نظم برحاب المكتبة الوطنية للمملكة، أمس الأربعاء، حفل تقديم مؤلف "الرباط، عاصمة إفريقية للحوار بين الديانات" الذي أعدته المؤسسة الدبلوماسية بشراكة مع الوكالة المغربية للتعاون الدولي، كإصدار يبرز التسامح الديني للمغرب على مر العصور. وجرى الحفل بحضور السيدين عبد الحق المريني مؤرخ المملكة، والحسن عبيابة وزير الثقافة والشباب والرياضة الناطق الرسمي باسم الحكومة، والكاردينال كريستوبال لوبيز روميرو رئيس أساقفة الرباط، والسيد فيتو رالو سفير الفاتيكان لدى المغرب، وعدة شخصيات سياسية ودبلوماسية. وأبرز المريني في كلمة ألقاها نيابة عنه لحسن السكنفل رئيس المجلس العلمي المحلي للصخيرات-تمارة، أن تاريخ المغرب ارتبط بشكل كبير بالتسامح تجاه الأقليات الدينية، التي كانت تتمتع بحرية المعتقد في عهد مختلف ملوك المغرب. وسلط المريني الضوء على إحداث أحياء الملاح بالمغرب منذ القرن الخامس عشر، حيث كانت تعيش الطائفة اليهودية وتمارس شعائرها الدينية بكل حرية. وركز على الجهود المبذولة من قبل أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وجلالة المغفور له الحسن الثاني، من أجل النهوض بالأمن الروحي والحوار الديني والتآخي بين الديانات السماوية الثلاث، مذكرا بالزيارتين اللتين قام بهما للمغرب كل من البابا بول يوحنا الثاني سنة 1985، والبابا فرانسيس خلال السنة الماضية. ومن جانبه، قال الكاردينال روميرو إن مؤلف "الرباط، عاصمة إفريقية للحوار بين الديانات" مرتبط بشكل وثيق بزيارة البابا فرانسيس لعاصمة المملكة، مضيفا أن "شرعية عنوان هذا الإصدار لها ما يبررها". وتابع أن "هذه الزيارة طبعت مرحلة جديدة، دعانا فيها جلالة الملك محمد السادس إلى الانتقال من التسامح والتعايش إلى التعارف المتبادل وتقدير الآخر والانفتاح عليه والتعاون والصداقة". وأكد أن "الحوار هو الطريق الذي يدفعنا إليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس وقداسة البابا فرانسيس، ويدعواننا إلى سلكه"، وأن الهدف هو بناء عالم يعمه الاحترام والسلام والأخوة. في نفس الاتجاه، اعتبر سفير الفاتيكان بالمغرب أن هذا الإصدار يندرج في إطار النهوض بالحوار بين الديانات وتعزيزه، مستحضرا جملة من الوقائع التي تعكس جهود المملكة للدفع بهذا الحوار، ضمنها "نداء القدس" الذي كان قد وقعه جلالة الملك محمد السادس وقداسة البابا فرانسيس، والذي شكل حدثا بارزا للحفاظ على مدينة القدس الشريف. وفي تصريح للصحافة، قال عبيابة إن هذا الإصدار يجسد العلاقات التاريخية والمتجذرة للعيش المشترك بين المسلمين واليهود والمسيحيين، ويمثل "فرصة لتسليط الضوء على تاريخ المغرب"، مشيرا إلى أن المملكة استقبلت، على مر القرون، شخصيات من آفاق وديانات مختلفة أصبحت اليوم مواطنة بشكل كامل. ويقع مؤلف "الرباط، عاصمة إفريقية للحوار بين الديانات" في تسعة فصول تتضمن موضوعات متنوعة تلامس الحوار بين الديانات والعيش المشترك.