تحتضن الحسيمة حاليا الأيام الاقتصادية الأولى لشمال المغرب التي تنظم حتى 18 أكتوبر الجاري, بمبادرة من غرفة التجارة والصناعة والخدمات للحسيمة وشركة (ما بونتو) المتخصصة في تسويق وتسهيل الاستثمارات الإسبانية. ويهدف هذا الملتقى الأول الذي انطلق مساء الجمعة, إلى خلق فضاء للتبادل المنتظم بين رجال الأعمال المغاربة والإسبان وإبراز العروض الاستثمارية التي تزخر بها جهة تازة-الحسيمة-تاونات, والتي شهدت في الآونة الأخيرة اهتماما متزايدا من قبل الكثير من المجموعات الاستثمارية الوطنية والأجنبية. كما يرمي الملتقى الذي ينظم بشراكة مع وزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة وولاية جهة تازةالحسيمةتاونات والمركز الجهوي للاستثمار بالحسيمة, إلى خلق شراكات بين هيئات استثمارية في المغرب ونظيرتها في إسبانيا وتحفيز الشركات الإسبانية على الاستثمار في مختلف القطاعات بالجهة, فضلا عن تبادل الخبرات في مجالات عدة أبرزها السياحة والصناعة والعقار والبنية التحتية. واعتبرت السيدة منية بوستة مديرة التجارة الداخلية بوزارة التجارة والصناعة والتكنولوجيات الحديثة في كلمة بالمناسبة إن هذا الملتقى الاقتصادي الأول الذي يحضره وفد هام من رجال الأعمال الإسبان والمغاربة, فرصة للتعريف بالمؤهلات التي يزخر بها المغرب, وتبادل الأفكار والخبرات بين الجانبين في مجال التجارة والصناعة والخدمات والتكنولوجيات الحديثة. وأبرزت السيدة بوستة الدينامية القوية التي تعرفها منطقة شمال المملكة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي, شأنها في ذلك شأن باقي مناطق المغرب الذي يتمتع بأرضية ومؤهلات متميزة على المستوى المقاولاتي والاقتصادي. من جهته, أكد والي جهة تازةالحسيمةتاونات, عامل إقليمالحسيمة السيد محمد مهيدية في افتتاح الملتقى الذي حضرته السيدة ييرا كراسكو قنصل جمهورية الدومنيك بالمغرب, على ضرورة تمتين العلاقات المغربية-الإسبانية العريقة وترجمتها على أرض الواقع عبر تبادل الخبرات والأفكار وعقد شراكات حقيقية في جميع الميادين الحيوية. ووقف السيد مهيدية عند التحولات الكبيرة التي عرفها إقليمالحسيمة في السنوات الأخيرة من خلال الأوراش الكبرى التنموية التي أطلقها أو دشنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس. كما أبرز المؤهلات الطبيعية والسياحية والآفاق الاقتصادية التي يتوفر عليها إقليمالحسيمة, مذكرا , من جهة أخرى , بالإصلاحات التي بادرت إليها الحكومة والتي همت الجوانب القانونية المؤسساتية المؤطرة للنشاط الاقتصادي, مما مكن من ملاءمة القوانين المغربية مع تلك المعمول بها في الدول المتقدمة من جانبه, أشار مدير غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالحسيمة السيد عبدالمنعم أمشراع إلى الدور الذي يضطلع به الاستثمار بشقيه الوطني والدولي, كرافعة أساسية وقوية للتنمية الاقتصادية للبلاد, وأن العشرية الأولى من عهد جلالة الملك محمد السادس استطاعت , في جانبها الاقتصادي , الارتقاء بجاذبية البلاد الاستثمارية من خلال إجراءات عملية مؤثرة في النشاط الاقتصادي الوطني. وأكد السيد خوصي مانييال مستشار اقتصادي بالسفارة الإسبانية بالرباط , من جانبه , على ضرورة تعزيز العلاقات بين البلدين وتشجيع الاستثمار على المدى المتوسط والبعيد لإنجاز مجموعة من المشاريع التنموية, مشيرا إلى أن مشاركة مقاولين ومستثمرين إسبان في هذا اللقاء يعبر على الرغبة الأكيدة في الانخراط في مسار التنمية بالمنطقة. ويتمحور جدول أعمال الأيام الاقتصادية الأولى لشمال المغرب حول "البناء والأشغال العمومية", و"السياحة", و"الصيد البحري وتربية الأسماك", و"دعم قدرات الجالية المقيمة بإسبانيا للاستثمار بشمال المغرب", و"تطوير الاستثمار في الطاقات المتجددة", و"خلق خطوط بحرية وجوية مع جنوبإسبانيا". كما يتضمن البرنامج توقيع أربع اتفاقيات شراكة, مع كل من غرف غرناطة, وميناء موتريل, ووكالة تشجيع الاستثمارات الخارجية للأندلس, و(جمعية الحركة من أجل السلام).ويشارك في هذه الأيام الاقتصادية كل من غرف التجارة والصناعة لجنوبإسبانيا (غرناطة ومالقة وموتريل وألميريا), وحوالي 80 شركة في ميادين مختلفة, ووكالة تنمية أقاليم الشمال, ووكالة تشجيع استثمارات الأندلس عبر العالم, فضلا عن مجموعة من المؤسسات الوطنية المهتمة بالبناء والسياحة والتهيئة الصناعية ومجالات أخرى. .