صدق من قال أن المرء لا يعرف قيمة ما يملك إلا بعدما يفتقده، و هذا ما حدث لساكنة مدينة تطوان التي عانت الأمرّين على مدى ما يقارب الثلاثة أشهر من دوريات قطع اهم مادة حيوية للعيش لما يقارب ستة عشر ساعة كل يوم الا و هي الماء. مواجهات مرطونية لربات البيوت مع الوقت الذي كان يحاصرهن لقضاء مآربهن بسرعة جنونية حتى لا ينقطع الماء قبل إتمام مهام البيت، و الطامة الكبرى هي شراء الأزواج ل"السمك" و "النعناع" بعد الواحدة زوالا، و هذا ما كان يضعهن في ورطة لما يتطلبه المنتوجين من غسل و تنظيف يصعب بعد هذا التوقيت. أما يوم الأحد حيث العاملات اللاتي لا تتمكنّ من القيام بالأعمال المنزلية فقد كان عبأ استيقاظهن باكرا هاجسهن للإستفادة من وفرة هذه المادة و ضروري، لأنها كانت تنقص من الصنابير بمجرد استيقاظ الكل. و أمام تهليل الجميع و تضرع الطيبين لوجه الله عز و جل في كل صلاة استجاب سبحانه و تعالى للصادقين منهم ورحم الكل بهذا التوسل، فجرت الأودية و فاضت السدود و انتهى الحديث عن الجفاف بالنسبة للمسؤولين. و بقدرة قادر فكت السلطات الحصارخصوصا بعد علمها بوقفة تنديدية يوم الجمعة إن كان الحال سيستمر على ذاك المنوال. هذا الإجراء ترك وقعه الطيب على الجميع لدرجة هناك من شكر"السطولا و البراميل و القراعي" الذين أبلوا البلاء الحسن مع المواطنين ووقفوا وقفة رجل واحد ، و هناك من سعد بإمكانية اغتساله في السادسة مساء دون استخدام "الكفاطيرة"، و هناك من ذهب للأبعد حيث طالب بمسائلة لجنة اليقظة التي حلت فجأة لدراسة المشكل و عمقه قبل أن تقع "الفأس في الراس" و يتعرض المسؤولون لغضبة ملكية ربما....