في موسم احتكار بامتياز لكل مرافئ مدينة تطوان، و هيمنة من له شأن و من لا يتوفر حتى على أدنى قيمة في هذا المجتمع، ممن يتعاطون المخدرات و يتسلحون في وجه المواطنين الضعفاء بأحدِّ الأسلحة المستعملة في عيد الأضحى، لأجل الأداء المسبق، قضينا عطلة صيفية تحت التهديد أكثر مما هي ترفيه. بسبب: تمكُّن "الشمكارا" من التحكم في رفع الحواجز لأجل الولوج لبعض الشواطئ، و التهديد عند الأداء القليل، بتصريح ما مضمونه بأنه تم "تمييزك" إذا ما عدت مرة أخرى إليه، أو حين إشهار رخص استغلال المظلات الشمسية بأثمنة حددت حسب "قيمة الشاطئ" أو قربها و بعدها من الماء. في موسم خلا من كل رقابة على جودة المواد المستهلكة و على الأثمنة المتداولة، وعلى الاحتكار اللامتناهي أحسسنا بأننا أقرب لمجتمع البداوة منه للتحضر، لأننا كنا نتسوق في أسواق أسبوعية "يومية"، نشر فيها ما يطيق الحرارة و ما يتلف حتى عند أدناها، و ما يباع في المحلات و خارجها دون الاهتمام بطراوته أو جودته، كنا بصريح العبارة "نرعى" و كأننا قطيع يتكلم و يعود للمقولة القديمة "الإنسان بطبعه حيوان ناطق". الوجه الآخر:السيارات الفارهة التي كانت تجوب شوارعنا، الفتيات المتلهفات على ركوبها، عدم تتبع المفسدين و المفسدات من جانب وضع أفخم الشقق و أرقاها في متناول هؤلاء، حتى فقدنا الأمل في اقتناء أقلها و أضعفها ثمنا، لأننا بشكل أو بآخر بتنا غرباء في مدينة لم تعرف من قبل هاته الظواهر. ليس في الأمر تحامل على أحد بقدر ما هو امتعاض من وضع لا يروج للسياحة بمفهومها الحقيقي، و لا يترك لا للزوار و لا للسكان المحليين مجالا للإستفادة من بعضهم، بقدر ما هو تلهف على اقتناء كل شيء و تذوق كل شيء، بهدف أخذ صور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي توثق بالفعل لمن غادر بيته كي يتباهى على من لم يستطع ذلك… مخلفين في الأصل صورا في ذاكرة كل من يستنكر هذا الهجوم الهمجي، و الذي يجرد المصطافين من كل أساليب الرقي و التحضر و يبصم بأننا لا زلنا بعيدين كل البعد عما هو مفهومه "سياحة".. طباعة المقال أو إرساله لصديق