ظهرت ، مؤخرا، بمدينة سوق أربعاء الغرب، حركة غير عادية أمام العديد من المحلات، حيث يقوم أصحابها بعمليات تدعيم الأبواب واستبدال الأقفال بأخرى أقوى، أو زيادة عددها، وإضافة أبواب أو أعمدة حديدية. فلا حديث هاته الأيام سوى عن العصابة التي اقتحمت أزيد من ستة محلات تجارية واقترفت سرقات ثقيلة في حق تجار وباعة صغار بالكاد يحصّلون كفاف يومهم، وهناك من لا يزال يسدد أقساط القرض الذي موّل به مشروعه الصغير بهذه المدينة. أزيد من خمسة لصوص محترفين زرعوا الرعب خلال أقل من شهر بمدينة سوق الأربعاء بعدما سطوا على ما يفوق ستة محلات مدججين بعتاد وآليات (مثقب كهربائي مثلا) مما جعل الأبواب والأقفال لا تصمد أمامهم إلاّ للحظات، حتى أنهم نفذوا أزيد من سرقة بنفس الأسلوب في الليلة الواحدة وفي أماكن متفرقة، كما هو الحال بالنسبة لمحل تموين الحفلات ومحل بيع وفك شفرات الهواتف على مستوى شارع الشهيد محمد الراشدي وشارع عبد المومن بن علي، كما أفاد بعض الضحايا، وهو الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول ظروف وملابسات السرقات في علاقة بالسؤال الأمني، وأيضا بالحراس الليليين وغياب الإنارة داخل مجال حضري حيوي وآهل بالساكنة والحركة التجارية. «الاتحاد الاشتراكي» تنقلت بين المحلات التجارية التي تعرضت لعمليات السطو، وعاينت بعض آثار الاقتحامات كما أنصتت للمتضررين في هذه الوقائع الغريبة لمدينة يزيد عدد سكانها على 80 ألف نسمة. آخر محاولة سرقة نفذتها هاته العصابة الخطيرة كانت لمحل (كشك) قرب بلدية المدينة على مستوى الشارع الرئيسي الواقع في الطريق الوطنية رقم 1، حيث صرح لنا صاحبه أنه اكتشف صباح يوم الثلاثاء 5 فبراير 2013 آثار محاولة الاقتحام من خلال استعمال مثقب كهربائي (شينيور)، غير أنّ الألطاف الإلهية كانت حاضرة ليلتها وأنقذت المحل من أيدي العصابة، كما أوضح للجريدة صاحب المحل. (أ.م) صاحب محل لبيع الهواتف النقالة ولوازمها وفك شفراتها بشارع الشهيد محمد الراشدي، يحكي للاتحاد الاشتراكي بحرقة والدموع تحتقن في حدقتيه، كيف اكتشف أصحاب محلات مجاورة له آثار الاقتحام والسرقة، وأخبروه ليأتي على وجه السرعة، ويعاين بألم ضياع رزقه على يد عصابة متخصصة تظافرت عدة عوامل لتجعلها تطلق أياديها في أموال عباد الله من سكان هذه المدينة المهمشة والمهملة. (أ.م) قدّر إجماليا قيمة ما فقده من بضاعة ولوازم عمل ب 70 ألف درهم تقريبا موزعة بين هواتف نقالة من الطراز الرفيع (آخر صيحات الآيفون والسامسونغ كالاكسي وذواكر الهاتف والبطاقات الأم ومعدات فكّ الشفرات وغيرها) بل حتى وثائقه لم تسلم من السرقة، وهذه «المصيبة» كما سماها (أ.م) جعلته يفكر جديا في مغادرة المدينة غير المأمونة يقول: «كنت تنفكر من قبل باش نبيع هاد المحل ونهاجر واخا غي لوزان، ما بقا ما يعجب هنا أخويا، دابا من بعد هاد المصيبة غادي نمشي بحالي، ما كاين أمن ما كاين إنارة ما كاين والو، غير الفوضى، الله ياخد الحقّ هادي عشرة أيام ملي بلغت على السرقة وجات الشرطة العلمية ودارو خدمتهم وما ردوا علينا ما كاين نتيجة». (أ.م) استنتج رفقة أصحاب المحلات بجواره من خلال الآثار الباقية على أن عملية السرقة والسطو تمت على مستوى عال من الاحترافية والتقنية، مما يطرح فرضية وجود عناصر من العصابة يمتهنون الحدادة، وهذا ما أكدته بعض المصادر المطلعة للجريدة، حيث أنّ رجال الأمن بالمدينة استطاعوا التعرف على هوية بعض أفرادها والذين غادروا السجن مؤخرا، كما نصبوا كمينا لأحدهم لكنه استطاع الهرب، وإلى حدود الساعة لا تزال العصابة بمنأى عن قبضة الأمن بالمدينة. (ر.ز) ممون حفلات بشارع عبد المومن بن علي، اكتشف آثار السرقة والسطو في نفس الليلة التي تم فيها اقتحام محل (أ.م)، وذلك على بعد أمتار قليلة بين المحلين عند مستوى تقاطع شارع الشهيد محمد الراشدي وشارع عبد المومن بن علي. وقد قدّر الضحية خسائره بما يناهز 40 ألف درهم ، ولم يسلم حتى هاتف المحل من السرقة و آنية طبخ (طنجرة) من الحجم الكبير. وقد رافقنا (ر.ز) عند ضحية آخر على متن سيارته متحدثا طوال الطريق بأسى واضح، وبين الفينة والأخرى يستوقفه أحدهم في الطريق مواسيا ومعربا عن أسفه ولعنته على الفاعلين، وقد صرح للجريدة أنه بصدد التنسيق مع الضحايا الآخرين لأجل تنظيم شكل احتجاجي بالمدينة تنديدا بالوضع الأمني . صاحب محل لبيع الهواتف النقالة ولوازمها رفض ذكر اسمه للجريدة، كما رفض التعاون أو الإعراب عن أي شيء، صرح لبعض مصادرنا أنّه فقد ما يزيد عن 70 هاتفا ما بين جديدة وأخرى قديمة أو معدّة للإصلاح. صيدلية المغرب الكبير بالمدينة بدورها لم تسلم من آليات وأيدي العصابة ، حيث تم اقتحامها في الساعات الأولى من يوم الجمعة 17 يناير 2013، مع العلم أن الشارع يتوفر على حارس ليلي دائم، ولم تتكبد صاحبة الصيدلة لحسن الحظ خسائر كثيرة ، حيث تم الاستيلاء على مبلغ 500 درهم وآلة حفظ النقود «la caisse ». وقد صرحت السيدة (ع) للاتحاد الاشتراكي أنّ صيدليتها تعرضت مرتين لهجوم من طرف منحرفين في حالة تخدير أو سكر واضحين، إلى درجة أنّ أحدهما هددها بمقصّ، وكاد الأمر يتطور إلى ما لا تحمد عقباه لولا ألطاف الله ! لئن اختلفت أماكن السرقات وقيمة المسروقات، وكذا ردود فعل الضحايا، فإنّ هؤلاء، وأيضا ساكنة سوق الأربعاء، يجمعون على غياب واضح للأمن ربما بسبب الخصاص المهول في الأطر الأمنية، لاسيما مع ساكنة تتجاوز 80 ألف نسمة، ومدينة تمتد على قطاعات مترامية مما يجعل عملية تغطيتها أمنيا، أو الوصول إليها في الوقت المناسب صعبة جدا إن لم نقل مستحيلة. هذا لا يمنع الساكنة من الاستبشار بالمفوضية التي توشك على الانطلاق بعدما وصلت أشغال بنائها وتهيئتها إلى النهاية، على الأقل تزرع قليلا من الطمأنينة والأمل في صدور السكان في انتظار انطلاقتها. القصة بدأت بالخبز.. و لم تنته بعد... انتفاضة الخبازين كانت الشرارة التي فضحت وكشفت عن عديد من بؤر التوتر والاحتقان داخل مدينة خميس الزمامرة .. البوليس أو جهاز الأمن الوطني «وافد جديد» على المنطقة الآخذة في تحول عمراني كثيف وملحوظ.. استبشر أهل الزمامرة بوصوله، هم الذين طالبوا و لسنوات طوال بتعزيز بنية الأمن درءا للتسيب وحفاظا على السكينة العامة للمجتمع المحلي هناك. لكن البوليس في الأسابيع الأخيرة صنع الحدث، ولم يرد بعض أفراده أن «يأكلوا الخبز».. ويدعوا الأمور تمر بسلام.. فكان الذي كان... انتفاضة الخبازين .. ظهيرة يوم جمعة من أيام الله العادية ، جاء بعض عناصر البوليس إلى سوق شطيبة التاريخي في المنطقة، والذي يعرفه المغاربة الذين توقف بهم «الكار» ذات سفر وسط الخميس.. وقف هؤلاء وكل قصدهم إزاحة عربات الخبازين من وسط ورش قيل إنه توسعة للطريق الوطنية.. رفض الباعة الانصياع ل «الأوامر».. و تشبثوا بمكان يعتبرونه جزءا منهم و عاشوا فيه لعقود، يأكلون الخبز من بيع الخبز.. رئيس جمعيتهم و أمام اشتداد اللغط والاحتجاج، تدخل لإفهام «الوفد الأمني» أن الأمر يتعلق بأرزاق عوائل و بحق مكتسب لا يمكن مسحه بجرة قرار إداري هكذا.. لكن الحسين المسكين وجد نفسه فجأة في الصطافيط، و ترحيل على الكوميسارية، و هناك استدعي القاموس القديم الممهور بالعنف والشتم السليط و الإهانات الحاطة من الكرامة.. عندما علمت الفعاليات المحلية من سياسيين وحقوقيين ونقابيين بما وقع للخبازين ورئيسهم.. ارتفع «ضغط الدم» في الجسد المحلي.. طالب الجميع بإطلاق سراح المعتقل. وتطور الأمر إلى إضراب عن عجن الخبز وبيعه.. وهكذا عاشت دكالة وأسواقها أزمة خبز حقيقية طيلة ثلاثة أيام، فقط لأن رجال الأمن والبلدية.. اختاروا العنف بدل مقاربة الحوار والتوافق واحترام آدمية الناس. «الاتحاد الاشتراكي» نزلت إلى الزمامرة، وإلى سوق شطيبة، استفسرت ، اقتربت من عمق المشكل، أنصتت إلى الخبازين و الباعة، التقت أقدم بائعة خبز هناك، حيث يشهد الكل أنهم فتحوا أعينهم على تلك المرأة وهي تقتعد كرسيا و أمامها «وصلة» خبز.. مي الباتول التي تحدثت إلينا بكثير من الوثوقية والتحدي والبساطة أيضا.. تعرف ماذا تريد و ما تقول.. «شوف أسيدي أنا هاذ الحرفة خدمت فيها عندي 12 عام، ودابا في عمري 80، هذاك لي داه البوليس ولد اختي ومشيت نقلب عليه وبغيت نعرف علاش داوه، لي غوت على حقو يشدوه، هاذ البلاصة ديالنا كنعيشو فيها وعايشين معانا طون ديال البشر ، البلدية تلقى حل...» لقد أصبحت أربعون ألف خبزة في مهب الريح، وحركة غير محسوبة جوعت الناس هناك، و النتيجة لاشيء.. القاعدة المعروفة تقول .. مُسُّوا الناس في أي شيء إلا في خبزهم ...!! قطار الحياة .. جولة الجريدة قادتنا إلى التعرف و الوقوف على المشاكل الحقيقية التي تصنعها البلدية و من يحتكر كرسي المسؤولية داخلها، إذا أصخت السمع إلى المواطنين و التجار، كل تشكياتهم تصب ضد رئيس المجلس المستشار البرلماني ومصالحه التي تتعارض كلية مع مصالح الساكنة و مستقبل المدينة. «قطار الحياة» قصة تستحق أن تحكى، صف طويل عريض يوجد في قلب المدينة وبالقرب من سوق شطيبة المذكور، فيه تجمع كل الحرفيين والتجار، يعيش وسط فوضى حقيقية، أوساخ في كل مكان.. 167 دكانا بنيت على أرض يعود رسمها العقاري إلى الأملاك المخزنية، وتستخلص البلدية واجبات الكراء والتضريب، فجأة أصبح كل هؤلاء مطالبين بالرحيل أو الترحيل.. فقط لأن مؤسسة العمران حازت الأرض وأطلقت تجزئة.. وعلى هؤلاء أن يبحثوا عن مكان يأوي تجارتهم.. فالعقار و الطريق أفضل للبلدية من عشرات الأسر المهددة بالتشريد . المجلس البلدي دائما يوجد على خط التوتر في كل ملف ملتهب، و زيادة في الضغط أطلق الظلام عن طريق تعطيل الإنارة العمومية، في هذا السياق يقول أحد المتضررين والمعنيين بالترحيل.. «عليهم أن يجدوا لنا حلا في البلدية، لا يمكن للعمران أن تأتي لتستثمر ويتم توزيع البقع على بعض المستشارين، دون استشارة المهنيين و التجار و الحرفيين، حيث تم إقصاونا من الاستفادة من الواجهة التجارية للتجزئة، نطالب بإيفاد لجنة تقصي مركزية...» هذا المشكل العويص الذي يزداد التهابا كما وقفنا على ذلك ولاحظناه في أعين التجار والمعنيين.. تفهمه البلدية وتراه من زاوية واحدة ووحيدة. فاعل سياسي ملم ومطلع على هذا الملف.. أكد على ضرورة التعامل بروح العقل ومرونة مطلوبة تتجاوز الحسابات السياسية والهواجس الانتخابية.. وإلزامية الفصل بين المصلحة الشخصية التي تعني حماية الاستثمارات للوبي المتنفذ والمتحكم في دواليب التسيير الجماعي.. والمصلحة العامة التي يمثلها هؤلاء التجار المتشبثون بحقوقهم ودون التزحزح عنها قيد أنملة .. كما قيل للجريدة . جريمة بيئية ومنافع شخصية .. الزمامرة كلها مشاكل، أينما وليت وجهك، تصادفك الأفواه المفتوحة والتي لا تنتقد, وللأمانة وبكل موضوعية, سوى المجلس البلدي ورئيسه. وهنا لابد أن ينتبه كل زائر للجريمة البيئية والعدوان المستمر على أشجار الكالبتوس والحزام الأخضر التاريخي الذي يمنطق الزمامرة.. البلدية لا تقوم بالتشذيب. بل بالاجتثات، والسؤال.. لماذا تقطع الأشجار بهذه الطريقة الغريبة.. هل القضية تتعلق بإفراغ مساحات خضراء غير تابعة أولا للملك الجماعي، وتهيئ «النفس» لتحويلها في القادم من الزمن العقاري و التعميري إلى دجاجة تبيض ذهبا لن يأكله كما قال الكاتب الإقليمي للاتحاد الاشتراكي مسعود أبوزيد.. سوى من يعتبر العمل الجماعي «محلبة» تذر الخيرات و تحمي المصالح الشخصية . وعلى ذكر المنافع الذاتية .. الطريق الوطنية المارة وسط الزمامرة قرر رئيس المجلس أن تمر و تتم توسعتها بعيدا عن الحوانيت و الدكاكين العائدة للسلالة .. يجب أن أترك محطة أبي و دمي بعيدا.. وأهييء مربض سيارات قرب المشاريع التجارية ديالنا.. ولا بأس أن أمر في مسجد وأقتطع خلفيته وأطحن قافلة من الجزارين والمقاهي.. من أجل عيون الطريق الوطنية، ولا ضير أيضا إن طردت شعب الخبازين من هناك.. إن هذا وذاك.. في الحقيقة هو عمق المشكل.. وهذا أيضا ما يتحدث عنه الناس هناك . على خميس الزمامرة أن تنضبط للقرارات الجماعية .. و على السكان و النخب المحلية أن تحترم قرارات البلدية والسلام ...!! حسابات سياسوية .. بقية الكلام .. الذي يعضد ما ذهب إليه النابهون و المطلعون على خبايا الأمور، دار الثقافة التي كانت منارة و فضاء جميلا احتضن غير ما مرة لقاءات وعروض وندوات سياسية وفكرية، قطع عليها الضوء والماء، وبقيت معزولة مغلقة إلا من حارس يتيم .. فالمجلس لا يحب الثقافة التقدمية و لا يأبه للأصوات أو المواقف المخالفة له في الرأي وبجانبها مدرسة برتبة روض للأطفال يحتضن أبناء الطبقة المتوسطة يعاني هو الآخر ما تعانيه دار الثقافة.. لا ماء ولا كهرباء، لتبقى الزمامرة في وضعية معاقة بدون تجهيز ولا ملاعب ولا خزانات ولا مرافق تربوية و لا أنشطة رياضية تعمل على كبح الجنوح و الانحراف الذي يستأسد وسط الفراغ الذي يعمل على تأصيله أصحاب المؤسسات التمثيلية. الاتحاديون و الحزب لم يقفوا مكتوفي الأيدي، هم يصارعون ويفضحون ويتواجدون في مفاصل الحياة اليومية.. أصدروا بيانا عددوا فيه كل الأعطاب و الممارسات الانتخابوية المحكومة بخلفية ضيقة تروم تصفية الحسابات. في بيانهم تحدثوا عن الوضع الصحي ونقص في الطب المتخصص وأعطوا مثالا لمركز تصفية الدم لمرضى القصور الكلوي الذي بناه وجهزه ويمول تسييره أحد المحسنين، دون أن تتحرك الوزارة لتعيين طبيب متخصص في هذا المجال.. هكذا دون مبرر. استنكروا فرملة المشاريع السكنية للدولة (النصر، الحسنية، عمارات تجزئة القدس) لفائدة و مصلحة المضاربين العقاريين الوافدين الجدد الذين يستغلون تمثيليتهم لتحقيق أغراضهم على حساب المدينة . الاتحاديون أدانوا بشدة تبذير المال العام وهدر إمكانيات الجماعة والتلاعب في مشاريع غير منتجة و تافهة طالما تم التطبيل و التهريج لها في برنامج انتخابي تلاشى كالسراب . عبروا أيضا عن تقززهم من «تصحير» الزمامرة واجتثات وإبادة كل المغروسات و الأشجار.. كما حملوا السلطات المحلية مسؤولية ما يقع من تصرفات طائشة و مزاجية . بالمختصر .. هذا هو واقع الحال الذي من المحال أن يستمر كذلك .. زبونية ، حسابات سياسوية، انتصار للمصالح الشخصية ، تلاعب بإمكانيات المنطقة، استقواء بالنفوذ على النفوس الضعيفة ، هل هذا هو المغرب الجديد الذي تحدث ويتحدث عنه الوافد الجديد .. من رأى ليس كمن سمع.. وخميس الزمامرة توجد اليوم معلقة على مقصلة المصالح.. وسلطات الوصاية تقتعد مكان المتفرج... كان علي ، قبل أن أركب لمرافقتهم أن أتيقن من أن الزميل والمسؤول في حزب الاصالة، محمد المعزوز ينتظر أحدا ما لكي يقله الى حيث ستنطلق الجنازة.بعدها غادرنا الفندق، سلمنا أمرنا الى السيد محسن. عرفنا منه أنه يشتغل في المغرب، وبالضبط في قطاع الاتصالات، وأنه حضر الى تونس خصيصا من أجل جنازة الشهيد. قال إنه كان على علاقة به، وهو ما سيتبين لنا من بعد. وصلنا الى دار الثقافة، حيث كان المناضلون ينتظرون جثمان شكري بلعيد. في قاعة دار الثقافة كان المنسقون الوطنيون من مسؤولي حزب الاحرار الديموقراطي الموحد يلقون التعليمات على لجن التنظيم. دخلنا الى مكتب بسيط، حيث كان النقابيون والمسؤولون الحزبيون يستقبلون الوفود.قدمنا مرافقنا «"الرفاق من المغرب"، عانقنا الجميع. أول ما استرعى للانتباه هو أن الديمقراطيين التونسيين اختاروا نفس الشعار الذي اختاره الاتحاديون بعد اغتيال الشهيد عمر، عندما صرخوا في وجه القتلة، إذا اغتال المقتالون عمر ف «كلنا عمر». في تونس رددوا «كلنا شكري». ثم رافقنا الى حيث وضعت كراسي خشبية لمتابعة أطوار الاستعداد. كان الشباب، ذكورا واناثا ينصتون الى وصايا التنظيم في انضباط خاشع. لفت نظرنا أن سليم، المنسق الوطني للجنازة نبه الحاضرين من الشباب المنضبط " ما تجاوبوا على اللي يستفزكم، ما تتكلموش مع الصحافة الا بتعليمات.. تم تنظيم الشباب والشابات، على مربعات متكاملة. غادر المربع الاول والثاني وبقي المربع الثالث يحيط بالمنصة. كان ظاهرا أنها اعدت لاستقبال الجثمان وتقديم العزاء من الوفود السياسية والنقابية، الداخلية والخارجية التي ستحضر الجنازة. جلس بنشريفة وثريا وعبد ربه، في أقصى القاعة بمحاذاة المنصة. وبدأ المسؤولون والمسؤولات في الحزب يتوافدون. وأول ما يثير الانتباه الحضور القوي للمرأة التونسية في تنظيم الحزب والجبهة الشعبية التي اسسها الفقيد بلعيد.حضور قوي سيتكرس تواجده في التشييع، حيث كان نصف الحضور أو بالاحري الاغلبية الكبرى من النساء من كل الاعمار ومن كل الطبقات الشعبية، ولا سيما الطبقة الوسطى المتعلمة، بادية التحرر. اقترب منا مواطن تونسي، حليق اللحية، وقال«: حيث تجلسون، هنا كنت والشهيد نراجع دروسنا. هنا بالذات, وقد جئت من باريس لكي اجلس في هذا المكان ولكي أودع الفقيد». ثم اغرورقت عينيه بالدموع، وجلس على الأرض. أينما يممت وجهك ترى الدموع والرايات، ودرجة عليا على سلم رايشتر العاطفي. عناق ودموع وشعارات. رجال من كل الأعمار ورفاق الشهيد ورفيقاته. احساس بالشراكة في فاجعة كبرى. فجأة بدأت الشعارات مع وفد من قيادات الجهات. ارض، حرية كرامة وطنية- ارض, حرية كرامة وطنية. ثم تليه النشيد الوطني، إذا الشعب أراد الحياة. وكانت اللازمة، طبعا« غنوشي يا سفاح، يا قتال لرواح». وهنا ترتفع الحرارة وترتفع الاصوات اقوى اقوى، منددة ومتهمة بلا مواربة. بدأنا نسمع الزغاريد. وعرفنا وقتها أن الجثمان في طريقه الي منصة القاعة. تقدم للسلام علينا نائب الشهيد في قيادة الحزب، محمد جمور. قال إن المغاربة كانوا دوما في مواعيد تونس، وتذكر التعبئة الشعبية والتضامن الكبير عند اغتيال القائد النقابي فرحات حشاد، وكيف سال الدم المغربي تضامنا مع الدم التونسي. «وها نحن ، احفاد ابناء جيل المقاومة والاستقلال نلتقي مجددا باسم الدم المشترك والمصير المشترك».تقدمت القيادات النسائية ايضا والقيادات النقابية وهي تعانق بعضها ودموعها تسيل .. ولما وصلت الجنازة، ارتفعت الشعارات، وزادت حدة النحيب والتوهج. مناضل وخط الشيب شعره بدأ يصرخ ويبكي بشكل متميز ، حتى اضطر رفاقه الى اجباره على الجلوس. صعد المنصة من جديد وهو يبكي، ولما وصل الجثمان التحق به مناضلون كثر، جاء المحامون، زملاء الفقيد والقضاة بزيهم المهني، يعانقون زوجة الشهيد بسمة، ووالده، الذي ظل كما رأيته ليلة اليوم المنصرم. ثابتا في حزنه الصامت، يتلقى التعازي. غصت المنصة بالناس، اضطرت الاستاذة بسمة، الزوجة نعم ولكن المناضلة الى التدخل بصوت هادئ« يا احباء الشهيد ، اتركوا المنصة، وليبدأ النظام من الآن. من يحب الشهيد عليه أن يرسل رسالة الى الاعداء، بالرغم من حزننا فلن نعطيكم الفرصة لكي يشمتوا فينا، فنحن منظمون وحضاريون.» استجاب الجميع للتوجيه، وصعدنا ، ضمن الوفد لكي نعزي العائلة من جديد، تذكرنا الوالد، وحيى المغاربة اللي جاو يعزيوني فوليدي!! يبدو أن حزنه اعطاه وصفة دقيقة في الكلام، جملة واحدة في اليوم، وساعات طويلة من الالم الصامت. اضطر المنظمون الى جمع الوفود، بعد أن خرج الجثمان، وجد امام الباب سيارة عسكرية لتقله الى المقبرة. كان الرئيس منصف المرزوقي قد اعطى ليلة الخميس اوامره الى وزير الدفاع، لتنظيم جنازة وطنية. وكان في الامر رسالة واضحة الى أن الجيش يرفض الاغتيال وأنه يحمي الجنازة الوطنية لأحد اشرس المعارضين للحزب الذي يقود البلاد « -النهضة». عندما انطلق الوفد السياسي والنقابي، وخرجنا من باب قاعة الثقافة، كنا نعتقد بأننا سنكون في طليعة المشيعين واذا بانطلاقتنا تتوقف قرابة نصف ساعة من انطلاقها لأن الطريق كانت غاصة بالناس، كان على المنظمين أن يطلبوا منا ان نعود ادراجنا، لكي نلتف من طريق آخر، لكي نكون بالقرب من النعش المشيع. كان أحد المشيعين، بشارب يشبه شارب الليش فاليسا، النقابي البولوني الذي اسقط المعسكر الشرقي برمته، يصرخ«10 الاف مجرم في النهضة و10 مليون شكري». ودخلنا الموكب لنجد أن الطريق الوطنية رقم 1. التي سيسلكها الموكب، قبل أن يصل الى تقاطع شارع الحبيب بورقيبة الكبير، والذي يشق العاصمة مثل نهر من الاشجار والمصابيح، يفوق طولها ست كلمترات. كنا نسير في مسيرة عدد الناس فيها ست كلمترات! العشرات من الآلاف؟ ابدا، مئات الآلاف، ؟ بالمطلق، كان الذين يسيرون في الجنازة يفوق المليون. والذين يرافقونها من الشبابيك والاسطح وفوق الجسور، بالشعارات والزغاريد ( لا اله الا الله الشهيد حبيب الله )، بالمآت من الآلاف.. كل بناية، مرت بها الجنازة، كان سكانها، نساء ورجالا يهتفون ويرفعون شارات النصر ، أو يرافقون الشهيد الى أول منعطف قريب من السكن،، عندما بدأ المطر يتهاطل، لم يتغير شيء في الجنازة، من يملك مظلة ومن لا يملكها مثلنا ، بنشريفة وأنا. في خضم الموج البشري، كان المطر يبدو متساقطا فوق البحر. بحر من الناس يودع شكري بلعيد.لاحظت ظواهر عجيبة، نساء ، خمس أو ست أو أربع، يرددن شعارات بصوت هادئ، مثلما يكون الامر مع اغنية. واحدة تنبه رفيقاتها ( ولو الشعب يريد إسقاط النهضة، خاصهوم يطالبوا بمحاكمتها أولا..). ألتفت لكي أجد فتيات بارعات الجمال، يخلطن العربية والفرنسية ، بلكنة التونسيات المحببة. التزام حداثي حقيقي في كل شيء، طفلة ترفع صوتها عاليا (غنوشي قتال لرواح )، عائلات بكاملها خرجت الى الشارع ، بعضها يحمل لافتات مكتوبة على ورق مقوى أو على قطعة من كتان، اغلبها بالفرنسية. لا يبدو أن هناك من هم في حزب يساري راديكالي، لكن شكري بلعيد رسم لنفسه، منذ ايام معارضة زين العابدين بنعلي، صورة الخصم الشرس لكل اشكال الاستبداد، لكن بالمقابل رسم صورة الانسان الودود ، المتفتح، والذي لا يشعر بأي حرج في أن يغني مقطعا من اغنية عراقية (مايحانا مايحانا.. ويردد على جسر المسيب سيبوني، ويذكر أن «هذا الجسر انا اعرفه، جسر العشاق في العراق) أو يردد مع مغنية مقطعا من اغنية لفيروز... وهو في عز النقاش حول الأزمة السياسية التي تضرب تونس. هذه الصورة يحملها ابناء الشعب البسطاء، الذين مرت الجنازة بالقرب منهم ورفعوا شعارات الدم( اليوم اليوم اليوم، النهضة تطيح اليوم )!! عندما رفع المشيعون «يا بلعيد ارتاح ارتاح ، سنواصل الكفاح ، علق بنشريفة قائلا: هادي من عندنا!! انطلقت الجنازة مع حدود العاشرة والنصف، ونحن الآن في منتصف النهار: بدأ التعب يدب الى ارجلنا وبدأنا نسأل هل سيدخلون بنا الى شارع بورقيبة، ومن بعدها الى المقبرة ؟ اجاب مرافقنا في البداية نعم، ثم عاد ليقول لنا بعد مكالمة هاتفية، لقد ارتأى المنظمون أن نمر مباشرة الى مربع الشهداء ... والا لن نصل المقبرة قبل العاشرة ليلا!! سيارة كانت تسير في الاتجاه المعاكس للجنازة، تبين أن راكبها رجل امن، كاد المشيعون يفتكون به، اعتبروا عمله استفزازازيا، بالرغم من أن سيارة أخرى لمواطن لم يلمسها احد، فقد كان كافيا أن يصرخ أحد المنظمين« هاداك مواطن» لكي يتفرق من حوله الناس، السيارة الاخرى انطلقت بسرعة البرق، وكان بنشريفة يوشك على اجتياز الطريق، عندما صرخت فيه« عنداك». مصادفات غريبة في هذه الجنازة.. عندما وصلنا الباب السفلي لمقبرة الجلاز، كان المشهد رهيبا هناك، كان الالاف من التونسيين سبقونا الى هناك، ضاعت مقدمة الموكب، ، بعد المقبرة كانت البشرية التونسية قد خرجت عن بكرة ابيها، الطريق الطويل تحت الجسر يعمه موج بشري، أينما وليت وجهك فتمة موج بشري يتدفق بجهة المقبرة. قال مرافقنا أن الدفن سيكون في الجهة العليا من مقبرة الجلاز، هناك بعد التلة، توجهنا، خفافا بالاتجاه الذي دلنا عليه محسن. كانوا هناك بعشرات المئات من الآلاف، المقبرة نفسها كانت تعج بالمشيعين، بعدد الحشود المنتشرة بين القبور وفي التلة.. لم نستطع أن ندخل المقبرة، من شدة الزحام، كان علينا أن ننتظر تدخل محسن، مع المشيعين الذين عرفوا أننا جئنا من المغرب لحضور جنازة الشهيد بلعيد. كانت الامطار قد توقفت، وبزغت شمس تضئ المقبرة. بدأنا نسمع بعض الصرخات، وفجأة ، سمعنا صوت طلقة مكتومة وشاهدنا الدخان يتصاعد، كانت القنابل المسيلة للدموع، وقفنا نسمع الي ما يقوله الناس، أحدهم قال«اتوحشناك يا غاز، والله توشحناك». وصلتنا اولى الجرعات، بدأت الدموع تسيل من اعيننا وانوفنا ، دخلت خياشمنا ، صدورنا. «البروك هادا ابن شريفة»، لنشترك مع التونسيين في هذا ايضا. بدأ التدافع والناس يبتعدون عن الادخنة. عندما اقتربنا من باب المقبرة، خروجا وصلت قنبلة أخرى ، تفرقت الحشود وبدأ التراجع. شاهدنا اعمدة الدخان من جديد. تساءل البعض من حولنا} هل اجبرت السلطات على إطلاق القنابل المسيلة للدموع لكي يستطيع الجثمان دخول المقبرة؟ جاء الجواب بعد قليل، هناك بعض الاشخاص الذين هاجموا السيارات ، وبدأوا ينهبون ما بداخلها وبعضهم يحمل السكاكين، واضطرت السلطات الأمنية الى التدخل. في يوم الغد عرفنا أن عددهم فاق المائتين. وأن من بين من كان يؤطرهم اعضاء في لجنة حماية الثورة التي تضم بالاساس رجال النهضة. الموضوع ما زال فيه جدل كبير، تركناه وراءنا. ابتعدنا قليلا.. ارتفع الدخان، هذه المرة اسود، مر بالقرب منا شاب مسرعا، وعيناه تدمعان:والله حرام راهوم جابوا سكاكين، ويسرقوا وينهبوا والله احرام. امرأة في الخمسينيات من عمرها كانت واضحة اكثر« "اش بغاوا هادوا، واش عصابة بغاو يركعوا الدولة. الشعب كلو راه خارج مع شكري, اش بغاو يعرفوا مازال.«. وصل الموكب وسيارة الجيش، وعدنا نرافق الجنازة من جديد والحزام المحيط بها, تدافعت المناكب، بدون قوَى وضاع مومرافقنا محسن التونسي. وتهنا في اللجة الكبيرة، وبدأت الاخبار تصلنا بأن نجيب الشابي الوجه اليساري البارز والمعارض لحكم بنعلي قد تعرض للهجوم ،بسبب انتمائه الى مربع السلطة. التأبين تولاه حمة همامي، رفيق الشهيد ، ابكى الحضور من جديد وهو يتحدث عن فقدان الرفيق والصديق والحبيب، وعن تونس المستقبل التي ستنتصر ولن يكون شكري حاضرا.. ودعت تونس شكري، وبدأ التربص كبيرا في شارع بورقيبة، كانت سيارات الجيش في كل منعطف، وسيارات الامن ، والاسلاك الشائكة. بدأت ندر التوتر ، مع وصول جموع المشيعين. كان الاضراب يشل المدينة، حتى مطعم الفندق حيث كنت اقيم, اغلق ابوابه، قالت عاملة الفندق« الريسطورو مسكر» يمكن في المساء قد يفتح ابوابه. اين نذوق الطعام يا عبد الواحد،خرجنا، كانت السماء ملبدة والامن السري والعلني يحاول أن يفرق كل مجموعة من الشباب أو الشابات. ونحن تحت الامطار نبحث عن لقمة عيش. عدنا الى محل يبيع الدجاج والشوارما. أكلنا وافترقنا. دخلت الى الفندق ، وصعدت الى الغرفة كي ارتاح قليلا، وابدأ في متابعة اطوار تونس من خلال تلفزيوناتها ، التي اعطتني صورة عن قوة المشهد السمعي ودرجة ارتقائه الى اللحظة التي تمر منها تونس. غدا سأكشف اشياء أخرى عن تونس التي تغلي.. لكن المؤكد هو أنني حين شاهدت شريطا وثائقيا عن الراحل فرحات حشاد، وجنازته الوطنية, انها جنازة شكري بلعيد قبل ستين سنة، بالابيض والاسود تماما. كما تدارست الغرفة انتشار معارض البيع المباشر وما تخلفه من آثار سلبية على التجار، في غياب تفعيل دورية السيد وزير الداخلية رقم 8199 الصادرة في 07 شتنبر 2010، الموجهة إلى ولاة الجهات وعمال الأقاليم والعمالات بخصوص ضوابط منح تراخيص إقامة المعارض أو الأيام التجارية، والتي تنص على ضرورة إخضاع منح تراخيص هذه المعارض أو الأيام التجارية إلى ضوابط محددة مسبقا في الزمان و المكان، في إطار لجنة تدعى اللجنة الإقليمية لتنسيق المعارض التجارية بعضوية الغرف المهنية، وهي اللجنة التي لم يتم تفعيلها بعمالة الرباط إلى اليوم. واستحضرت الغرفة تعدد الضرائب ما بين محلية ووطنية وارتفاعها، مما يثقل كاهل التجار ويحد من قدرتهم التنافسية ويقلص فرص الاستثمار، خاصة في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة ، بالإضافة إلى الحركات الاحتجاجية المتكررة التي تشهدها بعض شوارع الرباط وما تشكله من مضايقة حقيقية وعبء إضافي على التجار بتأثيرها سلبا على الرواج التجاري ، وضعف الأمن وتدني مستوى النظافة وجمالية المدنية وقلة مواقف السيارات، واختناق حركة السير، مما يحدث آثارا سلبية على الحركة التجارية والسياحية وغياب التغطية الصحية والاجتماعية لدى التاجر. واعتبارا لما تم بسطه أعلاه من مشاكل تعرف تفاقما يوما بعد يوم، ونظرا للمبادرات التي اتخذتها الغرفة في نطاق واجب التأطير والتمثيل والتشاور والدفاع والتنسيق المخول لها بمقتضى الدستور والقانون، إضافة إلى المساعي التي قامت بها لدى السلطات العمومية دون جدوى، فقد قررت ، بعد حوار جاد ومسؤول حول القضايا المشار إليها أعلاه، ومناقشات معمقة ومستفيضة ساهم فيها كل المشاركين من أعضاء وممثلي المنظمات المهنية وممثلي المنظمات المهنية وممثلي الدوائر المسؤولة. بإجماع أعضاء جمعيتها العمومية، إصدار التوصيات التالية وتوجيهها إلى الجهات المعنية والدوائر الحكومية المسؤولية: 1- تؤكد غرفة التجارة والصناعة والخدمات للرباط، عزمها الكامل تحمل مسؤولياتها المخولة لها دستوريا وقانونيا بتمثيل منتسبيها أحسن تمثيل والدفاع عن مصالحهم والقيام بكل المساعي القانونية لدى الجهات المعنية من أجل حل المشاكل التي يعانون منها. 2- تعبر عن إرادتها الراسخة في الحوار والتشاور الدائم مع كافة المعنيين، وتدعو رئيس الحكومة والوزارة الوصية والسلطات المحلية والمجالس المنتخبة وكل المعنيين بمشاكل التجارة للانخراط في حوار ومشاورات جدية من أجل إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل المطروحة في جو تشاركي، يراعي مصلحة الوطن والأطراف المتضررة. 3- تدعو وبإلحاح السلطات المعنية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل الحد من الفوضى العارمة التي يعرفها مجال تنظيم المعارض بالتطبيق العاجل لدورية وزير الداخلية رقم 8199 الصادرة في 07 شتنبر 2010، في مرحلة أولى مع الإسراع بإخراج القانون المتعلق بتنظيم المعارض والأسابيع التجارية. 4- فتح حوار جدي في شأن القطاعات غير المهيكلة من أجل تقنينها وإدماجها في الاقتصاد أسوة بالعديد من الدول، من خلال اعتماد مقاربة اجتماعية فعالة في إطار خلق فضاءات تجارية دون إغفال حماية الأمن والحفاظ على حقوق كافة الأطراف . 5- تؤكد عزمها المساهمة إلى جانب الوزارة الوصية والولاية والعمالات وكافة الفاعلين والمنتخبين من أجل تأهيل قطاع التجارة والرفع من مستواه وتطوير تنافسيته. 6- تؤكد الغرفة أنها ستقوم بمبادرات على مستوى اقتراح حلول على المستوى التشريعي في إطار الاختصاص المخول لها في هذا المجال. 7- ضرورة توظيف الإمكانات والحركحية الواعدة بالولاية لفائدة القطاع التجاري. 8- تدعو التجار إلى مزيد من الجهود للرفع من تنافسيتهم وعصرنة تجارتهم. 9- ضرورة التنسيق مع الوزارة الوصية ومديرية التخطيط وكل الدوائر المعنية والمسؤولة من أجل القيام بدراسات ترتبط بالقطاع التجاري ومشاكله وضبط الإحصائيات المرتبطة بقطاع التجارة وتحيينها. 10- دعوة لخلق نظام للحماية الاجتماعية يتناسب مع خصوصيات وإمكانيات التجار بصفة عامة. 11- دعوة السلطات المحلية إلى ضمان وحماية حقوق التاجر بكل الوسائل المشروعة والقانونية. 12- ضرورة إخراج للوجود قانون ينظم كيفية إحداث المساحات الكبرى أسوة بالعديد من الدول. 13- ضرورة ملاءمة الاستراتيجيات والبرامج الحكومية مع حاجيات عصرنة التجارة. 14- الدعوة إلى اعداد قانون التعمير التجاري. أحرزنا اللقب في ظروف استثنائية جدا، خاصة على مستوى الصراع الذي كان على المغرب أن يدخله في مواجهة دول إفريقية وفي مقدمتها الجزائر بخصوص قضية الصحراء، وكان الهدف تثبيت مكانة المغرب اقتصاديا، سياسيا ورياضيا كذلك بين دول إفريقيا.. وجاء اللقب سنة بعد إحراز النجم أحمد فرس الكرة الذهبية الإفريقية كإنجاز قال عنه (أوربيني)أحد كبار الصحفيين الفرنسيين :( اليوم، المغرب نال صحراءه ونجمه أحمد فرس نال الكرة الذهبية). ولأن اللقب كان ثمينا، كلف الراحل الحسن الثاني نجله ولي العهده ، باستقبال أبطالنا في المطار. كان الحسن الثاني سعيدا جدا بالإنجاز، وتقول الروايات أنه احتفل احتفالا كبيرا يومها في قصره بالرباط، وأمر أن يهتم بصانعي اللقب والاهتمام بتحسين أوضاعهم الاجتماعية الغريب أن خرجة الوزير لم تكن الفريدة هذا الأسبوع، فقد تبين أن الوزير يقفز من هذا التصريح لغيره، ويتناقض بين العشية وضحاها في أقواله وفي آرائه ما بين البرلمان وما بين وسائل الإعلام. يوم الاثنين الماضي مثلا، يصيح في وجه ممثل للأمة: إذا لم تستح.... يوم الثلاثاء، يؤكد في غرفة المستشارين: لن نغير تركيبة المكتب الجامعي لكرة القدم، لأن الأمر ليس هاما, ولكن الأهم عندنا هو تغيير المنظومة الكروية. الأربعاء: سأعين لجنة مؤقتة لتحل محل المكتب الجامعي.. الخميس: سندافع عن تاريخنا الرياضي ونعيد له الأضواء. الجمعة: لا تاريخ لكرتنا في الساحة الإفريقية، ولقبنا الوحيد تحقق بتعادل فقط. هل هي شخبطة ولخبطة؟ أم أن كلام الوزير يصدق عليه قول علي بن أبي طالب (وليس حديث الرسول آسي أوزين): إذا لم تستح...... كلمة الاتحاد المحلي بمراكش التي ألقاها الكاتب المحلي عزوز بابا حميدة ركزت على التضييق على العمل النقابي في جميع القطاعات الفيدرالية، مما أثار استنكار الفيدراليات والفيدراليين حيث تساءل الجميع عن مآل العمل النقابي ومشروعية ممارسته في ظل الدستور الجديد والقوانين المصاحبة له . بعد دلك ألقى عبد الرحمان العزوزي، الكاتب العام للفدرالية الديمقراطية للشغل، كلمة تركزت حول الدعم الذي عكسه الحضور الوازن للمكتب الفدرالي الوطني للوقوف على الانزلاقات الخطيرة التي تعرفها جهة مراكش، نتيجة المضايقات والهجمات الخطيرة على المكتسبات النقابية والتضييق على العمل النقابي المشروع. الكاتب الوطني ركز على الخروقات والممارسات اللاقانونية التي عرفتها بعض المحطات النضالية للفدراليات والفدراليين ومثال ذلك ما وقع في طنجة مؤخرا، وهو مؤشر سلبي على تعامل السلطات مع شكل نضالي حضاري و مدى مواجهته بكل أشكال الزمن البائد. كما أكد أنه حان الوقت لتضامن القطاعات بكاملها وحضورها في كل الأشكال والبرامج النضالية، وبالتالي مواجهة الاقتطاعات التي تحاول الحكومة قمع الحركة النقابية، كما ركز على مشروع صندوق المقاصة ومحاولة حذفه مما سيشكل ضربة موجعة للقدرة الشرائية للمواطن. العزوزي ركز على الأوضاع الجيوسياسية وتمييع البعض للعمل السياسي بالمغرب ونزع الثقة منه، كما أن الأوضاع الاجتماعية أصبحت كارثية وهي من منجزات الحكومة وذلك بإفراغ الحوار الاجتماعي من محتواه وهو ما اعتبر فاشلا. مسيرة 27 ماي كانت محطة ذات قيمة عالية أطعمت التنسيق الاستراتيجي مع الإخوة الكونفدراليين ، كما تلاها اليوم الاحتجاجي الوطني والذي كرس على تطوير التنسيق النقابي والذي أصبح الآن رهانا استراتيجيا لتقوية الذات العاملة و هو قوة لمحالة. ملف التقاعد كان حاضرا في تدخل الأخ العزوزي، حيث اعتبره ملفا وطنيا مطروحا منذ سنوات. فبالرغم من أن مجموعة من لقاءات اللجان الماراطونية لاتزال في نقاش، فإن بلبلة انبثقت عند المعنيين بتصريحات رئيس الحكومة أمام البرلمان حول التدابير المزمع اتخاذها في هذا الصدد، وهي تصريحات غير مسؤولة حيث لم تتم استشارة الفرقاء الاجتماعيين و أن اللجنة التقنية مازالت تواصل عملها لتتم إحالتها على اللجنة الوطنية. وتشبث الفدراليون والكونفدراليون بأنه لا يمكن أن تكون على حساب جيوب وأرزاق العاملات والعاملين. التنسيق النقابي بين الفيدراليين والكونفدراليين، يضيف العزوزي، هو مصير موحد و مشروع استراتيجي لتعزيز صفوف الواجهة النقابية على جميع الأصعدة وكل القطاعات الإنتاجية وبجميع هياكلها. وأردف أيضا «يجب التحضير للمحطات القادمة على مستوى الأجهزة والتنظيمات النقابية وبالتالي اتخاذ استراتيجيات حديثة للتواصل والعمل على تأطير مواز يساير الهجمة على الحقوق الدستورية للشغيلة العاملة. اللقاء التشاوري شدد على تطوير التنسيق مع الكونفدرالية الديمقراطية للشغل وتطعيم جميع الخطوات التنسيقية بين النقابات القطاعية إقليميا وجهويا ووطنيا. وفي تصريح لجريدة « الاتحاد الاشتراكي»، أكد عبد الرحمان العزوزي على ضرورة التصدي لهدا الواقع المزري الذي أضحت عليه حقوق الشغيلة بالإقليم والمغرب عامة، كما أن حضوره بلقاء مراكش دليل على الدعم الكامل لفيدراليي الإقليم وتضامن كبير مع الإخوة في قطاع العدل. عزوز بابا احميدة الكاتب المحلي أكد أن الهجمة الشرسة التي تتعرض لها الفدرالية الديمقراطية للشغل بإقليم مراكش من طرف مجموعة من المشغلين الذين أصبحوا ينسقون بينهم حول عدم تقديم القانون وخاصة بنود مدونة الشغل التي لايزال العديد منهم لا يعترف بها ولا ينفذ مقتضياتها. للإشارة فان أغلب الحضور والمتدخلين شددوا على تضامنهم المطلق مع مناضلي النقابة الديمقراطية للعدل، واستنكارهم القوي لما تعرض له كتاب الضبط من قمع همجي في فاس والقصر الكبير ووجدة وطنجة وغيرها. في خطوة سابقة من نوعها تم منع الكاتب العام للنقابة الديمقراطية للعدل، العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل يوم السبت الماضي من تقديم شكاية لدى الوكيل العام بالمحكم الاستئنافيلة بسطات ضد كل من كان وراء حجز قياديي ومناضلي النقابة بمقر الاعمال الاجتماعية لقضاة وموظفي العدل بسطات، حيث ما أن ولج هؤلاء الى هذا النادي بصفتهم منخرطين قصد التداول في بعض المسائل التنظيمية، حتى تم إقفال الابواب عليهم وحجزهم هناك لمدة تفوق ثلاث ساعات. وفي تصريح للجريدة أكد عبد الصادق السعيدي أنه لجأ الى وكيل الملك بابتدائية سطات، حيث مكث في مكتب نائبه لمدة ساعة. ليرفض النائب تسلم الشكاية، بعد استشارة هاتفية مع وكيل الملك. «بعد ذلك، يضيف السعيدي، توجهنا الى مقر المحكمة الاستئنافية. التي كانت مطوقة برجال الامن. وقد أبلغت، يقول عبد الصادق السعيدي، رجال الأمن، بأنني أريد تقديم شكاية الى الوكيل العام. إلا أنه تم منعنا من الدخول الى المحكمة. و قد انتظرنا هناك ثلاث ساعات متتالية. وحمل السعيدي وزير العدل مسؤولية ما حدث، وبكونه يريد دفع القطاع الى المجهول، واصفا سلوك وزير العدل بأنه يؤسس لثقافة العناد وقتل كل مواصفات رجال الدولة من اتزان وتحل بالعقل. و ناشد السعيدي كل القوى الحية في بالبلاد ومن له غيرة على بلادنا وعلى قضائنا، التحرك. واعتبر أن ما وقع في سطات يوم السبت الماضي، على هامش ندوة الوزير التي احتضنها مقر ولاية جهة الشاوية ورديغة. تم فيها تجريد العدليين من أبسط حقوق المواطنة. كل ذلك يأتي في اطار سلسلة من الحلقات. انطلاقا مما وقع بطنجة. حيث تعرض مناضلو الفيدرالية للضرب والجرح والرفس. قبل أن يتم منعهم يوم السبت الماضي من تقديم شكاية لدى النيابة العامة، بعد حجز مناضليهم لمدة ساعات. وخلال الوقفة التي نفذها نقابيو العدل ، ألقى عبد الحميد فاتحي ، نائب الكاتب العام للفيدرالية الديموقراطية للشغل كلمة انتقد فيها سياسة الحكومة التي تستهدف الطبقة المتوسطة والنقابات ، حيث أكد أنه بعد ما يقارب السنتين على تولي الحكومة لمقاليد الحكم شؤون المغاربة، تبين أن العدو رقم واحد لهذه الحكومة هو الفئات المتوسطة وبالتحديد قطاع الوظيفة العمومية،ومن الأمثلة على ذلك إلى حرمان الأطباء من العمل في القطاع الخاص، والأساتذة من الدروس الخصوصية، وتحت يافطة الحكامة تم إحياء مذكرات قديمة للتغيب، تحت يافطة الحكامة لإهدار قدرتهم الشرائية، من خلال صندوق المقاصة والتقاعد ، متسائلا ماذا يريدون من الطبقة المتوسطة؟ إنها الفئة التي تستطيع وتراجع قراراتها وأن تقول لهؤلاء أنكم أخطأتهم ولذلك يريدون تدميرها واعتبر فاتحي أن معركة النقابة الديموقراطية للعدل معركة كل الفيدراليين والفيدراليات، وكل الديمقراطيين والحداثيين والشرفاء وكل الذين بنوا هذا الوطن في خمسين سنة وأكثر. من جهة أخرى صرح ياسين مخلي، رئيس نادي قضاة المغرب لجريدة «الاتحاد الاشتراكي أن النادي يتابع ما سيسفر عنه الحوار الوطني من أجل إصلاح منظومة العدالة ببلادنا، «آنذاك سنقيم هذه النتائج ونتخذ المواقف المناسبة من ذلك. « وارتباطا بالموضوع ، وبعد أن لم تتح له الفرصة كرئيس نادي قضاة المغرب لإلقاء كلمة في حفل تخرج الفوج 37 للملحقين القضائيين الذي ترأسه المصطفى الرميد وزير العدل والحريات بالمعهد العالي للقضاة بالرباط مؤخرا، فضل ياسين مخلي، توجيه رسالة إلى هؤلاء القضاة الجدد ، أكد فيها أنهم بإمكانهم المساهمة في ضمان التنزيل الديمقراطي والحقوقي والسليم للمقتضيات الدستورية عن طريق الانخراط في التكتلات والروابط التي تجمع القضاة. وذكر مخلي الفوج الجديد بأن ضمان مساواة القضاة في تدبير وضعياتهم الفردية ،كان من أهم الأهداف التي عمل النادي من أجلها طيلة الدورات التي تلت تأسيس النادي. وقد سجل خلال عدة مناسبات عدم الالتزام باعتماد معايير واضحة لتوزيع القضاة الجدد على المحاكم. وطالب مخلي المجلس الأعلى للقضاء باحترام نظامه الداخلي، موضحا أن النادي سيعمد إلى القيام بدور الملاحظة والتتبع لضمان شفافية تدبير الوضعيات الفردية للقضاة، تنفيذا للتوجهات الملكية السامية بهذا الشأن. وشدد مخلي في رسالته، التي تتوفر «جريدة الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منها، على أن الجميع متفق على أن ضمان شفافية وديمقراطية الجمعيات العامة للمحاكم يعتبر من أهم مقومات استقلال القضاة، مما يجب معه الانخراط الايجابي والفاعل والواعي لتفعيل دورها بما يضمن النجاعة القضائية وحصول المتقاضين على حقوقهم داخل آجال معقولة وجعل القضاء في خدمة المواطن عن طريق تخليق منظومة العدالة . وفي الأخير، أخبر مخلي زملاءه القضاة وزميلاته القاضيات الجدد، بالظروف المزرية التي يعيشها القضاة بالمحاكم، سواء على مستوى جودة البنايات أو على مستوى توفير وسائل العمل، مشددا في هذا الصدد على إخلال الحكومة بالتزاماتها بضرورة توفير الوسائل اللازمة والملائمة لأداء رسالة القضاء، وخرقها للمبادئ الدولية المضمنة في المادة 14 من الميثاق العالمي للقضاة والتي تنص على أنه يجب على السلطات في الدولة تزويد الجهاز القضائي بالوسائل اللازمة والملائمة لأداء وظيفته، كما شدد على أهمية أن تتاح للسلطة القضائية الفرصة في أن تشارك في المواضيع المتعلقة بذلك . مشاورات لحكومة ائتلاف والجبالي يهدد بالاستقالة لوح رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي بالاستقالة إذا فشلت جهوده في تشكيل حكومة تكنوقراط تضم "كفاءات وطنية" غير حزبية، وقال إن الوزراء الإسلاميين الذين يتولون حاليا الوزارات السيادية سيتم تغييرهم، وفي الأثناء خرج الآلاف من أنصار الحكومة للتظاهر بالعاصمة مع الإعلان عن تحضيرهم لمظاهرة حاشدة مشابهة الجمعة المقبل. وفي حديث للجزيرة، أعلن الجبالي تمسكه باقتراحه بتشكيل حكومة كفاءات غير حزبية، معتبرا ذلك "إحساسا منه بالمسؤولية الوطنية"، ونافيا أن يكون اقتراحه خروجا على حزبه حركة النهضة، الذي أعلن قياديون فيه رفضهم لمسعاه. واعتبر الجبالي أن مبادرته تستهدف تجنيب البلاد مزيدا من الاحتقان، خاصة مع غياب أي مبادرة أخرى للخروج من الأزمة، على حد وصفه. وأشار إلى أنه سيقدم حكومته الجديدة "بحلول منتصف الأسبوع المقبل على أقصى تقدير". وأضاف أنه في حال حظي فريق العمل الجديد بموافقة الأحزاب الممثلة في المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان المؤقت) دون طرحها للتصويت فسيبقى في منصبه رئيسا للوزراء، وإذا حدث خلاف ذلك فسيستقيل. ويأتي ذلك في وقت أعلن فيه حزب النهضة أنه يجري مشاورات مكثفة مع شريكيه في الائتلاف لتشكيل حكومة تكنوقراط تضم كفاءات غير حزبية دون الرجوع للمجلس، حيث صرح عضو المكتب السياسي للنهضة نور الدين العرباوي للجزيرة بأن الأمور تتجه إلى تشكيل حكومة سياسية، يمكن أن تنضم إليها أطراف من خارج الائتلاف، الذي يضم -إلى جانب النهضة- حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، وحزب التكتل من أجل العمل والديمقراطية. وقال عضو المكتب السياسي لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية سليم بن حميدان للجزيرة, إن اتفاقا حصل بين الحزب والنهضة على حكومة توافق وطني، وإن هذا الاتفاق سيعلن في الساعات القادمة، لكنه لم يحدّد ما إذا كانا اتفقا بشأن حكومة تكنوقراط. كما أوضح المتحدث باسم التكتل من أجل العمل والديمقراطية محمد بنور أن حزبه لا يعارض تشكيل حكومة كفاءات، مشيرا في الوقت نفسه إلى وجود "مواطن غموض" تكتنف هذه المبادرة دستوريا وقانونيا وسياسيا. في غضون ذلك، تظاهر الآلاف من أنصار النهضة في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس، ورددوا شعارات ضد حركة "نداء تونس" التي يقودها رئيس الوزراء السابق الباجي قايد السبسي، الذي دعا إلى حل المجلس التأسيسي. وأفاد موفد الجزيرة نت إلى تونس أحمد الجنابي بأن المتظاهرين هتفوا "الشعب يريد النهضة من جديد"، وذلك بعد يوم من تجمع مماثل أمام مقر المجلس التأسيسي عندما هتفوا بشعارات منددة باغتيال بلعيد، واتهموا أطرافا خارجية بالسعي لإحداث الفرقة بين التونسيين. وقال أحد المتظاهرين "نحن هنا لتثبيت الشرعية عبر التظاهر السلمي، وللمناداة بعدم تدخل فرنسا في الشؤون التونسية عبر الأحزاب اليسارية". أما سمير -وهو معتقل سياسي سابق- فقال إن "الإعلام التونسي ما زال يرزح تحت سطوة الليبراليين الذين استغلوه لترويج الإسلاموفوبيا في تونس، ثم استثمروا اغتيال المعارض شكري بلعيد لضرب الإسلاميين بمختلف مكوناتهم". ودعا عضو اللجنة التنفيذية لحزب النهضة حبيب اللوز مؤيدي الحكومة إلى تنظيم "مسيرة مليونية" يوم الجمعة المقبل (15 فبراير)، وقال -في كلمة وجهها لآلاف المتظاهرين- "سوف نخرج من جميع المساجد يوم الجمعة المقبل في مسيرة. نريدها مسيرة مليونية". من جانبه، قال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي إن هناك قوى عربية وغير عربية ترى في "النموذج التونسي" خطرا عليها، وأضاف أن هذه القوى تلتقي مصالحها مع ما وصفها بالثورة المضادة في الزج بتونس في أتون الفتنة والاقتتال. وجدد الغنوشي التنديد باغتيال بلعيد، مشيرا إلى أنه لم يكن الأول في قائمة الاغتيالات، حيث سبقه شيخان من جماعة الدعوة والتبليغ ورمز آخر من الحركة الدستورية، لافتا إلى أن هذا التنوع في الاغتيالات يريد أن يدفع المجتمع التونسي إلى التقاتل وهو "جزء من آليات الثورة المضادة". وفي الأثناء، استدعى الجبالي الجمعة السفير الفرنسي فرانسوا غويات للاحتجاج على تصريحات لوزير الداخلية الفرنسي مانوال فالس، قال فيها إنه يتعين دعم العلمانيين والديمقراطيين في تونس، وإن تونس ليست نموذجا للربيع العربي. وقال وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام -عقب اجتماعه والجبالي مع السفير- "عبّرنا للسفير الفرنسي عن قلقنا من تصريحات وزير الداخلية الفرنسي وموقفه المتحيّز والمثير للقلق، وعبّرنا له عن حرصنا على صيانة سيادة بلادنا واستقرارها السياسي". وفي تطور آخر، أدان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي المنتهية ولايته أكمل الدين إحسان أوغلو اغتيال بلعيد، وأهاب -في بيان السبت- بكل أفراد الشعب التونسي "التحلي بروح المسؤولية والتصدي لأعمال العنف والتصفيات الجسدية، ووضع مصلحة تونس وأمنها واستقرارها فوق كل اعتبار".