علماء يقولون إن العواصف الجيومغناطيسية يمكن أن تؤثر على البشر وتغير أمزجتهم جعلت الاضطرابات الهائلة في أسواق المال العالمية وأعمال الشغب في بريطانيا التي تعد الأسوأ من نوعها منذ عقود عناوين الأخبار تبدو ساخنة ومتلاحقة في وقت من العام عادة ما يعتبر «موسما ميتا» في الصحف. وتوجه أصابع الاتهام إلى سياسيين متعثرين و(بلطجية) ملثمين وشبان مستاءين وشرطة مرتبكة ورجال بنوك طماعين، لكن هل من الممكن أن يكون السبب الحقيقي وراء كل هذا الجنون هو الشمس. وبحسب رويترز، فإنه لا توجد أدلة كثيرة تؤكد أن ما يجري في الفضاء هو المسؤول عن تلك الأحداث الأرضية، لكن الشمس تقذف بانبعاثات من الجزيئات عالية الشحنة إلى الفضاء في ظاهرة تعرف علميا باسم الانبعاث الكتلي الإكليلي. وقالت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية إن ثلاثة انبعاثات كبيرة من هذا النوع دفعت علماء الحكومة الأمريكية إلى التحذير من عواصف شمسية يمكن أن تتسبب في انقطاع الكهرباء كما أمكن رصد أضواء الشفق الشمالية الناتجة عن اضطرابات في الغلاف الجوي للأرض على مسافة امتدت جنوبا حتى انكلترا وكولورادو. وقال موقع "سبيس ويذر" الالكتروني «مازال المجال المغناطيسي للأرض يشهد أصداء موجة من الانبعاث الكتلي الإكليلي هبت يوم الخامس من أغسطس وأثارت واحدة من أقوى العواصف الجيومغناطيسية منذ سنوات». وقال بعض الأكاديميين إن مثل هذه العواصف الجيومغناطيسية يمكن أن تؤثر على البشر وتغير أمزجتهم وتدفع الناس إلى سلوك سلبي عن طريق التأثير على الكيمياء الحيوية لأجسادهم. وتوصلت بعض الدراسات إلى أن حالات دخول المستشفيات لأسباب الاكتئاب تزيد خلال العواصف الجيومغناطيسية كما تزيد حالات الانتحار. وربما تكون مجرد مصادفة أن يأتي هذا الأسبوع حافلا بالاضطراب في الأسواق العالمية وأن تشهد بريطانيا فيه أيضا موجة من أعمال الشغب والنهب. وربما يمكن لمراقبي الأسواق تنفس الصعداء بعد أن يعلموا أن توقعات طقس الفضاء لليوم الجمعة عادت إلى الهدوء. لكن لا ينبغي أن يبالغوا في الإحساس بالرضا. فالدورة الشمسية في حالة نشاط ومن المقرر أن تصل للذروة في عام 2013 ومن المرجح أن يهب المزيد من العواصف الجيومغناطيسية على الأرض خلال الأشهر المقبلة.