على إثر أحداث العنف التي شهدتها بعض مدن الأقاليم الجنوبية، عقد حزب العدالة والتنمية أول أمس لقاء بمدينة العيون مع عدد من الفاعلين والمعطلين وساكنة المدينة لفتح نقاش حول الأحداث التي عرفتها المنطقة مؤخرا، والاستماع إلى مطالب الساكنة، حيث كشفت خديجة أبلاضي، النائبة البرلمانية الصحراوية عن فريق العدالة والتنمية، في اتصال هاتفي مع «المساء»، أنها «ستأخذ المبادرة للتأسيس لحوار وطني حول قضية الصحراء». وعرف الاجتماع في بدايته احتقانا ملحوظا رفعت فيه شعارات قوية احتجاجا على ما اعتبره الحاضرون تأخر برلمانيي الحزب في الاستماع إلى السكان وضعف التواصل، فيما رفع الشباب المعطلون عن العمل شعار «ارحل» في وجه طاقم «قناة العيون» الجهوية احتجاجا على عدم تغطيتها لتظاهراتهم الاحتجاجية. وأوضحت أبلاضي أنه تم التأكيد على أن حزب العدالة التنمية ظل دائما يتواصل مع الساكنة، سواء قبل الأزمة أو بعدها، في إطار احترام الرأي والرأي الآخر، حيث سجلت أن «الحوار الذي جرى خلال اللقاء ذاته كان حوارا شفافا وواضحا وبدون خطوط حمراء» على حد تعبيرها. وأكدت أبلاضي أن القضية تحتاج اليوم إلى خطاب العقل والحكمة، كيفما كانت القناعات السياسية، من أجل الإنصات إلى مختلف الآراء، والتأسيس لحوار بناء يكرس الأمن والاستقرار. وأضافت قائلة: «أكدت في مداخلتي أننا نحن من نؤسس لحقوق الإنسان، ولا أحد يمكن أن يزايد علينا في هذا الموضوع». وأبرزت النائبة ذاتها أن هذا اللقاء «يعد بداية لسلسلة لقاءات تصالحية لأن ساكنة الأقاليم الجنوبية لا تريد إلا من ينصت إليها، لأن المجتمع الصحراوي يريد اليوم خطاب المصداقية»، مشيرة إلى أنه تمت برمجة ندوة صحفية يوم أمس من أجل الإعلان عن «نداء الحوار الوطني حول قضية الصحراء». وفي الوقت الذي أكدت النائبة أبلاضي أنه سيتم الإعلان عن «نداء الحوار الوطني حول قضية الصحراء»، نفت مصادر قيادية من حزب العدالة والتنمية أن يكون الحزب، من خلال أمانته العامة، قد اتخذ أي قرار بهذا الشأن.