دعا مشاركون في أيام دراسية حول" فرص الاستثمار في قطاع ترحيل الخدمات بإقليمالحسيمة"، أول أمس الثلاثاء، الى تفعيل برنامج لاستقطاب الكفاءات التي تلقت تكوينا في دول الاستقبال في مجال ترحيل الخدمات، وأساسا أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج والطلبة الذين تابعوا دراستهم بألمانيا . وأكدوا خلال هذه التظاهرة، التي نظمت على مدى يومين بمبادرة من المركز الجهوي للاستثمار لجهة تازةالحسيمة -تاونات، والمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بالحسيمة، وبشراكة مع جامعة العلوم التطبيقية لفرنكفورت الألمانية، على أهمية تعميق آليات التعاون وتبادل الخبرات والزيارات بين المؤسسات المنظمة، وتعزيز البنية التحتية وتأهيلها لتستجيب لحاجيات المستثمرين وحاملي المشاريع خاصة في مجال المعلوميات الحديثة وقطاع ترحيل الخدمات والطاقات المتجددة وتشجيع الاستثمارت المحلية والجهوية. كما أوصوا بإشراك جميع الوزارات والمؤسسات المتدخلة في قطاع الاستثمار عموما وبشكل أساسي في قطاع ترحيل الخدمات، وتوسيع بنيات الاستقبال بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بالحسيمة وملاءمتها مع حاجيات سوق الشغل المحلية والجهوية والوطنية، وكذا تنظيم أسبوع دولي حول ترحيل الخدمات من طرف جامعة العلوم التطبيقية لفرنكفورت بمشاركة فعاليات من الجهة. وفي هذا السياق، أكد مدير المركز الجهوي للاستثمار السيد عبد الحميد المزيد في مداخلة له، أن المركز انخرط في إطار الإستراتيجية التي تنهجها السلطات العمومية للنهوض بالتنمية الاقتصادية على مستوى الجهة الرامية لجعل منطقة الريف قطبا مندمجا في التنمية الاقتصادية من أجل إنعاش الاستثمار وخلق مناصب شغل، وذلك عبر تبسيط وتسهيل المساطر الإدارية التي يتطلبها إنجاز مختلف المشاريع وخلق المقاولات وتقديم كل الإرشادات الضرورية للمستثمرين وحاملي أفكار المشاريع. وأشار إلى أن المركز يعمل على إنجاز مجمع "تكنوبارك" بمدينة الحسيمة من أجل إبراز المؤهلات التي يزخر بها الإقليم والفرص الاستثمارية في قطاع ترحيل الخدمات ، وتمكين المقاولات الصغرى والمتوسطة المتخصصة في مجال المعلوميات على ولوج المجمع النموذجي قصد مواكبتها ومساعدتها على تجسيد وتنفيذ مشاريعها . من جهته، أبرز الكاتب العام لمجلس جهة تازةالحسيمة- تاونات السيد عبد الله بودرا، أن هذا اللقاء يؤسس لجيل جديد من المشاريع التنموية بالمنطقة والتي تساير العولمة وتشكل قيمة مضافة في مجال الاستثمار، مشيرا إلى أن الجهة تتوفر على مؤهلات بشرية وبنية تحتية هامة ، بالإضافة إلى موقعها الجغرافي حيث تتواجد بالواجهة الجنوبية لحوض البحر الأبيض المتوسط ، فضلا عن توفر المنطقة على مشاريع تنموية كبرى مبرمجة خاصة في ميدان السياحة. من جانبه أكد رئيس المجلس الإقليمي السيد عمر الزراد، أن إقليمالحسيمة شهد خلال السنوات الأخيرة تطورا ملموسا في مختلف البنى التحتية والهيكلة التي شملت إنجاز مشاريع التأهيل الحضري والطرق وتأهيل مطار الشريف الإدريسي وميناء الحسيمة والمنطقة الصناعية ، فضلا عن منشآت سياحية مما يجعل هذه المقومات تشكل رافعة أساسية لانطلاق دينامية اقتصادية وتنموية بالإقليم تؤهله لاحتضان منطقة خاصة بترحيل الخدمات. ومن جهته، دعا السيد الحسين تايتاي رئيس المؤسسة المغربية الألمانية للثقافة والتربية والعلوم، ورئيس الوفد الألماني، إلى تحسين البنية التحتية بالإقليم لاستقطاب الاستثمارات وتوسيع دائرة المتدخلين في مجال الاستثمارات بشكل عام وأساسا في مجال ترحيل الخدمات، وتفعيل التواصل، وإمكانية تنظيم أسبوع دولي في فرنكفورت بمشاركة فاعلين ومستثمرين من المنطقة. من جهة أخرى، أشار المشاركون الى المؤهلات التي يتوفر عليها إقليمالحسيمة والتي من شأنها أن تمكنه من تبوء مكانة متقدمة في قطاع ترحيل الخدمات، كالموقع الجغرافي الإستراتيجي، والقرب من القارة الأوروبية، وتوفره على بنية تحتية مهمة مطار وميناء دوليين، وانفتاح الساكنة على الثقافات الأورومتوسطية وإلمام أغلبها بعدة لغات أجنبية، ووجود عدد مهم من أفراد الجالية المغربية بالخارج الذي لجأ معظمهم إلى الاستثمار في التكنولوجيات الحديثة خاصة فئة الشباب الذين تلقوا تكوينا معرفيا ومهنيا ببلدان الاستقبال مكنهم من اكتساب تقنيات ومهارات عالية في هذا الميدان . كما يشكل اعتماد مناهج تعليمية مرتبطة بالإعلاميات وتقنيات ترحيل الخدمات بالعديد من مؤسسات التعليم والتكوين ( المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية والمعهد المتخصص في التكنولوجيا التطبيقية) عوامل مساعدة في هذا الميدان.