في غضون أشهر قليلة، رأت النور بإقليم الحسيمة وحدتان متخصصات في قطاع ترحيل الخدمات، مستفيدتين من البنية التحتية المتطورة في مجال الاتصالات والطرق، وتوافر موارد بشرية على قدر كبير من التكوين والحرفية. وبدأ هذا القطاع الخدماتي في زرع بذرة نشاط اقتصادي يشي بآفاق واعدة، في أفق مواكبة الدينامية الاقتصادية التي ما فتئت تراكم زخما تصاعديا خلال السنوات الأخيرة، خاصة مع إطلاق منطقة الأنشطة الاقتصادية "آيت قمرة"، وبداية استقرار فاعلين صناعيين دوليين ووطنيين في مختلف المناطق الصناعية بالإقليم. وأكد مدير مركز الاستثمار بالحسيمة، محمد أزرقان، أن مراكز النداء من بين المشاريع الجديدة المستقطبة حديثا بمدينة الحسيمة، موضحا أن الإقليم استقبل لحد الساعة فاعلين دوليين، فرنسي وأمريكي، متخصصين في مجال الخدمات المرحلة. وأضاف المسؤول، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن قطاع ترحيل الخدمات يعتبر من القطاعات الواعدة بالاستثمار بمدينة الحسيمة، والذي من شأنه أن يقدم إضافة نوعية للاقتصاد المحلي، معتبرا أن كل العوامل الضرورية لاستقبال هذا النوع من الاستثمارات متوفرة بالإقليم. وتشغل الوحدتان الموجودتان الآن بمدينة الحسيمة، لفاعلين دوليين من فرنسا والولايات المتحدة، أزيد من 400 شخص من أبناء المنطقة بشكل مباشر. في هذا السياق، اعتبر السيد أزرقان أن "هناك إقبالا كبيرا على قطاع ترحيل الخدمات، شباب المنطقة وجدوا فيه بوابة لولوج سوق الشغل، والاندماج في العمل لتحسين وضعهم الاجتماعي والمهني على السواء". في زيارة لمركز نداء تابع لأحد الفاعلين الفرنسيين، كان مجموعة من الشباب من الجنسين، جلهم لم يكمل عقده الثالث بعد، يعملون بتفان وحرفية للاستجابة إلى طلبات الزبائن، وتلقي الاتصالات القادمة من عملاء عدد من الشركات المستقرة بالمغرب والمتخصصة أساسا في التصدير والاستيراد. وأبرز رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بطنجة – تطوان – الحسيمة، عمر مورو، أن هذا المركز، الذي افتتح قبل بداية العام بقليل، تابع لشركة متخصصة في ترحيل الخدمات يوجد مقرها الأم بمدينة طنجة، موضحا أن هذه الشركة "اختارت الاستثمار بمدينة الحسيمة، لكونها تثق في النسيج الاقتصادي للإقليم". وأضاف أن الشركة مقبلة على توسيع نشاطها بمدينة الحسيمة بعدما ضخت كاستثمار أولي 4 ملايين درهم لإطلاق مركز النداء الحالي، مبرزا أن المشروع الجديد يتمثل في بناء مركز للأعمال على مساحة ألف متر، سيمكنها من توسيع نشاطها وطرح منصات خدماتية لفائدة الشركات الراغبة في الاستقرار بالإقليم. بهذا الصدد، اعتبر السيد أزرقان أن "هذا المشروع ناجح بشهادة المستثمر نفسه الذي يعمل على توسيع نشاطه، لكونه لم يعد يتسع لطلب شباب المنطقة، ولا لنمو العرض"، منوها بأن هذا الاستثمار الجديد ينبع من "ثقة المستثمر بالفرص المتاحة بالإقليم وبمناخه الاقتصادي". ويتوفر المركز الفرنسي على وحدة لتكوين العاملين الجدد على تقنيات ومبادئ قطاع ترحيل الخدمات ومراكز النداء، وهو ما قد يمكنه مستقبلا من الاستجابة لتنامي حاجة السوق الشغل من الموارد البشرية في هذا القطاع. ومن المتوقع، أن يرتفع الطلب على هذا النوع من الخدمات، فقبل متم العام الحالي، سترى عدد من الوحدات الصناعية المتخصصة في صناعة النسيج والألبسة والتجارة والصناعات التحويلية النور بإقليم الحسيمة، وهو ما سيتطلب مواكبة من مراكز متخصصة في ترحيل الخدمات وتدبير المعاملات.