أشار رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، في ندوة صحفية، أمس الخميس، عن وجود تحركات وخطوات من أجل إعادة العلاقات الثنائية بين إسبانيا والمغرب بعد الأزمة الديبلوماسية التي عصفت بالعلاقات بين البلدين بسبب قضية زعيم البوليساريو. وحسب وكالة الأنباء الإسبانية غير الرسمية "أوروبا بريس"، فإن سانشيز رفض الكشف على تلك التحركات الجارية لإعادة المياه إلى مجاريها مع المملكة المغربية، وناشد عدم السؤال عنها، مكتفية بالتأكيد مرة أخرى على أن المغرب "شريك استراتيجي" هام لإسبانيا. وأكد هذا التصريح من رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، ما أشارت إليه العديد من التقارير الإعلامية الإسبانية نقلا عن ديبلوماسيين ومسؤولين إسبان، تتحدث عن وجود اتصالات وتحركات "سرية" لتجاوز الخلاف مع الرباط في أقرب وقت وإعادة العلاقات الديبلوماسية الثنائية بين الطرفين. وكانت أزمة إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو هي التي فجرت الخلاف بين البلدين وإدت إلى قطيعة ديبلوماسية، بعدما افتُضح أمر دخول إبراهيم غالي إلى إسبانيا بشكل سري من أجل تلقي العلاج من إصابته بفيروس كورونا المستجد، حيث تم إدخاله إلى مستشفى سان بيدرو بمدينة لوغرونيو، بتنسيق بين الجزائر وإسبانيا. وكانت المخابرات المغربية هي التي رصدت هذا الدخول، وقامت بإفشاء المعلومة إلى مجلة "جون أفريك" الفرنسية التي قامت بدورها بنشر الخبر على صفحاتها، لتنقله بعد ذلك مختلف وسائل الإعلام الدولية، وتسبب في أزمة مع المغرب الذي اعتبر أن استئضافة إسبانيا لزعيم البوليساريو الذي ينازع المغرب على أقاليمه الصحراوية هو ضرب لعلاقات حسن الجوار بين البلدين. كما أن من تبعات هذه الأزمة، أن أطاحت بوزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليز لايا، في التعديل الحكومي الذي قام به بيدرو سانشيز مؤخرا، وتعويضها بخوسي مانويل ألباريس، باعتبارها أنه المسؤول الأول عن هذه الأزمة، حيث أعطت الضوء الأخضر لدخول غالي إلى إسبانيا، كما أنها لم تحسن إدارة هذه الأزمة بسبب تصريحات زادت من تأزيم العلاقات. هذا وتراهن حكومة بيدرو سانشيز على وزير الخارجية الجديد، الذي يعرف جيدا المغرب، خوسي مانويل ألباريس من أجل تجاوز الأزمة مع الرباط، وقد تبنى الوزير الجديد نبرة ديبلوماسية تهدف لحل الخلاف بين البلدين، حيث وصف المغرب بالبلد "الصديق والجار العظيم" في أولى تصريحاته بعد توليه لمنصبه الجديد.