تحولت مجموعة من أحياء الدارالبيضاء، أول أمس الاثنين، إلى ساحة للمعارك باستعمال ألعاب نارية أثارت سخط وغضب الكثير من المواطنين، ولم يعد الهدوء إلى العديد من الأحياء إلى في ساعات متأخرة من الليل. واستغل العديد من المراهقين الاحتفال بذكرى عاشوراء لتحويل الكثير من الأحياء البيضاوية إلى ساحات للمعارك باستعمال أنواع مختلفة من الألعاب النارية، رغم التحذيرات الكثيرة من استعمال هذه الألعاب، لأنها يمكن أن تتسبب في مخاطر كثيرة بالنسبة إلى المواطنين، وخاصة الأطفال. وقال خطيب جمعة في مسجد بالدارالبيضاء إن عاشوراء بريئة من هذه الظواهر التي تتسبب في الكثير من الإزعاج للمواطنين، سواء تعلق الأمر بالألعاب النارية أو الشعوذة والسحر، أو إشعال النيران، وأضاف أن هناك العديد من الظواهر تعتبر دخيلة على المجتمع المغربي ولابد من التصدي لها مستقبلا، لأنها لا تمت إلى عاشوراء بأي صلة، وقال: "الاحتفال بعاشوراء لا يكون باستعمال الألعاب النارية أو صب المياه على المواطنين بمسمى زمزم، فماء زمزم بريء من هذه الممارسات، فالرسول أوصى بصيام التاسوعاء والعاشوراء من محرم، ولم يوص بأي شيء آخر يختص به هذا اليوم، فيكفي للمسلم أن يصوم هذين اليومين لنيل التواب والأجر". وكانت مصالح الأمن في السنوات الأخيرة منعت استعمال الألعاب النارية، وتم التصدي لبائعي هذه الألعاب، إلا أن ذلك لم يكن كافيا، حيث يصر بعض المراهقين على الحصول على هذه الألعاب من أجل ما يعتبرونه مظاهر ضرورية للاحتفال بعاشوراء، وهو ما فسره عبد العلي بنيعيش، رئيس مركز ابن ارشد للدراسات الفكرية والأبحاث المعاصرة، وباحث في علم الاجتماع الديني، برغبة بعض المراهقين في إثبات قوتهم، وقال في تصريح سابق ل"المساء إن الاحتفال بالألعاب النارية في المجتمع المغربي كان قد اختفى في بعض السنوات، إلا أنه في الأعوام الماضية بدأ في الظهور من جديد، وربما، يقول المتحدث ذاته، أن هذا الأمر يرجع إلى الرغبة في إظهار مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة أو تقليد ما يقع في المهرجانات التي تنظم في العديد من المدن، حيث تتم الاستعانة بالشهب الاصطناعية خلال هذه المهرجانات... وإن الأحداث التي تعرفها بعض مناطق العالم حاليا تنعكس، كذلك، على الاحتفال بعاشوراء عن طريق الألعاب النارية، حيث يريد بعض المراهقين أن يثبتوا أنهم يمتلكون القوة، وقال : "هناك محاولة للتخلص من المكبوتات الداخلية الناجمة عن الضغط الأسري والمدرسي، وهي تعبير كذلك عن التحدي، وهذا الأمر له انعكاسات سلبية جدا، إذ يمكن أن يتسبب في وقوع بعض الإصابات، ما يستدعي اتخاذ الإجراءات القانونية".