أكد علي شعباني، الباحث في علم الاجتماع، أن احتفالات عاشوراء بالمغرب بدأت تخرج عن سياقها الديني، وذلك عن طريق ممارسات وطقوس قريبة من الانحراف. وأضاف شعباني في تصريح ل"تليكسبريس" أن الاحتفال بالعاشر من محرم في بلادنا مقرون بالفرح والزيارات العائلية وإحياء صلة الرحم وبالأكلات التقليدية، لكن في السنوات الأخيرة أصبحت بعض المظاهر الدخيلة على هذا الاحتفال تعكر صفوة المناسبة الدينية، من قبيل استعمال المفرقعات النارية واستغلال عاشوراء لأغراض الشعوذة. واعتبر شعباني الممارسات التي دأب بعض الأطفال على القيام بها في هذه المناسبة في الأزقة والشوارع وخاصة الأحياء الشعبية بالمدن غير أخلاقية وبدأت تأخذ طابعا انحرافيّا ومسيئا للموروث الديني، الذي يخلده المغاربة بكل فرح، إذ تحولت هذه المناسبة في العديد من المناطق إلى حزن وألم، بسبب حوادث المفرقعات النارية. ودعا الباحث في علم الاجتماع، الأسر المغربية إلى مراقبة أطفالها وحثهم على الابتعاد عن مثل هذه الألعاب النارية التي تشكل خطرا على صحتهم أولا، ثم سلامة المارة، ومراقبة أوجه صرف هذه الأموال التي تمنح لهم. وتوقف شعباني أيضا عند انحراف أخر أصبح مقرونا بالعاشر من محرم، وهي ظاهرة الشعوذة، إذ يستغل الدجالون والمشعوذون ضعف الوعي عند البعض لبيع الوهم والمتاجرة في آلامهم والنصب عليهم، إذ يعتقد هؤلاء الضحايا أن عاشوراء مناسبة لممارسة الرقية وإبعاد النحس وجلب الحظ والسعد، إذ يقبلون على اقتناء البخور والعطور وأطراف الحيوانات واستعمالها في أغراض السحر، لذلك يرى الباحث في علم الاجتماع علي شعاني، أن الأسرة والمجتمع ووسائل الإعلام مطالبة بنشر الوعي لتفادي مثل هذه الانزلاقات والكف عن ممارسات لا أخلاقية جردت عاشوراء من مضمونها الديني والتضامني والاحتفالي. وتظهر أولى تباشير اقتراب موعد عاشوراء في المدن مع قرب حلول فاتح محرم، حيث تنتشر الفواكه الجافة بالمحلات والدكاكين، وعرض لعب الأطفال، لأن أول المستفيدين داخل البيت هم الصغار، الذين يتلقون الهدايا من أفراد العائلة، لكن اللافت هو استبدالهم للألعاب البلاستيكية بأخرى أكثر خطورة.