تبث فصول دراما منظومتنا التعليمية بشكل مختلف و بمنظور مغاير يوما بعد يوم، حيث يبدع منتجوها بكل الأشكال و الطرق كي يجعلوها مشوقة أكثر فأكثر، و لتجعل من "الخواسر" الفئة المسيطرة على زمام الأمور في مجتمعنا و الواثقة من تفوقها، لأنها كلما اعترفت بنجاحهم و بحثت عن سبل تعزيز نتائجهم بطرق "محزمة و مرزمة" منحتهم الشرعية و المصداقية في قدراتهم "المتميزة" الواهية، ثم تتوج هذا التفوق بعد اجتياز أهم عقبة كما يدعون: "الباكلوريا". تتبجج الوزارة الوصية كل عام بعد صياغة الصورة المفبركة لكبح جماح الغشاشين، و بعرض كل صور العقوبات الصارمة أمام الكاميرات- التي تجعل من بعض الفصول المنضبطة الصورة الجميلة لمغرب خال من الفساد و المفسدين- متناسية بان الجميع على اطلاع بما يحصل في أغلب المؤسسات التعليمية أيام الامتحانات. و كمثال"طري": ما حدث مؤخرا ببعض الأقسام بجنوب المملكة على مستوى القسم السادس ابتدائي حين عرضت أوراق الامتحان وهي حاملة للأجوبة بنفس الصفحة… وبكل تأكيد فإن للواقعة ارتباط وثيق بما يمكن أن يحدث لطالب بالباكلوريا ( حيث فاقت نسبة النجاح للدورة العادية نصف عدد المترشحين)، لأنه لا يعقل لتلميذ بنيت قاعدته على الغش أن يحرز نسبة النجاح هذه في سنواته المقبلة من التحصيل… و بعدها تشاع نظرية ارتفاع عدد المتفوقين في " منطقة ما " بأعداد خيالية و تصنف ضمن أحسن المنطق تعلما!!! كيف يسمح أن نساهم في القضاء على فكر أمة بكاملها؟ أجل إبادة هذا الفكر نابعة من سكوتنا على فضائح منظومتنا التعليمية، و التي تقدم لنا كل يوم أبدع و أتقن صور الفساد "المحبوك"، بتواطأ مع كل من اعترف بنجاح الفاشلين، أو غض الطرف عن محاسبة المفسدين الذين يملأون الجيوب حراما بدعوى سد خصاص لبنيات هشة متضعضعة، فلا يتعرض بتاتا للنقذ و لا يتم الإفصاح عن خروقاته، ليظلم فئة قليلة شريفة " رحمها ربنا" و ظلت في ثوب العفاف و النزاهة حتى أصبحت الضحية المقصية المتعرضة لظلم المستبدين الغافلين عما يحدث. وهي بصنيعها هذا تتناسى أنها تقطع آخر شرايين الحق و العدل المرتبطة بعروق هؤلاء المكدين… و لعل الصورة المصاحبة للمقال خير تعبير لما هو حاصل في منظومة تعليمية تحتضر!!! .