أعلن رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، السبت، عن إجراء تعديل وزاري مهم، تميز على الخصوص، بإبعاد وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون، آرانشا غونزاليس لايا. فبعد تعرضها لانتقادات من طرف الأوساط السياسية الإسبانية بسبب سوء إدارتها للعديد من الملفات الحساسة، تم استبدال غونزاليس لايا بالسفير الإسباني الحالي في فرنسا، خوسي مانويل ألباريس.
وقد برزت وزيرة الشؤون الخارجية السابقة بشكل خاص من خلال تدبيرها للأزمة الدبلوماسية التي اندلعت مع الرباط عقب السماح، في أبريل الماضي، بدخول زعيم البوليساريو، أبراهيم غالي، إلى التراب الإسباني، سرا وبهوية مزورة.
وبحسب تحليلات تقارير إسبانية، فإنه يوجد سبب وحيد لخروج آرانشا غونزاليس لايا من حكومة بيدرو سانشيز، هو استمرار الخلاف الدبلوماسي مع المغرب، يتوجب على الوزير الجديد خوسي مانويل ألباريس حلها، نظرا لخبرته في تدبير السياسات الخارجية للجارة الشمالية.
في هذا الصدد، قالت صحيفة "إلباييس" الإسبانية، إنه "لم يكن هناك أي شيء سيُعجل بسقوط آرانشا غونزاليس لايا، من منصب وزيرة الخارجية الإسبانية، لو لم تحدث الأزمة مع المغرب، لذلك قرر سانشيز التضحية بها لاستعادة الحوار مع البلد المجاور".
وأضافت الصحيفة، أنه في اليوم الذي أعلن فيه رئيس الدبلوماسية المغربية ، ناصر بوريطة، أنه "لا يوجد اتصال مع إسبانيا" ، كان من الواضح جدا أن أيام آرانشا غونزاليس لايا في منصبها أصبحت معدودة، خاصة أنه كان للأزمة التي نجمت عن استقبال زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي في إسبانيا عدة آثار جانبية ، لكن أخطرها كان فقدان الثقة بين الحكومتين المغربية والإسبانية.
واعتبرت ""إلباييس"، أنه فقدان الثقة بين حكومتي مدريدوالرباط صعب كثيرا التنسيق بين البلدين في مجموعة من القضايا الاستراتيجية، وعلى رأسها محاربة المتطرفين ومافيات الاتجار في المخدرات والبشر، كما نقلت تصريحا لأحد الديبلوماسيين الإسبان قال فيه: " وزيرة الخارجية الإسبانية التي لا تستطيع التباحث مع المغرب قد تكون وزيرة جيدة، لكنها لن تكون وزيرة ذات نفع لإسبانيا".
وتنتظر، خوسيه مانويل ألباريس سفير إسبانيا الحالي في فرنسا، والذي سيشغل منصب وزير خارجية مدريد المقبل، بديلا لأرانشا غونزاليس لايا، العديد من الملفات من بينها إنهاء الخلاف الدبلوماسي مع المغرب وإعادة المياه إلى مجاريها بين البلدين، والعمل على إنهاء الفتور في العلاقات الأمريكية الإسبانية.