توقع العلماء نشاطا ملحوظا في السلوك الشمسي المتقلب، والذي سيؤدي إلى ما يعرف ب "الطقس الفضائي". وهو امر ربما لم يلاحظه الكثير من الناس، ولكن الشمس لا تهدأ في الآونة الأخيرة، في التقلب مما سيشكل تهديدا خطيرا للمجتمعات البشرية الحديثة. وسشير العلماء إلى ان احد أوجه المخاطر الطبيعية التي يمكن أن تواجهها الإنسانية، هو ذاك المرتبط بظواهر التقلب الشمسي والذي يعرفه العلماء ب "القذف الكتلي الإكليلي". وخطره ليس افتراضيا، فقد ضرب "قذف كتلي إكليلي" الأرض عام 1859، الأمر الذي أدى إلى تطاير الشرر في مكاتب التلغراف، وأدى إلى احتراق بعضها احتراقا كاملا، وفي عام 1921 شهد كوكبنا حادثة مماثلة أيضا.
كما وقع أيضا حدث شمسي أقل ضخامة في عام 1989 أطاح بوحدات الطاقة الكهربائية للملايين في مدينة كيبيك في كندا، لأن البشر لا يملكون خبرة واسعة مع العواصف المغناطيسية الأرضية واسعة النطاق التي يمكن أن تضرب وحدات الطاقة الكهربائية في كل مكان، كما ليس لديهم الخبرة في توقعها.
ولذلك حذرت الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولاياتالمتحدةالأمريكية في دراسة نشرت عام 2009 أن التكاليف، التي يمكن أن تتكبدها البشرية من جراء هذه الظواهر، يمكن أن تكون هائلة، كما يمكن أن تقضي على الطاقة الكهربائية للملايين من البشر، وإتلاف معدات الطاقة في الشبكات بشكل دائم، بتكلفة تصل إلى 2000 مليار دولار خلال السنة الأولى من إعادة البناء، وستستغرق من 4 إلى 10 سنوات لإعادة البناء بشكل كامل.
ويمكن للقذف الكتلي الإكليلي الضخم أن يؤدي إلى توقف عمل المضخات الكهربائية التي تدفع شبكات المياه العامة، حتى أن الحصول على الضروريات الأساسية بعدها مثل مرافق المياه الصالحة للشرب قد تكون محدودة..
وأبرز ما كتبت ناسا مؤخرا في هذا الصدد، أن "قذف كتلي إكليلي" ضخم على غرار 1859 كاد أن يضرب الأرض قبل عامين، وبدلا من ذلك اصطدم بوحدة مراقبة للشمس قريبة من الأرض، التي أرسلت بدورها بيانات جديدة هامة عن هذه الظاهرة.
ونقلت وكالة ناسا أيضا تحليلات ختامية، مفادها أن فرص ضرب الأرض بواسطة حدث كبير آخر مماثل في العقد القادم هي عالية جدا قد تصل إلى نسبة 12%.
لذلك يحذر العلماء أنه يجب على العالم فعل المزيد، مثل تجهيز أنظمة الأقمار الصناعية وتشديد شبكات الكهرباء، وقبل كل شيء، ضمان أن العلماء لديهم الأدوات التي يحتاجون إليها لتوقع الطقس الفضائي.
وعلى سبيل المثال يمكن لمشغلي الشبكات الكهربائية ضبط النظم لتجنب إلحاق الضرر ب "التيارات الأرضية" الناجمة عن الاضطرابات المغنطيسية الأرضية من المقذوفات الإكليلية الكبيرة.