ما تزال أغلبية الصيدليات الجزائرية تعاني من نقص كبير في الأدوية، خاصة تلك المتعلقة بالأمراض المزمنة منها دواء علاج ارتفاع ضغط الدم والسكري والذين يعانون من أمراض القلب والشرايين، الأمر الذي بات يؤثر على علاج المرضى. للوقوف على حجم الندرة التي مست العديد من الأدوية المستوردة وحتى المصنعة محليا، بحكم استيراد المواد الأولية المُصنعة بها، أوردت جريدة "آخر ساعة" الجزائرية بعض الأمثلة من خلال انتقالها إلى بعض الصيدليات في عنابة، التي أكد أصحابها أن الندرة بالفعل موجودة ومست العديد من الأدوية واسعة الطلب. وأكد بعض الصيادلة، الذين تحدثت ذات الجريدة إليهم، أن أزيد من 150 دواء مفقود بعنابة منذ بضعة أشهر في حين تتدهور الحالة الصحية للأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة كارتفاع الضغط الدموي، السكري والذين يعانون من أمراض القلب والشرايين والسبب الندرة في الأدوية بحسب بعض المواطنين.. وأرجع ذات المصدر أسباب هذا النقص إلى منع الدولة استيراد الأدوية واستغلال الأدوية التي تصنع في الداخل، ما شكل ضغطا كبيرا وتسبب في ندرتها خاصة فيما يتعلق بأمراض القلب، والبروستات مضيفا بأن جل الصيدليات تعاني من ندرة في الأدوية الضرورية الأمر الذي يتطلب تدخل الوزارة الوصية لتوفيرها للمرضى، حيث تعرف معظم الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة ندرة حادة بالصيدليات، ما وضع المرضى في مأزق حقيقي لصراعهم في الحصول عليها، ورغم مرور وقت طويل على ندرتها بالصيدليات، إلا أن الحكومة حدث ولا خبر وهو ما وضع العديد من المرضى في خطورة حقيقية لعدم تناولهم لأدويتهم اللازمة والضرورية أثناء فترات العلاج وخاصة لمن يعانون المضاعفات نتيجة المرض، ما يعرض حياة وصحة هؤلاء المرضى لخطر محدق في حال ما إذا استمر هذا المشكل. وكانت نقابة الصيادلة الخواص قد وجهت نداء لوزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات تطالب من خلاله بإيجاد الحل العاجل لأزمة ندرة الأدوية التي تناهز اليوم 150 دواء مفقودا في السوق، مؤكدة أن هذه الندرة مثلما أثرت على المرضى، فهي من ناحية أخرى باتت تندر بإفلاس خمسة آلاف صيدلي في حال لم يتم إيجاد حل للمعظلة. ويؤكد الناطق الرسمي باسم نقابة الصيادلة الخواص «سنابو» أن الوضع في السوق الوطنية لم يعد محتملا في ظل تنامي أزمة الدواء لتشمل كافة الأدوية تقريبا، ويتم إحصاء اليوم ما يقارب 150 دواء نادرا، منها أدوية منتجة محليا وأخرى مستوردة من الخارج، على الرغم من أن رخص الاستيراد تم توقيعها لرسم سنة 2018 شهر أكتوبر 2017، وهو ما يدعو إلى ضرورة فتح تحقيق معمق حول سبب ندرة الأدوية في الجزائر ومن يقف وراءها. وفي ظل هذا الوضع، يضيف المتحدث، يبقى الحل الوحيد أمام المرضى هو الاستنجاد بأصحاب "الكابة" (المهربين) من أجل الأدوية التي يحتاجونها من تونس والمغرب رغم الأسعار الكبيرة التي يفرضونها عليهم الأمر الذي زاد من معاناتهم أكثر ولتصبح بذلك المتجارة بالأدوية أهم من حياة المرضى في ظل سياسة اللامبالاة من طرف وزارة الصحة التي لم تجد حلا للأزمة التي امتدت لعدة أشهر.