الانتخابية الواجب التقيد بها، ولا سيما من طرف وكلاء اللوائح الذين أنعم الله عليهم بالمال الوفير، لذا لا غرابة إذا وجدنا أول من اقتحم هذا المجال هو مرشح حزب التقدم والاشتراكية العربي أحنين، وغالبا ما سيحذو حذوه في الأيام القريبة القادمة معظم المرشحين. وكان التواصل غير المباشر – الذي أشرنا إليه في مقال أمس – يتمثل في الندوة الصحفية التي عقدها محمد كركب مرشح المؤتمر الوطني الاتحادي، والتي تمت في ساعة متأخرة من مساء أمس، والتي أعرب فيها هذا الأخير أن دخوله غمار هذه الانتخابات هو بمثابة رد فعل على التهميش والظلم الذي يمارسه معظم رؤساء الجماعات المحلية على موظفيهم الجماعيين، معتبرا أن رأسماله الوحيد هو تفانيه في عمله، وأن هذا التفاني سيستمر في قبة البرلمان، - في حالة نجاحه طبعا – من موقع المعارضة لأن حزبه لا حظ له في التسيير الحكومي مع الأحزاب التقليدية الحالية، داعيا السلطة المحلية إلى القيام بدورها في ردع كل مرشح يستعمل الأموال الحرام لشراء الذمم، وداعيا المواطنين إلى مقاطعة هؤلاء، والتعبئة ضد كل من يتاجر بآمال وأحلام المواطنين البسطاء. إلى جانب ذلك عرفت مجموعة من الأحياء الشعبية نشاطا ملحوظا في تعبئة الناخبين المؤثرين في الساكنة، ولعل الأحزاب الأكثر حضور في الساحة لحد الآن، تتمثل في حزبي العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حيث من المنتظر أن يفوزا بالمراتب الأولى خلال الاستحقاقات المقبلة، إذا لم تحدث مفاجآت غير متوقعة، والتي سنتابعها من هذا المنبر بكل حياد وشفافية. سليمان الخشين لتطوان نيوز