أدى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس، صلاة الجمعة بمسجد محمد الخامس بمدينة تطوان. وبين الخطيب، في مستهل خطبتي الجمعة، أن من خصوصيات الإسلام ومحاسنه، وكمال مزاياه وفضائله، أن أعطى لمعنى العمل الصالح مدلولا كبيرا، ومفهوما واسعا، يشمل كل ما يقوم به المسلم نحو ربه من عبادات وطاعات، ونحو البلاد والعباد، من أعمال تعود بالخير والنفع على الناس .(و م ع) واستحضر الخطيب، في هذا الصدد، الروح الطاهرة للملك الصالح المصلح جلالة المغفور له الحسن الثاني، الذي يخلد الشعب المغربي الذكرى الحادية عشرة لوفاته في أجواء من التأثر والإكبار والخشوع والإجلال المصحوبة بالترحم والدعاء لهذا القائد الفذ، الذي أفنى زهرة حياته في خدمة شعبه وقيادة سفينته إلى مدارج العزة والكرامة والطمأنينة والهناء. وأكد الخطيب أن جلالة المغفور له الحسن الثاني كان مثالا للملك المتبصر المجاهد والمدافع الصامد، فحافظ للمغرب المسلم على دينه وعقيدته وخصوصياته ومميزاته ومقدسات دينه وثوابت وطنه، وعلى وحدته والتئام شمله فأعلى شأن المملكة وسمعتها بين بلاد العالم. وأوضح أن منجزات الحسن الثاني ستظل تشهد على عظيم حنكته وحكمته وجليل فكره وصواب اختياراته، إذ كان له صبر الموقنين بنصر ربهم فلم يستفزه المستفزون ولا استخفه طيش المغامرين، فعرف كيف يدعم الاستقرار ويصون وحدة البلاد، كما كان، بنظره الثاقب، عارفا أين تكمن أولويات المستقبل، سواء في توازن السياسة أو توجيه الاقتصاد. وقال الخطيب إن خلف الحسن الثاني ووارث سره وحامل أمانة قيادته في شؤون الدين والدنيا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس يواصل ذلك الجهاد الأكبر المتمثل في المسيرة الإنمائية الكبرى والنهضة الإصلاحية العظمى في مختلف جهات وأقاليم المملكة، جاعلا من الاهتمام بالعنصر البشري ورشا مهما من أوراشه الكبرى للنهوض بالوطن وتوفير العيش الكريم لجميع شرائح المجتمع. وأبرز الخطيب أن مشيئة الله وحكمته البالغة اقتضتا أن تكون منزلة المرء ومكانته، ورفعة درجته، وعلو مقامه عند الله وعند الناس، بحسب ما يحمله في قلبه ونفسه من الإيمان والتقوى، وما يكون عليه من الصلاح والهدى، وما يتحقق على يديه للبلاد والعباد، من أعمال جليلة وخيرات عظمى، مذكرا بأن الله عز وجل جمع لجلالة المغفور له الحسن الثاني هذه المزايا والمكارم كلها. وقال الخطيب إن الخصال الحميدة والسجايا الكريمة، التي حبا الله بها أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس يصدق فيها قوله تعالى: "والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه". وفي الختام ابتهل الحضور إلى الله عز وجل بأن ينصر أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصرا يعز به الدين، ويجمع به كلمة المسلمين، وبأن يقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد عضد جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة. كما تضرع الحضور إلى العلي القدير بأن يغدق شآبيب رحمته ومغفرته على الملكين المجاهدين، جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني، ويكرم مثواهما ويجعلهما في مقعد صدق مع الذين أنعم عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين.