انتهت في طنجة عمليات انتخاب رؤساء وأعضاء مكاتب المقاطعات الأربع في المدينة، والتي بدأت الثلاثاء الماضي وانتهت أمس الجمعة بأحداث ساخنة خلال انتخاب رئيس مقاطعة بني مكادة. وتدخل الأمن، أمس، بقوة لإخراج الحاضرين من مقر البلدية، بعد مشاحنات بين أنصار عدد من الأحزاب، وهو ما أدى إلى سقوط البرلمانية فاطمة بلحسن (العدالة والتنمية) مغمى عليها، بعد اعتداء تعرضت له من أحد أفراد الاستعلامات، وفق ما قاله شهود عيان. وكان البرلماني محمد الحمامي، يطمح إلى أن يكون المرشح الوحيد لرئاسة هذه المقاطعة، مما نتج عنه احتجاج قوي لحزب العدالة والتنمية وحليفه الاتحاد الدستوري، أدى إلى طرح اسم مرشح ثان، هو محمد الزموري، لمنافسة الحمامي. وبينما كانت عمليات التصويت في الداخل مستمرة في أجواء متشنجة، استمر وقوف مئات الأشخاص في الخارج، وهم من أنصار المرشحين والأحزاب المشاركة في التصويت، مما كان ينذر بحدوث مواجهات مفتوحة في أي وقت. وحضر إلى قصر البلدية عدد كبير من المسؤولين الأمنيين في طنجة، بينما سار التصويت بطريقة غاية في البطء. وتعمد عدد من المرشحين البقاء في معازل التصويت لمدة طويلة احتجاجا على ما اعتبروه «طبخة انتخابية أعدت مسبقا لوضع الحمامي على رأس مقاطعة بني مكادة بتحالف بينه وبين لائحة الأصالة والمعاصرة والحزب العمالي». واحتجت مستشارة عن العدالة والتنمية لعدم وجود اسمها مدرجا في أوراق التصويت، فيما كان عبد الرحمن أربعين، حليف الحمامي ومنسق جلسة الاقتراع، يحاول أن يسير بسرعة نحو النهاية والإعلان عن فوز حليفه. وعلى الرغم من أن الحمامي فاز في النهاية، إلا أن مقاطعة بني مكادة ستظل في قلب جدل متواصل بالنظر إلى الطريقة التي اعتمدها الحمامي في تحالفاته الغريبة منذ انطلاق عملية التصويت على العمدة الاثنين الماضي، وانتهاء بانتخاب مجلس المقاطعة. وكان يوسف بن جلون، حصل من قبل على منصب رئيس مقاطعة طنجة المدينة، بعد أن فشل من قبل في الوصول إلى منصب العمدة بسبب تلاشي التحالف الذي كان يجمع حزبه، التجمع الوطني للأحرار، مع العدالة والتنمية والاتحاد الدستوري. واستطاع حزب العدالة والتنمية الحصول على منصب النائب الأول للرئيس، في شخص محمد أفقير، فيما خرج يونس الشرقاوي، الذي كان يطمح إلى رئاسة هذه المقاطعة، خاوي الوفاض. وفي مقاطعة الشرف السواني حصل سمير بروحو على رئاسة المقاطعة بواحد وعشرين صوتا مقابل 20 صوتا. وتميزت عمليات التصويت في هذه المقاطعة باصطفاف غريب، حيث لجأت الأغلبية إلى إبعاد كراسيها نحو جهة معينة في القاعة وكأنها تعلن من البداية أنها هي الناجحة. وفي مقاطعة مغوغة فاز وكيل لائحة الأحرار عبد العزيز بن عزوز بدون مشاكل كبيرة.