و أنت تشاهد صور حي الديزة يخيل إليك أنك تتجول في شوارع مدينة البندقية الإيطالية ، المدينة العائمة و التي تجلب ملايين السياح كل سنة . إنه من العار أن يتم بناء كل هذه" المنازل" في منطقة خطيرة كمنطقة الديزة المعروفة بموقعها فوق الجدع الميت لوادي مرتيل ، في منطقة منخفظة عن سطح البحر . إن جل الذين" بنو" " منازلهم" في هذا الحي كلهم غرباء عن مدينة مرتيل و عن المنطقة بأكملها ، وقعوا ضحايا عصابات منظمة من " قياد" " و "أعوان سلطة" لتنظاف إليهم بعض الجمعيات تسمي نفسها " هيئات المجتمع المدني " بالإضافة طبعا لبعض " المستشارين"، الكل يستقيد حسب موقعه ، كل ما يمكن القول عنهم أنهم فاسدون ، مدعومون من جيهات جد فاسدة ، عاملهم المشترك الغنى على حساب أناس جاؤوا من مناطق أسوء بطبيعة الحال من حي الديزة ليبحثوا عن حياة أفضل . من الوهلة الأولى و أنت تتبع ملفات البناء "الرشوائي" سواء في مدينة مرتيل ، المضيق ، الفنيدق و تطوان يتبين لك أن الخاسر الأول من هذه العمليات التي ينتعش منها أولائك الذين سبق ذكرهم هي الدولة المغربية. فبدلا من أن تقوم بإنجاز مدن نمودجية بتصاميم متشابهة ، بأثمان مناسبة عن طريق تقسيط مريح ، تستفيذ من مداخلها الأملاك المخزنية ، الجماعة الحضرية ، شركة أمانديس ،وزارة المالية ، بالإضافة إلى تحريك اليد العاملة المنظمة و إنعاش الإقتصاد المحلي . نجد أن المشجع الكبير للبناء العشوائي هي الدولة ، و التي تدفع الثمن في أخر المطاف و لعلى إحتجاجات أمس أمام بشوية مرتيل خير دليل على ما نقول ، و هذه الإحتجاجات تظهر بين الفينة و الأخرى بمدينة تطوان ، كل هذا لسبب بسيط فعندما نرشي عون سلطة ، و القائد يتوهم صاحب البناء العشوائي أنه إكتسب المشروعية ، و أن وضعيته قانونية. دون أن ننسى أن هؤلاء يتحولون إلا قوة إنتخابية قوية تحول مجرى الإنتخابات ، و في بعض الأحيان تحسم فيها ، مما يعطينا المجالس على الشاكلة التي نراها الأن…….