لازالت إسبانيا تترقب باهتمام كبير ردود الفعل المغربية وما تحمل في طياتها من إشارات إيجابية من أجل تجاوز الخلاف الثنائي وعودة العلاقات الدبلوماسية إلى سابق عهدها، حيث قرأ الإسبان عدم ذكر جلالة الملك للأزمة مع مدريد في خطاب العرش الأخير، على أنه إشارة إيجابية بتراجع حدة الخلاف، قبل أن تظهر إشارة أخرى "إيجابية" حسب صحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية. ووفق ذات المصدر، نقلا عن مصادر دبلوماسية من الحكومة الإسبانية، فإن دعوة المغرب للممثل الدبلوماسي الإسباني في الرباط الذي يشغل منصب القائم بأعمال السفارة الإسبانية، بورخا مونتيسينو، للمشاركة في زيارة لمركز محاربة الإرهاب التابع للمكتب القضائي للمديرية العامة للأمن الوطني، إشارة إيجابية تدل على البدء في تحسن العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا. وأضافت الصحيفة الإسبانية في هذا السياق، أن الممثلين الدبلوماسيين الإسبان في الرباط، كانوا ممنوعين من المشاركة في اللقاءات والزيارات المماثلة، حيث لم يكونوا يتلقون الدعوات على غرار باقي الممثلين الدبلوماسيين الدوليين في الرباط، وتُعتبر هذه أول دعوة رسمية من المغرب للممثل الدبلوماسي الإسباني منذ اندلاع الأزمة بين الرباطومدريد في أبريل الماضي. وقرأت الصحيفة الإسبانية هذا التحول من طرف المغرب، إشارة إيجابية لمدريد على بداية تحسن العلاقات بين الطرفين، بالرغم من أن الطريق نحو عودة العلاقات الدبلوماسية إلى سابق عهدها يبقى بعيدا، ويتطلب وقتا لبناء الثقة وفق تصريح أخير لوزير الخارجية الإسباني الجديد، خوسي مانويل ألباريس. وكانت الأزمة الدبلوماسية بين البلدين قد تفجرت في أبريل الماضي، بسبب قرار إسبانيا باستقبال زعيم مرتزقة "البوليساريو" المجرم إبراهيم غالي للعلاج من إصابته بفيروس كورونا المستجد، وهو الاستقبال الذي كان سريا وبتنسيق مع الجزائر، قبل أن تكشف المخابرات المغربية هذه العملية وتسربها إلى الصحافة، وعلى رأسها مجلة "جون أفريك" الفرنسية. المغرب اعتبر ما قامت به إسبانيا ضرب لعلاقات حسن الجوار بين البلدين، وقرر قطع علاقاته الدبلوماسية مع إسبانيا وتقليل التعاون معها في العديد من المجالات، ولاتزال أثار الأزمة متواصلة إلى الآن، حيث لم يتم أي تواصل رسمي بين مسؤولي البلدين إلى غاية اليوم. وكان من تداعيات الأزمة أن قام رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز بإعفاء وزيرة خارجيته السابقة أرانشا غونزاليز لايا باعتبارها المسؤول الأول عن الأزمة، وتعيين خوسي مانويل ألباريس الذي اعتمد منذ توليه المنصب نبرة ديبلوماسية تهدف إلى تحسين العلاقات مع المغرب حيث اعتبر الأخير ب"البلد الصديق والجار العظيم".