وصف وزير الخارجية الإسباني الجديد، خوسي مانويل ألباريس، المغرب ب"الصديق العظيم" لإسبانيا، في أول تصريح رسمي له بعد توليه منصبه الجديد اليوم الإثنين، خلفا لأرانشا غونزاليز لايا، التي أطاحت بها الأزمة الديبلوماسية مع المغرب من حكومة بيدرو سانشيز في التعديل الحكومي الذي تم يوم السبت الماضي. وأكد ألباريس في تصريحه الذي شكر فيه بيدرو سانشيز على ثقته فيه بإعطائه منصب وزير الخارجية، بأن هناك حاجة لتقوية العلاقات الخارجية لإسبانيا، وبالخصوص مع المملكة المغربية، قبل أن يضيف بأن المغرب هو "صديق عظيم وجار من الجنوب"، دون أن يشير إلى الأزمة الديبلوماسية القائمة بين البلدين. وأضاف ألباريس في هذا السياق، بأن هناك أولويات تتمثل في توفير الأمن والتعامل مع مشاكل الهجرة السرية، "ولهذا يجب أن نعمل مع أصدقائنا وحلفائنا" لحل تلك المشاكل، في إشارة إلى ضرورة تقوية العلاقات مع المغرب، ودول أخرى في الساحل الإفريقي والبحر الأبيض المتوسط. ووضع ألباريس بهذا التصريح، الخطوط العريضة لسياسة إسبانيا الخارجية في فترته المقبلة، حيث أكد على أهمية تحسين العلاقات مع المغرب، وبالتالي يُتوقع أن تكون من أولى وأبرز مهامه في منصبه الجديد، هو حل الخلاف مع المغرب وتجاوز الأزمة الديبلوماسية الحالية بين البلدين. وكانت وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة، أرانشا غونزاليز لايا، أحد أبرز الأسباب التي أدت إلى اندلاع الأزمة مع المغرب، بحيث تُعتبر هي العضو الحكومي الذي أشّر على دخول زعيم البوليساريو إلى إسبانيا لتلقي العلاج بعد إصابته بفيروس كورونا، بالرغم من معارضة بعض الأعضاء الأخرين، وعلى رأسهم وزير الداخلية فيرناندو غراندي مارلاسكا. وتُعتبر الأزمة الديبلوماسية الحالية بين مدريدوالرباط، هي السبب الرئيسي في إقالة أرانشا غونزاليز لايا من منصبها في التعديل الحكومي الذي قام به بيدرو سانشيز لحكومته الائتلافية يوم السبت الماضي، وقد تم تعويضها بالسفير الإسباني في باريس، خوسي مانويل ألباريس. وتُراهن حكومة سانشيز، على الحنكة الديبلوماسية لخوسي مانويل ألباريس، لتذويب الأزمة مع الرباط، وإعادة العلاقات الثنائية بين البلدين إلى سابق عهدها، خاصة أن الأزمة ألقت بتأثيراتها السلبية على إسبانيا في العديد من المجالات، كالأمن والهجرة، وقرارات أخرى أثرت اقتصاديا على جنوب إسبانيا، من قبيل إلغاء المغرب لعملية عبور الجالية المغربية المقيمة بالخارج عبر التراب الإسباني. كما يُتوقع أن يقوم خوسي مانويل ألباريس، بأول زيارة رسمية له خارج إسبانيا إلى المملكة المغربية، من أجل تقريب وجهات النظر الثنائية ومحاولة صلح العلاقات بين الطرفين.