تحت شعار " من المشيشية الشاذلية إلى العلويةالمغربية،استمرارية للنهج و المسلك"، أحيت الطريقة الصوفية العلوية المغربيةحفلها السنوي بالولي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش يوم السبت 11 شوال 1432الموافق ل 10 شتنبر 2011 بعد صلاة العصر. وقد حضر الحفل عدد كبير من منتسبي و مريدي الطريقة منداخل المملكة الشريفة و خارجها و كذلك وفود من شيوخ و مريدي الطرق و الزواياالصوفية الأخرى بالمملكة و محبي آل بيت رسول الله . و في تصريح للناطق الرسمي للطريقة، أكد السيد رضوانياسين، على أهمية هذا الحفل و دلالته الرمزية بالنسبة لمريدي الطريقة حيث يعتبرالولي الصالح و تلميذه من أقطاب السلسلة و السند الروحي للنسبةالعلوية". و بخصوص المقاصد الكامنةوراء اختيار شعار احتفال هذه السنة، أوضح السيد ياسين "أن الهدف من وراءه هوالتأكيد على أن منهج و مسلك الطريقة الصوفية العلوية المغربية في التربية الروحيةهو نفس المنهج الذي وضع أسسه أقطاب سلسلتها و من ضمنهم مولاي عبد السلام بن مشيش.هذا المنهج المبني على العمل بالشريعة لجني ثمار الحقيقة". و انطلق الحفلمن ساحة المسجد مولاي حفيظ حيث تجمع الحاضرون و انطلقوا مشيا على الأقدام إلى رحابالولي الصالح بذكر و مديح و صلاة على رسول الله يتقدمهم فضيلة الشيخ الحاج سعيدياسين و مقاديم الطريقة الصوفية العلوية و الضيوف الكرام. و في رحاب الضريح أقيمت حضرة ربانية و رددت أذكار وصلوات على رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و تليت سور من القرآن. و قداستحضر الحاضرين المكانة الرفيعة و العظيمة للولي الصالح و خصوصا عند قراءة قصيدة " إغاثة المستغيثينبرجال الله الصالحين" لمؤسس الطريقة حيث قال رحمه الله: من مهد وسهل الطريقة حتى و صلت الينا الحقيقة و بشيخه الشاذلي أبي الحسن أحفظنا يا رب من تواليالمحن فجاهه عندك يحكى معتبر هو الوارث للباطن و الظاهر وبالمشيش شيخه عبد السلام من زاد للطريق عزا و احترام و في جوروحاني مهيب مفعم بالخشوع،رفعت أكف الضراعة إلى الله عز و جل أن يرزق أمير المومنينجلالة الملك محمد السادس العز و النصر و التمكين و أن يبارك خطواته الميمونة وأنيطول في عمره و أن يديم عليه موفور الصحة و العافية و السعادة و الهناء وأن يحفظ وليعهده الأمير الجليل مولاي الحسن و يشد أزره بشقيقه الأمير مولاي رشيد و باقي الأسرة الملكيةالشريفة وان يتغمد برحمته الواسعة جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني.و كذلك، أن يتغمد برحمته الواسعة الفقيدة عمة صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعزهالله و نصره صاحبة السمو الملكي الأميرة للا عائشة ، و أن ويسكنها فسيح جنانه،وأن يجزيهاخير الجزاء على ما قدمته من جليل الأعمال في خدمة الوطن. و بكلماتمؤثرة و صادقة، ألقى فضيلة الشيخ سعيد ياسين كلمة بالمناسبة ذكر فيها الحاضرينبوجوب السير على المنهج و المسلك الذي أسسه شيوخ الطريقة على مر العصور و ضرورةالعمل بكل صدق و إخلاص و تفاني في الحفاظ على مبادئ الطريقة و تقريب أسسها للشباباليوم و جيل الغد. استمرالحفل البهيج بعد صلاة العشاء بمنزل نقيب شرفاء العلميين إلى ساعات متأخرة منالمساء، امتزج فيه تلاوة القرآن و المديحو السماع، مما خلق جوا روحانيا مكن الحاضرين من التزود بشذرات نورانية. إن الهدف الأسمى للطريقة الصوفية العلوية المغربية منهذا الاحتفالات و الملتقيات هو غرس المحبة في قلب المريد و إذكاء روح العمل والعبادة لدى الفرد، و مواكبته للتطور و المساهمة في تنمية مجتمعه مع الحفاظ علىهويته و الدفاع عن ثوابت الأمة. و معلوم أن الطريقة الصوفية العلوية تأسست منذ أكثر منمائة عام و شيخها الحالي بالمملكة المغربية و ممثلها العام هو الشيخ الحاج سعيدياسين و سندها متصل خلفا عن سلف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولها عدة زوايافي مختلف جهات المملكة يسيرها "مقدمين" حيث تقام لقاءات أسبوعية للذكر والفكر وكذلك لها امتدادات خارج الوطن.