أدى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس, يوم 16 ماي صلاة الجمعة بمسجد الحسن الثاني بمدينة تطوان. وذكر الخطيب ، في مستهل خطبة الجمعة ، بأن القرآن الكريم هو منبع الأخلاق والمكارم ومصدر الفضائل والمحاسن، وهو الهادي لأقوم الطرق وأوضح السبل ولكل ما هو أعدل وأصوب في العقيدة والعبادات والأخلاق والمعاملات. واعتبر أن كل تصرف، سواء كان قولا أو عملا غير مرتبط بالقرآن الكريم وبسنة النبي الأمين، هو عمل باطل وهباء منثور، وإن كان يبدو في ظاهره خلقا حسنا وعملا طيبا، لأنه مقطوع الأصل الرابط بين الحياة الدنيا والآخرة. وأوضح الخطيب أن الأخلاق في الإسلام ليست من الكماليات التي يمكن الاستنغناء عنها وإنما هي صميم الدين والعقيدة ، مذكرا بأن من أهم مقاصد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم إتمام مكارم الاخلاق، وأن الله تعالى من هذا المنطلق يعطي على حسن الخلق من الأجر والثواب ما لا يعطي على غيره . وأكد الخطيب من جهة أخرى أن الإسلام يهدف في تشريعه إلى بناء مجتمع فاضل متماسك ونظيف، يتخلق أفراده بخلق التعاون والتضامن وكل الفضائل والمكارم ، داعيا إلى التأمل في أركان الإسلام الأساسية التي تدعو إلى تزكية النفس وطهارتها وعفتها ونقائها واستنهاض الهمم وشحذ العزائم للمساهمة في بناء مجتمع متكامل. وأوضح ، في هذا السياق ، أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، والزكاة تطهر النفس وتزكيها، والصوم والحج يهدفان إلى البلوغ بالعبد درجة التقوى التي هي خير زاد يتزوده المسلم في دنياه لآخرته. وعلى هدي هذه المبادئ الدينية والأخلاق الربنانية والشعور بالمسؤولية، يقول الخطيب، يحرص أمير المؤمنين على أمرين أساسين، هما إعلاء شأن الدين الذي هو مصدر الأخلاق المنجية في الدنيا والآخرة، وتجسيد هذه الاخلاق في العمل مع إعطاء الأولوية لما ينفع الناس في حاجاتهم الضرورية المتصلة بالعيش الكريم. وابتهل الخطيب في الختام إلى الله تعالى بأن يحفظ أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس بما حفظ به الذكر الحكيم وبأن يكلل أعماله بالنصر والتمكين ، ويقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الامير مولاي الحسن ويشد عضد جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الامير مولاي رشدي ويحفظ سائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة. كما ابتهل الخطيب وجموع المصلين الى العلي القدير بأن يتغمد برحمته الواسعة فقيدي العروبة والإسلام جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني قدس الله روحيهما. وكان جلالة الملك قد استعرض لدى وصوله تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية قبل أن يتقدم للسلام على جلالته السيد شكيب بنموسى وزير الداخلية ووالي ولاية تطوان ورئيس مجلس الجهة ورئيس المجلس العلمي المحلي والهيئة القضائية . وبمدخل المسجد تقدم للسلام على جلالته السيد أحمد التوفيق وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية.