بعيدا عن الطقوس الدينية او الوثنية المرتبطة باحتفالات عاشوراء بالمغرب، ظهرت في الآونة الاخيرة مجموعة من المظاهر المرتبطة بانتشار بعض الالعاب النارية والمفرقعات المستوردة من الدول الاسيوية، وخاصة من الصين عن طريق التهريب. وقد تحول جو الاحتفال الطفولي الذي كان يطبع هذه المناسبة من اللعب ب"الطعارج" و "الدربوكة" و"البندير" و"الطبل".. ورشّ المياه على المارة و إشعال النار (الشّعّالة) والقفز عليها والرقص والغناء حولها لساعات طويلة.. إلى استعمال مفرقعات ومتفجرات تزداد خطورة عاما بعد عام، وأصبح المغاربة يخافون على فلذات أكبادهم من مخلّفات هذه الاسلحة، التي حولت شوارعنا وأزقّتنا إلى ساحة للمعارك بعد ان كانت فضاء للمرح واللهو والترويح عن النفس. .
خطورة هذه الالعاب والمتفجرات الصينية التي تغزو الاسواق المغربية تكمن كذلك في عدم توفرها على السلامة المطلوبة كمثيلاتها الموجهة إلى الاسواق الاوربية حيث تفرض هذه الاخيرة على وارداتها مجموعة من الضوابط التي تهم السلامة والجودة في نفس الوقت.
وفي هذا الصدد حذر رئيس الجمعية المغربية لحماية المستهلك من هذه الالعاب الخطيرة مثل المفرقعات، وطالب بمنعها من دخول الاسواق المغربية كما دعا وزارة الصحة إلى التدخل للكشف عن المواد التي تتكون منها ألعاب الاطفال، خاصة تلك التي تروج في مناسبة عاشوراء والتي تتكون من الرصاص و"النفتالين"، وهي مواد خطيرة حيث تم منع تداول بعض الالعاب في فرنسا بسبب ثبوت احتوائها على هذه المواد..
طقوس "شعّالة" لا تخلو هي ايضا من بعض المظاهر الخطيرة بحيث اصبحت تستوجب تدخل رجال الوقاية المدنية لإخماد الحرائق التي قد تتسببها بفعل حجمها وإضرامها بالقرب من المتاجر ووسط الاحياء الآهلة بالسكان..
وإذا كانت ذكرى عاشوراء، عاشر محرم، مناسبة ينتظرها بشغف المغاربة صغارا وكبارا، حيث تجتمع العائلات لوجبات خاصة، ويستغل الأطفال هذه المناسبة لشراء الهدايا وممارسة عادات و تقاليد تختلف باختلاف المدن المغربية و من منطقة الى منطقة كالشعالة وزمزم وبوحصيرة.. إلا أن "سلعة الشينوة" قد افسدت هذه المناسبة وزادت في إفساد اخلاق بعض الاطفال الذين يقدمون على شرائها لإفراغ مكبوتاتهم او تقليد ما شاهدوه على القنوات التلفزية وعبر مختلف الوسائط البصرية الأخرى..