أشار رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، أمس الخميس، إلى وجود تحركات وخطوات من أجل إعادة العلاقات الثنائية بين إسبانيا والمغرب بعد الأزمة الديبلوماسية التي عصفت بالعلاقات بين البلدين بسبب فضيحة المجرم ابراهيم غالي. وحسب وكالة الأنباء الإسبانية غير الرسمية "أوروبا بريس"، فإن سانشيز رفض خلال ندوة صحفية الكشف عن هذه التحركات الجارية لإعادة المياه إلى مجاريها مع المملكة المغربية، وناشد الصحافيين بعدم السؤال عنها، مكتفيا بالتأكيد مرة أخرى على أن المغرب "شريك استراتيجي" هام لإسبانيا. وأكد تصريح رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، ما أشارت إليه العديد من التقارير الإعلامية الإسبانية نقلا عن ديبلوماسيين ومسؤولين إسبان، بخصوص وجود اتصالات وتحركات "سرية" لتجاوز الخلاف مع الرباط في أقرب وقت وإعادة العلاقات الدبلوماسية الثنائية بين الطرفين. وكانت فضيحة المجرم إبراهيم غالي، هي التي فجرت الخلاف بين البلدين وأدت إلى قطيعة دبلوماسية، بعدما افتُضح أمر دخول زعيم الميليشيات الانفصالية إلى إسبانيا بشكل سري من أجل تلقي العلاج، حيث تم إدخاله إلى مستشفى سان بيدرو بمدينة لوغرونيو، بتنسيق بين الجزائر وإسباني بجواز سفر مزور وتحت اسم بن بطوش المستعار. وكانت المخابرات المغربية هي التي رصدت هذا الدخول، وقامت بإفشاء المعلومة إلى مجلة "جون أفريك" الفرنسية التي قامت بدورها بنشر الخبر على صفحاتها، لتنقله بعد ذلك مختلف وسائل الإعلام الدولية، ما تسبب في أزمة مع المغرب، لأن استضافة إسبانيا لزعيم الانفصاليين هو ضرب لعلاقات حسن الجوار بين البلدين. كما أن من تبعات هذه الأزمة، أن أطاحت بوزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليز لايا، في التعديل الحكومي الذي قام به بيدرو سانشيز مؤخرا، وتعويضها بخوسي مانويل ألباريس، باعتبارها المسؤولة الأولى عن هذه الأزمة، حيث أعطت الضوء الأخضر لدخول المجرم غالي إلى إسبانيا، كما أنها لم تحسن إدارة هذه الأزمة بسبب تصريحات زادت من تأزيم العلاقات بين البلدين. وتراهن حكومة بيدرو سانشيز على وزير الخارجية الجديد، الذي يعرف جيدا المغرب، خوسي مانويل ألباريس من أجل تجاوز الأزمة مع الرباط، وقد تبنى الوزير الجديد نبرة دبلوماسية تهدف إلى حل الخلاف بين البلدين، حيث وصف المغرب بالبلد "الصديق والجار العظيم" في أولى تصريحاته بعد توليه لمنصبه الجديد