في خطوة لا تخلو من دلالات قدم منتخبو العدالة والتنمية بمقاطعة بني مكادة، تحت قيادة البرلماني محمد خيي، الكثير من الإشارات التي تدخل في باب تطبيع العلاقات مع محمد الحمامي رئيس مقاطعة بني مكادة الذي كان إلى عهد قريب الخصم رقم واحد لحزب المصباح بهاته المقاطعة، فالجميع لازال يتذكر الاتهامات القاسية التي وجهها له البرلماني محمد خيي على قناة (ميدي1 تيفي) حيث اتهمه آنذاك بمنح رخصة البناء لأحد أقاربه في بقعة أرضية كانت تخترقها الطريق وفق تصميم التهيئة الذي أصبح متجاوزا. خلال دورة الحساب الإداري لمقاطعة بني مكادة المنعقدة أول أمس الخميس، فوجئ المتتبعون بالانقلاب المفاجئ لموقف مستشاري حزب المصباح، حيث كانت جميع التدخلات تتفادى إحراج رئيس المقاطعة، إذ غالبا ما كانت توجه الاتهام للمكتب المسير مع استثناء الحمامي، بل إن القيادي محمد خيي اعتبر في أحد تدخلاته أن معارضة البيجيدي غالبا ما تكلف رئيس المقاطعة مصاريف إضافية في إشارة مبطنة إلى ابتزاز بعض مستشاري المقاطعة للرئيس مقابل منحهم أصواته، وبالتالي فالعدالة والتنمية لن تستمر في نهج المعارضة، وهو ما تجسد في الامتناع عن التصويت على الحساب الإداري، فيما يشبه عربون محبة قدموه لرئيس المقاطعة، ثم توالت رسائل الغزل بمصادقة مستشاري المصباح على برمجة الفائض في سابقة هي الأولى منذ 2009. وحسب متتبعين للشأن المحلي بالمدينة فإن الانقلاب المفاجئ في موقف العدالة والتنمية ببني مكادة يرجع الفضل فيه بالدرجة الأولى إلى سمير عبد المولى الذي تربطه بمحمد الحمامي علاقة جد وثيقة، والدليل على ذلك أن سمير عبد المولى وفي سابقة من نوعها حضر بنفسه أشغال دورة الحساب الإداري ببني مكادة، حيث أشرف بصفة شخصية على رعاية علاقات الود التي تقرر أن تسود بين حزب المصباح ومحمد الحمامي. وعن الخلفيات الحقيقية لهذا التقارب أفادت مصادرنا إلى أن العدالة والتنمية أصبحت تبحث عن جميع الأساليب لفك العزلة المفروضة عليها من مختلف الأحزاب السياسية بالمدينة، كما أن قرب إجراء الانتخابات الجماعية يفرض عليها الاستفادة من برمجة الفائض المحقق لدى المقاطعة بشكل يخدم أهدافها الانتخابية، دون أن نغفل رغبة البيجيدي في الدخول إلى المكتب المسير للمقاطعة من خلال ترشيح أحد مرشحيها لشغل المنصب الشاغر في المكتب المسير. وقد علقت ذات المصادر على هذا الموقف بان العدالة والتنمية بطنجة ظلت وفية لنهجها المبني على إعطاء الأولوية المطلقة للحفاظ على مصالحها الانتخابية، بحيث ليس لها أي عقدة في اتخاذ الموقف وضده ما دام يخدم مصلحة الحزب، فكل فاسد في نظر العدالة اليوم يصبح من أولياء الله الصالحين غدا ما دام يخدم أجندة المصباح الانتخابية. جريدة طنجة