اعتبر أغلبية الشباب الذين التقيناهم أن المغاربة استثنائيون في احتفالاتهم التراثية الشعبية، بعيدون عن الطائفية والمذهبية، يظهر تكافلهم الاجتماعي والتضامني في هذه المناسبات ، ويلائمون احتفالتهم مع خصوصياتهم الثقافية ، يأخذون منها ويتركون ويجمعون من روافد عديدة ليطبعوا العادة بطباعهم ، ويخلقون نموذجا خاصا بهم ، معتبرين أنه رغم كون العادات الجميلة لاتموت، فتكاد لا توجد دراسات توثيقية لمغاربة حول هذه الاحتفاليات ومنها طقوس عاشوراء عند المغاربة. يرى عمر (طالب باحث) أن عاشوراء تعرف الكثير من التناقضات، وتمتاز بنكهة مغربية خاصة ، معتبرا أن عاشوراء بالمغرب تتداخل فيه عدة ثقافات ، داعيا إلى الاستمتاع بالفرح في عاشوراء دون بحث في أسباب سن هذا التقليد. الكثير ممن تحدثت لجريدة التجديد الورقية معهم ، ابتهجوا وفرحوا وتذكروا ذكرياتهم مع الدمى و"الطعريجة " والأهازيج ومع الشعالة والمفرقعات، فاطمة إعلامية تقول أن عاشوراء كانت بمثابة فرصة للتحرر من رقابة الأهل ولو لليلة واحدة ، "نقضيها مجتمعين في باب المنزل إلى ساعات متأخرة من الليل نغني نرقص نردد أهازيج " فيما الأطفال الذكور يحتفلون بالمفرقعات ، مؤكدة أن عاشوراء هي الفرحة هي الدمى والألعاب والهدايا هي الفواكه الجافة و أطباق أكل تعد خصيصا للمناسبة هي ليلة يسمح لنا فيها كبنات بوضع الكحل في العين وترديد الأمنيات بفارس يحملنا نحو عالم الكبار ، وتضيف فاطمة " قيل لنا أنها ليلة يستجاب فيها الدعاء ويتحقق فيها الرجاء " موضحة أن عاشوراء كانت أيضا يوم يرشق فيه الجيران والغرباء بالماء في جو احتفالي لا مجال فيه للغضب أو الاحتجاج … وأضافت فاطمة متحسرة "كبرنا وعرفنا القصة وأزعجتنا التقسيمات سني . شيعي ..أدركنا أنها ممارسات تحيل لوقائع تاريخية دينية مختلف بشأنها، وتمنينا لو بقيت عاشوراء في أذهاننا تماما كما حملها ذات يوم عقلنا الصغير الذي لم تكن لتهمه الاختلافات أو التفسيرات ،كنا نريد الاحتفال وكفى " أما خالد ، فتربطه عاشوراء بلحظة الوعي الطفولي الأول، حيث كانت عاشوراء ذكرى لعب وفرح، وحلم وكرم وفيض عطاء من قبل الاهل والجيران، قائلا إن عاشوراء زمن نستعيد فيه بيت النبوة في حكايات الجدة والام، ومعاني الرجولة في قصص الاب والعم والاخ الاكبر، مؤكدا أن الخلفية توارت وبقيت المعاني، وهو ما تدعمه فاطمة إذ تقول أن عاشوراء تشكل مناسبة احتفال طفولي تتذكر فيها طقوسا مميزة بمظاهر اجتماعية موروثة، كالذهاب للحمام والتزيين بالحناء وارتداء أزياء تقليدية وهي مناسبة للصيام واخراج الزكاة ، وتضيف فاطمة " وعاشوراء أيضا مناسبة لصلة الرحم ،,اكدت أنها لازالت تحتفظ بطقس شراء "طعريجة" لاسترجاع ماكان يرافق هذه الاحتفالية من شغب طفولي ، مؤكدة أن الناس تحتاج للفرح والبهجة . وهذا أحمد متخصص في التكنولوجيا بأرض المهجر يقول إن عاشوراء هي ذكرى الطفولة فيها المرح والاحساس بالانتماء وأكد أحمد ما قالته فاطمة سابقا أن " لا أحد كان يبحث عن شرعية الاحتفال" . هاجر مولدة من شمال المغرب تؤكد أن عاشوراء كانت تعني اللعب ، أما اليوم فتعني العاشر من محرم فقط، ولا شيء خاص، وعن الاجواء المرافقة قالت هاجر أن ترى فيها الكثير من الضوضاء والصخب المرافقين لألعاب والملاهي، مشيرة أن عاشوراء تعني عندها أن يستمتع ابناؤها باللعب والحلوى دون اية خلفيات. في حين يرى البعض الاخر أن عاشوراء هي مناسبة دينية تؤرخ لمجموعة من الأحداث الدينية ، تقول كوثر فاعلة جمعوية أن عاشوراء يوم عظيم فيه خلق الله سيدنا ادم وفيه انتصر سيدنا موسى واغرق الله فرعون، وعن رأيها في للطقوس التي تحيط الاحتفالات بعاشوراء في المغرب، اعتبرت كوثر أن الأمة الإسلامية ابتعدت كثيرا عن ما جاء به سيد الخلق، وبالتالي حلت الاعراف مقام السنة، معتبرة أن هاته الأعراف لا محل لها من الدين بل هي في كثير من الأحيان تكون عكس التصور الحقيقي لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .