كراسي الجنائز المغربية مصطفة أمام الباب ..عدد هام من النسوة وما يعادلهم رجالا يقفون مع أفراد العائلة في هذه اللحظات الصعبة لفراق أم. الذي لا يعرف مرتيل يعتقد للوهلة الأولى انها جنازة عادية ..عادية اقصد من حيث نفس الديانة ،الى ان يتبين انها لابنة مرتين المحبوبة السيدة " أنيتا " ( ana escarsena lopez)زوجة الصديق المعمر بيدرو PEDROومن لا يعرفه ..وهم الإسبان المسيحيون الذين ولدوا هنا ورفضوا العودة إلى اسبانيا بعد الاستقلال ...ولم يكن لهم أن يرحلوا من أرضهم فهم مرتيليون قبل وبعد كل شيء ... الراحلة انيتا سيدة تحظى باحترام الكل في هذه المدينة الشمالية الممتدة في عبق التاريخ ...تجلس عادة بعتبة بيتها (الذي لا يزال محافظا على صورته وبنائه المعماري دي الطابق الأرضي فقط رغم أن الكل أصبح عمارات شاهقة محاطة به من كل الجهات..) وبصوتها الحنون ترد على التحيات وتتجادف أطراف الحديث مع اهل المدينة .مرارا كنت اقف إليها .تعجبني لكنتها الاسبانية اسالها عن حالتها وعن أخبارها وعن أبنائها أصدقائنا. وبصوت ملؤه الحنان تتحدث الي والى نسوة مرتيل ورجالاتها.. كمرتيلية محبوبة و خالصة حافظت الراحلة أنيتا على عادات السؤال وتبين حالات اهل المدينة كانت تواظب السؤال عن فلانة وعن فلان وعن صحتهم وكانت تعزي في أمواتهم .. لذلك لم يكن غريبا علينا ،نحن أبناء مرتين من الجيل الذي جاء بعد عقدها ، أن يشهد جنازتها البارحة حشد كبير من اهل مرتيل وخارجها.مسلمون ومسيحيون.. وقفوا في هده اللحظات الحرجة الى جوار زوجها وأبنائها وابنتها وأحفادها ومشوا في موكبها حتى مقر المقبرة المسيحية عند مدخل مرتين (وهي معلمة تاريخية أخرى تقف صامدة ضد هول التخريب العمراني بالمدينة ). وعندما وقف القسيس يتلو في المقبرة .رأيت في عينيه داك الإحساس بأن الراحلة أنيتا كانت محبوبة و شكلت جزءا من تاريخ مدينتنا لذلك قال للحشد عند نهاية المراسيم .(بحبكم لها صفقوا جميعا)وهكذا كان ... البارحة رحلت "أنيتا"ومع رحيلها تفقد مرتين RIO MARTIN ركيزة أخرى من معالمها وانسانة بصمت جزءا من تاريخها .واكيد أن موتها لا يعني نسيانها .ابدا .وكلما مررت كعادتي كل صباح أمام منزلها ساسترق النظرة لاقول لها : Buenos dias doña ANITA. Que Tal hoy. تعازينا الصادقة لكل العائلة ولمرتين.