بعدما لم يفلح الحزب الحاكم في الصحراء ، كباقي الأحزاب المغربية الأخرى ، في تأطير الصحراويين باعتبارهم "مواطنين" ليشاركوا في تسيير شؤون منطقتهم بأنفسهم من خلال مبادرة الحكم الذاتي، التي تقدم بها المغرب كحل نهائي لقضية الصحراء الغربية، والتي كان حزب المصباح – أيام المعارضة – سباقا إلى المطالبة بتنزيلها ولو من طرف واحد ، تكون الحكومة ممثلة في أحزاب الأغلبية عاجزة عن تنزيل مقتضيات الدستور المغربي الذي يلزم الأحزاب السياسية بتأطير المواطنين وذلك عن طريق تنظيمهم وتكوينهم،وإشراكهم في تهييء وتقييم القرار السياسي. وقد زكى هذا الأمر قيادي كبير بحزب المصباح ، في لقاء لحزبه بالعيون حيث أكد بأن التواصل يصعب مع المجتمع الصحراوي المتخلف الذي يتنقل من مكان لآخر في الصحاري بحثا عن الكلأ لدوابه، ويحمل الدولة المغربية المسؤولية الكاملة في خلق نخب فاسدة بتكريس سياسة شراء الولاءات والذمم من خلال توزيع البقع والدور السكنية والكارطيات والتوظيفات المشبوهة ورخص الصيد ، ويتهم رئيس المجلس البلدي للعيون باستغلال المال العام ومنح الامتيازات لمناصريه، لتحصين قاعدته الانتخابية لتوظيفها في الاستحقاقات الانتخابية. في ذات اللقاء التواصلي، أكدت النائبة البرلمانية أبلاضي احتجاجها على المسؤولين المركزيين لحزبها بسبب اختيارهم لزميلتها النائبة الصحراوية المهندسة عزوها العراك منسقة لقافلة المصباح التي من المنتظر أن تنطلق فعالياتها بجهة العيون بوجدور لساقية الحمراء في شهر مارس المقبل، والتي تم إلغاؤها بسبب الأوضاع التنظيمية للحزب بالجهة، كما أكدت البرلمانية أبلاضي بأنها ليست قاصرة سياسيا واعلنت تضامنها مع البرلمانيين الصحراويين الذين يستغلهم حزبها في البرلمان للتأثيث ليس إلا و لا يشركهم في الأمور والقضايا العامة التي تعني منطقتهم. القيادي البارز لحزب المصباح رجع بخفي حنين، حيث لم يفلح في تقريب وجهة النظر بين الأطراف المتناحرة على مناصب المسؤولية الحزبية ،التي يفترض في أعضاء هذا الحزب ذو المرجعية الإسلامية أن يكونوا بعيدا كل البعد عن الشبهات ، اللهم إذا تغيرت المبادئ عندهم فيكون العفيف انتهازيا يتحين الفرصة تلو الأخرى على حساب دينه وعرضه. فهل يحقق المؤتمر الاستثنائي للحزب بالعيون ما عجزت عنه القيادات الوطنية للحزب ؟ اللهم لا شماتة !!!!!